الراند الجنوب أفريقي يدفع ثمن الاضطرابات

الراند الجنوب أفريقي يدفع ثمن الاضطرابات

13 يوليو 2021
المواجهات المستمرة في الشوارع تسبب اضطراباً في أسواق المال والعملات (فرانس برس)
+ الخط -

تدهور سعر صرف الراند الجنوب أفريقي يوم الاثنين، إلى أضعف مستوياته مقابل الدولار في أكثر من شهرين، نتيجة انتشار أعمال الشغب التي بدأت مع اعتقال الرئيس السابق، جاكوب زوما، الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثر سلبا على توقعات الاقتصاد المثقل أصلا بتداعيات عودة ظهور فيروس كورونا بعد انكفائه لفترة.

وانخفض سعر صرف الراند بنسبة 1.9% مسجلا 14.4883 مقابل الدولار الأميركي خلال التعاملات في سوق مدينة جوهانسبرغ النشطة اقتصاديا وماليا في البلاد، متجها إلى أضعف مستوى له منذ 30 إبريل/نيسان المنصرم، تزامنا مع ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأكثر سيولة لعام 2026 بمقدار 5 نقاط أساس إلى 7.49%، وفقا لبيانات شبكة "بلومبيرغ" الأميركية.

يأتي ذلك في وقت أدّت الاحتجاجات العنيفة إلى إغلاق الشركات وتعطيل شبكات النقل في أغنى إقليمين في البلاد، هما غوتينغ وكوازولو- ناتال، بعدما حُكم على زوما بالسجن 15 شهرا لتحدّيه أمر المحكمة بالإدلاء بشهادته في إطار تحقيق يتناول قضايا فساد.

وشكلت أعمال الشغب سببا إضافيا إلى الإقفال الناجم عن الإغلاق الكوروني الذي يلحق أضرارا فادحة في الشركات والمؤسسات ويؤدي إلى عمليات صرف واسعة وبالتالي خسارة شريحة من الأجور في بلد يبلغ معدل البطالة فيه 32.6% وفقا لأرقام رسمية.

هذا واستمرت أعمال العنف والنهب أمس الاثنين، بعد يومين من الاضطرابات التي أشعلها محتجون موالون لزوما في مسقط رأسه بإقليم كوازولو- ناتال، كما وامتدت بعض الاضطرابات إلى جوهانسبرغ المصنفة كأكبر مدن البلاد، وفقا لوكالة رويترز، على الرغم من أن محكمة بدأت، الإثنين، في جلسة افتراضية، النظر في طعن مقدّم من زوما على حكم بسجنه 15 شهرا، في حين قالت الشرطة إن 6 قتلوا واعتُقل أكثر من 200 في احتجاجات متصلة بالقضية وعمليات نهب منذ الأسبوع الماضي.

وفي فبراير/شباط الماضي، طلبت لجنة تحقق في مزاعم فساد خلال فترة رئاسة زوما من المحكمة الدستورية، فرض عقوبة بالسجن عليه بعدما رفض أمرا بالمثول أمام اللجنة التي تبحث مزاعم فساد على مستوى عال ارتُكبت خلال فترة حكمه بين العامين 2009 و2018، فيما ينفي زوما ارتكاب أي مخالفات، لكنه لم يتعاون مع لجنة التحقيق، وأقاله المؤتمر الوطني الأفريقي من منصبه كرئيس قبل عام واحد من انتهاء فترة حكمه الثانية، في تحرك نظمه حلفاء خلفه سيريل رامافوسا، ما تسبب بأزمة سياسية أشعلت الاحتجاجات وفعّلت القضاء ضد الرئيس السابق.