الذهب عند 3500 دولار لأول مرة بعد انتقاد ترامب لباول... والعملة الأميركية تواصل التراجع
استمع إلى الملخص
- تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ سنوات مقابل الين والفرنك السويسري واليورو، مما زاد الضغوط على الأسواق المالية وأثر على استقرار أسواق الأسهم الآسيوية.
- تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب الحرب التجارية، وزادت المخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية الأميركية، مما زاد من عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية.
بلغت أسعار الذهب ذروة قياسية ولامست عتبة 3500 دولار اليوم الثلاثاء، إذ أدت مخاوف ناجمة عن انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) جيروم باول إلى النأي عن المخاطرة ودفعت المستثمرين للإقبال على الذهب باعتباره ملاذا آمنا، في الوقت الذي واصل فيه الدولار التراجع لأدنى مستوى منذ 3 سنوات.
وتترقب الأسواق تعليقات من عدة مسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الأسبوع على أمل الحصول على مؤشرات حول مسار السياسة النقدية وسط مخاوف بشأن استقلال البنك المركزي. وصعّد ترامب انتقاداته لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، أمس الاثنين، في منشور على موقع تروث سوشيال، ووصفه بأنه "خاسر كبير"، وطالبه بخفض أسعار الفائدة "الآن" أو المخاطرة بتباطؤ اقتصادي.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، يوم الجمعة، إن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، وذلك بعد يوم من تعليق ترامب بأنه ينتظر ترك باول منصبه "بفارغ الصبر". ويأتي هجوم ترامب بعدما قال باول الأسبوع الماضي إن البنك المركزي يمكنه التحلي بالصبر بشأن الحكم على كيفية تحديد السياسة، وإنه ينبغي عدم خفض أسعار الفائدة قبل اتضاح أن خطط الرسوم الجمركية لن تؤدي إلى إذكاء التضخم المرتفع.
واتهمت الصين واشنطن، أمس الاثنين، بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام صفقات اقتصادية أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها، في تصعيد لتعليقاتها في الحرب التجارية المحتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم.
صعود قياسي لأسعار الذهب
وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 2.2% إلى 3493.41 دولارا للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 06.20 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى قياسيا مرتفعا عند 3500.05 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.3% إلى 2502.40 دولار.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد، إن "المستثمرين أصبحوا يتجنبون الأصول الأميركية بشكل كبير وسط مخاوف إزاء الرسوم الجمركية و(الوضع) الدرامي بين ترامب وباول، وهو ما أبقى الذهب في وضع ممتاز للاستفادة من مشاكل الدولار".
ويعتبر الذهب ملاذا آمنا في مواجهة حالة الضبابية الاقتصادية، وزاد قرابة 33% منذ بداية العام. وواجهت أسواق الأسهم الآسيوية صعوبة في الحفاظ على استقرارها بعد عمليات بيع سريعة للأصول الأميركية أدت إلى إضعاف وول ستريت والدولار.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 32.80 دولارا للأوقية، وزاد البلاتين 1.1% إلى 972.20 دولارا، وصعد البلاديوم 2.2% إلى 948.14 دولارا.
الدولار يواصل التراجع
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار، اليوم الثلاثاء، إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر مقابل الين مع تزايد تدهور ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي بسبب انتقادات ترامب المتواصلة لباول. وتسارعت خسائر العملة الأميركية بعدما أعلنت رئيسة وزراء تايلاند إرجاء مفاوضات تجارية مع واشنطن كان من المقرر أن تبدأ غدا الأربعاء.
واقترب الدولار من أدنى مستوى في عشر سنوات الذي سجله أمس مقابل الفرنك السويسري، وحوّم بالقرب من أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل اليورو. وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 98.117 بعد انخفاضه إلى 97.923 في الجلسة السابقة، وهو مستوى لم يشهده منذ مارس/ آذار 2022.
وانخفض الدولار 0.6% مقابل الين الياباني إلى 140 يناً لأول مرة منذ منتصف سبتمبر/ أيلول. ونزل الدولار 0.1% إلى 0.8082 فرنك سويسري، بالقرب من أدنى مستوى في عشر سنوات البالغ 0.8042، والذي سجله في الجلسة السابقة. ولم يشهد اليورو تغيرا يذكر مسجلا 1.1535 دولار، بعدما قفز إلى 1.1573 دولار أمس الاثنين، للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وارتفع الجنيه الاسترليني 0.25% إلى 1.3412 دولار بعد صعوده إلى 1.3421 دولار للمرة الأولى منذ سبتمبر/ أيلول في بداية أسبوع التداول.
وقال إريك كوبي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورث ستار لإدارة الاستثمارات، إن هناك "أزمة رهيبة بين ترامب وباول"، ما يثير "قلقا من اتخاذ إجراء ما لاستبدال باول، وهو ما قد يؤدي لحالة من الذعر الحقيقي بالنسبة للدولار". وعلى الصعيد التجاري، قال كوبي إن "كل يوم لا يتم فيه التوصل إلى صفقات تتعلق بالإعفاءات، يثير قلقا مستمرا" من أن سياسات ترامب في شكلها الحالي قد تكون مدمرة للاقتصاد.
وأكد جوزيف كابورسو، رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي أنه "كلما استمرت التكهنات بشأن استقلال السياسة النقدية الأميركية لفترة أطول، أصبح الدولار معرضا لخطر الانخفاض لمدة أطول". وأضاف "قد يتطلب الأمر موجة بيع أخرى في سوق سندات الحكومة الأميركية أو سوق الأسهم الأميركية لتشجيع الرئيس ترامب على الامتناع عن مثل هذه التعليقات".
(رويترز، العربي الجديد)