الدولار يتعدى 12 ليرة تركية... والخوف يتمدد في الأسواق

الدولار يتعدى 12 ليرة تركية... والخوف يتمدد في الأسواق

23 نوفمبر 2021

+ الخط -

تخطى سعر صرف الدولار، صباح اليوم الثلاثاء، عتبة 12 دولاراً، لتسجل الليرة التركية أدنى سعر للعملة في السنوات الاخيرة وهو 12.3724، بعد تخفيض سعر الفائدة الخميس الماضي 100 نقطة أساس، وذلك إثر سلسلة تخفيضات قام بها البنك المركزي هبطت بسعر الفائدة من 23% في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي إلى 15% اليوم.

وعزل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ثلاثة مسؤولين في البنك المركزي الشهر الماضي، إضافة إلى محافظين للبنك المركزي خلال عام واحد ،وهما مراد تشتين قايا ومراد أويصال، وتم تعيين شهاب قوجي أوغلو في آذار/ مارس الماضي رئيساً جديداً.

ويرى مراقبون أنّ تصميم الرئيس التركي على تخفيض سعر الفائدة زاد مخاوف الأسواق، ما دفع العملة التركية إلى مزيد من التراجع، مسجّلة أكبر خسائرها هذا العام وقت بدأته بنحو 7.4 ليرات مقابل الدولار الواحد.

وكان الرئيس التركي قد جدد، مساء أمس الإثنين، رفضه القاطع لرفع أسعار الفائدة في بلاده، مؤكداً مواصلته مكافحة ذلك، وواصفاً ما تشهده بلاده هذه الأيام من خفض لأسعار الفائدة يقابله انخفاض حاد في قيمة العملية المحلية بـ "حرب الاستقلال الاقتصادي".

وأضاف أردوغان، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع للحكومة، أنّ زيادة الأسعار الناتجة عن ارتفاع سعر الصرف لا تؤثر تأثيراً مباشراً في الاستثمار والإنتاج والتوظيف، وأنه يفضّل سعر صرف تنافسياً لأنه يجلب زيادة في الاستثمار والتوظيف.

وفي حين ألقى أردوغان باللوم أيضاً في ضعف الليرة التركية على ما قال إنها مناورات تُحاك بشأن سعر الصرف وأسعار الفائدة، أكد أن بلاده ستخرج منتصرة من حرب الاستقلال الاقتصادي كما فعلت في بقية المجالات، وقال: "تركيا لديها الخبرة الكافية في إدارة الأزمات المالية، وأنقرة مصممة على اغتنام الفرص التي أتيحت في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم".

وبيّن الرئيس التركي خطة أنقرة من تخفيض سعر الفائدة وأنها مصممة على فعل ما هو صحيح ومفيد بالتركيز على الاستثمار، والإنتاج، والتوظيف، والسياسة الاقتصادية الموجهة نحو التصدير، ملوّحاً لمن وصفهم بمستغلّي تراجع سعر صرف الليرة ورفع الأسعار "لن نسمح للانتهازيين برفع أسعار السلع على نحو مفرط بذريعة ارتفاع سعر الصرف، وسنواصل الكفاح ضد هؤلاء".

وانعكس تراجع سعر الليرة على الذهب، ليسجل أدنى سعر على الإطلاق، إذ وصل غرام الذهب عيار 14 قيراطاً إلى 386 ليرة وغرام 21 قيراطاً إلى 580 ليرة، في حين قفز سعر الغرام من عيار 24 قيراطاً إلى 662 ليرة، ووصل سعر الأونصة إلى 1807.26 دولارات.

ويستمر المصرف المركزي بتخفيض سعر الفائدة، بتوجيهات حكومية وتدخل مباشر من الرئيس أردوغان، الذي يرى أن بلاده تخوض حرباً اقتصادية على أولئك المحاصرين في مثلث شيطان الفائدة وأسعار الصرف والتضخم، معتبراً أن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب ارتفاع التضخم.

فبعد خفض سعر الفائدة 100 نقطة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تابعت لجنة السياسات المالية بالمصرف المركزي خفض السعر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بواقع 200 نقطة ليصبح السعر 16% قبل أن ينخفض الأسبوع الماضي إلى 15%.

ويتوقع مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في إسطنبول محمد كامل ديميريل استمرار تذبذب سعر صرف الليرة التركية، حتى تستوعب الأسواق وتستقر، معتبراً أن تخفيض سعر الفائدة هو "قرار حكومي متفق عليه"، ومرجّحاً استمرار التخفيض التدريجي "ربما لتصل نحو 10% عام 2023"، لأن بلاده تسعى لتقوية الاقتصاد الحقيقي المنطلق من الصناعة والزراعة، ولا آمال لها على الأموال الساخنة التي تجمّد بخزائن المصارف لجني الأرباح.

بدوره، يعتبر أستاذ المالية فراس شعبو أن استمرار تركيا بتخفيض سعر الفائدة هدفه تنشيط الاقتصاد وتفعيل الاستثمارات وتقليص العجز في الميزان التجاري، معتبراً ردة فعل الأسواق متوقعة وقد لا يستقر سعر الصرف لستة أشهر مقبلة.

ويضيف شعبو لـ"العربي الجديد" أنّ مخاوف الأسواق ازدادت بعد كلمة الرئيس أمس وتصميمه على الاستمرار بتخفيض سعر الفائدة لتصل ربما إلى ما هو مخطط له؛ أقل من 10% بحلول عام 2023.

المساهمون