الرئيس الصيني: الرسوم الجمركية والحروب التجارية تضر بالنظام الاقتصادي العالمي

23 ابريل 2025
شي جين بينغ أكد أن الرسوم الجمركية تقوض التجارة، بكين في 23 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن الرسوم الجمركية والحروب التجارية تضر بالنظام التجاري العالمي، مشيراً إلى استعداد الصين للتعاون مع أذربيجان لحماية النظام الدولي، مع توقيع 20 وثيقة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
- في سياق الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى رغبته في التوصل إلى اتفاق تجاري، رغم استمرار التوترات وفرض رسوم جمركية متبادلة.
- أثرت الحرب التجارية على الشركات العالمية، حيث تأثرت الشركات الألمانية في الصين وصناعة الروبوتات بقيود تصدير المعادن النادرة.

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الأربعاء، إن الرسوم الجمركية والحروب التجارية تقوض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول وتلحق ضرراً بالنظام التجاري متعدد الأطراف وتترك أثراً على النظام الاقتصادي العالمي. ونقلت وكالة أنباء الصين (شينخوا)، عن شي قوله خلال اجتماع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بكين إن الصين مستعدة للعمل مع أذربيجان لحماية النظام الدولي.

وأعلن الجانبان، وفقاً لوكالة رويترز، "إقامة شراكة استراتيجية شاملة" بين بلديهما، وتوقيع 20 وثيقة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، في مجالات تشمل القانون والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي وحقوق الملكية الفكرية والفضاء. ويقوم رئيس أذربيجان بزيارة دولة إلى الصين تستمر حتى يوم غد الخميس. 

وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء رداً على تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس للتهدئة مع الصين، إنه يجب على الولايات المتحدة التوقف عن إطلاق التهديدات وعن اللجوء إلى التعنت والإكراه إذا أرادت إبرام اتفاق‭‭‬‬. واتهم متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بمواصلة ممارسة "أقصى ضغط" حتى وهي تحاول التوصل إلى اتفاق وقال إن هذه ليست الطريقة الصائبة للتعامل مع الصين. 

وانخرطت بكين وواشنطن في حرب تجارية منذ فرض ترامب هذا الشهر رسوما جمركية باهظة نسبتها 145% على الواردات الصينية. وردّت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على المنتجات القادمة من الولايات المتحدة. وبالنسبة إلى الدول الأخرى، فقد تمّ تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة التي تزيد عن حد أدنى قدره 10% لمدة 90 يوماً، فيما فتح البيت الأبيض الباب أمام التفاوض. 

وحذّرت وزارة التجارة الصينية هذا الأسبوع البلدان الأخرى من السعي للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن "على حساب المصالح الصينية". وجاء في بيان صدر عن متحدث باسم الوزارة، الاثنين، أن محاولات "الاسترضاء لن تجلب السلام والتسويات لن تقابل بالاحترام". وأفاد شي، الأربعاء، بأنه "على الرغم من الوضع الدولي المتبدل بشكل دائم"، حافظت الصين وأذربيجان على علاقات ودية. وحضّ وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في اتصالات هاتفية أجراها مع نظيريه البريطاني والنمساوي، قبل يوم، كلا من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على المساعدة في الدفاع عن التجارة المتعددة الأطراف. 

ترامب يسعى للتهدئة مع الصين: سأكون في غاية اللطف

وكان ترامب قد قال إنه لن يتعامل بحزم مع الصين في مسألة الرسوم الجمركية. وأضاف ترامب خلال فعالية في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، أن الصين سوف تضطر في نهاية المطاف إلى التوصل إلى اتفاقية جمركية مع الولايات المتحدة وأنها مستعدة لذلك. وأضاف، وفقا لوكالة الأناضول: "نحن على علاقة جيدة مع الصين. أعتقد أننا على علاقة جيدة مع كل الدول تقريبا، فالجميع يرغبون في إقامة علاقات وعقد صفقات تجارية مع الولايات المتحدة"، وأشار إلى أن المحادثات مع الصين مستمرة.

ورداً على سؤال حول المسار الذي سيتبعه في مسألة فرض الرسوم الجمركية على الصين، قال ترامب: "لن أقول إنني سأتعامل بحزم مع الصين. سنكون في غاية اللطف. سيكونون هم أيضا في غاية اللطف. سنرى بعد ذلك ما سيحدث. لكن في النهاية عليهم إبرام اتفاق، وإلا فلن يتمكنوا من التعامل مع الولايات المتحدة". ولفت ترامب إلى أن معدل الرسوم الجمركية المطبقة على الصين لن يبقى عند 145%، لكنه لن يكون صفرا أيضا.

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن الأسبوع الماضي أنّ هناك محادثات جارية مع الصين، وقال لصحافيين في البيت الأبيض "أعتقد أنّنا سنتوصل إلى اتفاق جيد للغاية". وحتى الآن، لم تؤكد الحكومة الصينية إجراء هذه المحادثات، رغم أنّها كانت قد دعت عدّة مرّات إلى إجراء "حوار" بناء على "شروط متساوية". 

وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنّ المحادثات بين الولايات المتحدة والصين بشأن اتفاق تجاري محتمل أحرزت تقدما، على الرغم من سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب وإجراءات الرد التي اتخذتها بكين. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين، وفقا لوكالة فرانس برس: "نحقّق نتائج جيدة للغاية في ما يتعلق باتفاق تجاري محتمل مع الصين"، مضيفة أنّ "الرئيس والإدارة يمهّدان الطريق للتوصل إلى اتفاق"، وأكدت أنّ "جميع الأطراف تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح".

وقالت كارولاين ليفيت إنّه "تمّ إحراز تقدّم كبير" في هذا المجال، مشيرة إلى أنّ الولايات المتحدة تلقّت "18 اقتراحا" لاتفاقات من قبل الدول المعنية بالرسوم الجمركية. وأضافت أنّه من المقرّر تنظيم "34 لقاء" مع دول مختلفة هذا الأسبوع من أجل إجراء مفاوضات. 

بيسنت: التوتر التجاري مع الصين سيتراجع

من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمس الثلاثاء، إنه يعتقد أن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين سيتراجع، لكن المفاوضات مع بكين لم تبدأ بعد وستكون "مضنية". ونقل هذه التصريحات مصدر استمع إلى عرض خاص قدمه بيسنت أمام مستثمرين في مؤتمر لبنك جيه.بي مورجان تشيس.

وقال المصدر، وفقا لرويترز، إن بيسنت وصف الوضع التجاري الحالي بين البلدين بأنه حظر متبادل، وإن الطرفين يريان أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار. وأضاف بيسنت أن هدف إدارة ترامب ليس فصل أكبر اقتصادين في العالم. وذكر المصدر أن بيسنت عبر عن أمله في "إعادة توازن كبيرة وجيدة" للاقتصاد الصيني نحو المزيد من الاستهلاك وللاقتصاد الأميركي نحو المزيد من التصنيع، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت بكين مستعدة للقيام بذلك.

تحدث بيسنت في مؤتمر استثماري خاص في واشنطن عقده البنك الاستثماري الأميركي على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين. وقال بيسنت إن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار مع فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية 145% على السلع الصينية وفرض بكين رسوما 125% على السلع الأميركية. وقال المصدر إن بيسنت أشار إلى أن خفض التصعيد سيحدث "في المستقبل القريب جدا"، وهو ما من شأنه أن يجعل الأسواق "تتنفس الصعداء". وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.5% بعدما نشرت وكالة بلومبيرغ تقريرا أوليا حول تصريحات بيسنت. 

الرسوم الجمركية تضرب قطاع السيارات

في السياق، أظهر مسح نشرت نتيجته غرفة التجارة الألمانية (إيه إتش كيه) في الصين، الثلاثاء، أن النزاع التجاري المتصاعد بين واشنطن وبكين يؤثر بشكل متزايد على الشركات الألمانية العاملة في الصين. وبحسب المسح، قالت 86% من الشركات التي شملها الاستطلاع، وفقا لوكالة أسوشييتد برس، إنها تأثرت بالرسوم الجمركية.

ووصف ماكسيميليان بوتيك، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة غرفة التجارة الألمانية في شرق الصين، الوضع بأنه "مثير للقلق"، قائلا إن النزاع من المرجح أن يسرّع جهود التوطين التي تبذلها الشركات الألمانية. وفي المسح الذي أجري بين 14 و17 إبريل/نيسان، قالت 38% من الشركات إنها تخطط للتوطين بسرعة أكبر في الصين باعتبار ذلك أحد ردودها الرئيسية على التوترات. وشاركت في الاستطلاع ما مجموعها 143 شركة.

وألقت الحرب التجارية بظلالها على قطاع السيارات أكثر من غيره، حيث ذكرت 93% من الشركات العاملة في هذا القطاع أن التعرفات الجمركية أثرت على أعمالها في الصين. وقالت نصف الشركات أيضا إنها تأثرت بضوابط التصدير الأميركية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن أوليفر بلومه قبل معرض شنغهاي للسيارات إن الحواجز التجارية العالمية آخذة في الارتفاع. وأضاف أن الصناعة تمر بنقطة تحول، مشيرا إلى أن فولكسفاغن وغيرها من شركات صناعة السيارات تجري "محادثات بناءة" مع المسؤولين الأميركيين.

وحذر بوتيك من أن التوطين وحده لن يحل المشكلة بالنسبة للشركات الألمانية، حيث إن العديد من الشركات جزء من سلاسل التوريد الصينية القائمة على التصدير. وقال إن الرسوم الجمركية الأميركية تشكل خطرا دائما على هذه الشركات، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي لديه الآن فرصة للتفاوض على تحسين شروط التجارة والاستثمار مع الصين.

قيود المعادن النادرة تضرب صناعة الروبوتات

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك إن إنتاج روبوتات أوبتيموس الشبيهة بالبشر تأثر بالقيود التي فرضتها الصين على المغانط المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة. وأضاف خلال مؤتمر عن بعد لإعلان الأرباح، أمس الثلاثاء، أن الصين تريد ضمانات بأن المغانط المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة لا تستخدم لأغراض عسكرية، وأن شركة صناعة السيارات تعمل مع بكين للحصول على رخصة تصدير لاستخدامها.

وقال، وفقاً لرويترز، إن "الصين تريد بعض الضمانات بأن هذه المغانط لن تستخدم لأغراض عسكرية، وهذا هو الحال بالتأكيد. إنها فقط ستدخل في روبوت شبيه بالبشر"، مضيفا أنها ليست سلاحا. وفرضت الصين هذا الشهر قيودا على تصدير المعادن النادرة في إطار ردها الشامل على الرسوم الجمركية الأميركية، ما أدى إلى تقييد إمدادات المعادن المستخدمة في صنع الأسلحة والإلكترونيات ومجموعة من السلع الاستهلاكية.

وقال محللون إن قيود التصدير لا تشمل المعادن المستخرجة من المناجم فحسب، بل أيضاً المغناطيس وغيره من المنتجات النهائية التي سيكون من الصعب استبدالها. ويتعين على المصدرين الآن التقدم بطلبات إلى وزارة التجارة للحصول على التراخيص، وهي عملية غامضة نسبياً ويمكن أن تستغرق ما يراوح بين ستة وسبعة أسابيع وصولاً إلى عدة أشهر.