الخطوط اليمنية مهددة بالتوقف بعد احتجاز طائراتها في صنعاء

28 يونيو 2024
في مطار صنعاء، 14 مايو 2023 (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الحكومة اليمنية في عدن اتهمت الحوثيين باحتجاز طائرات الخطوط اليمنية، مما أدى إلى تأخير عودة أكثر من 1300 حاج من جدة إلى صنعاء وعدن، فيما اتهمت صنعاء السعودية باحتجاز حجاج يمنيين.
- الصراع يؤثر على النقل الجوي والحجاج، مع استمرار الخلافات حول إدارة وإيرادات الخطوط اليمنية، مهددًا بإفلاس الشركة وتأثيره على المواطنين بارتفاع أسعار التذاكر وصعوبات السفر.
- وزارة النقل في عدن تشير إلى استمرار الانتهاكات بحق الناقل الوطني وتجميد أرصدة الشركة التي تجاوزت 100 مليون دولار منذ مارس 2023، مع استئثار الحوثيين بجزء كبير من الإيرادات.

اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في عدن الحوثيين باحتجاز طائرات الخطوط اليمنية التي كانت تنقل الحجاج عبر رحلات مباشرة من مدينة جدة السعودية إلى صنعاء.

ووصفت وزارة النقل الحكومية في عدن ذلك بالاعتداء السافر على طائرات شركة الخطوط الجوية اليمنية، موضحةً أن جماعة الحوثي احتجزت ثلاث طائرات، الثلاثاء 25 يونيو/ حزيران، لتضاف إلى طائرة رابعة محتجزة منذ حوالي شهر، حيث كانت تلك الطائرات تقوم بنقل الحجاج من مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الى مطار صنعاء.

وأكدت مصادر حكومية مسؤولة أن هذا الاحتجاز تسبب في تأخير الرحلات المتبقية حيث لا يزال أكثر من 1300 حاج عالقين في مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة السعودية، فيما يأتي ذلك بعدما قامت شركة الخطوط اليمنية بتسيير أكثر من 100 رحلة جوية لنقل 8 آلاف حاج ذهاباً وإياباً منذ ابتداء موسم الحج لهذا العام.

في المقابل، اتهمت صنعاء السلطات السعودية باحتجاز 1124 من الحجاج اليمنيين، والذين من المقرر أن يعودوا إلى مطار صنعاء ورحلاتهم مؤكدة، لكن تم منع إقلاعها باتجاه مطار صنعاء، وحولت اتجاهها إلى مطار عدن، مع أن كل ركاب الرحلات متجهون إلى صنعاء.

وتكشف مصادر مسؤولة في صنعاء أن هناك اتفاقا مع وزارة الحج السعودية يقضي بإعادة الحجاج اليمنيين الذين غادروا عبر مطار صنعاء الدولي إلى نفس المطار. واستأنفت عملية احتجاز طائرات الخطوط اليمنية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو أكثر من ثلاثة أشهر على كافة المستويات، بعد فترة هدوء بسبب إجازة عيد الأضحى التي انتهت مطلع هذا الأسبوع.

استنزاف الخطوط اليمنية

ويرى الخبير الملاحي جلال عبيد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هناك استنزافا متعمدا للخطوط الجوية اليمنية يهددها بالإفلاس في ظل هذا الانقسام الحاصل في عملية إدارتها والهيمنة على مواردها حيث لا تزال صنعاء تتحكم بجزء كبير من إيراداتها وإدارة عملياتها، لافتاً إلى استنزاف مماثل للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم ضحايا هذا الصراع نتيجة ارتفاع أسعار تذاكرها التي وصلت إلى مستويات قياسية، إلى جانب صعوبات وتحديات ومشقة التنقل والسفر.

وفي وقت حملت سلطة صنعاء التي لم تؤكد أو تنفِ احتجاز الطائرات الأربع، السعودية مسؤولية تأخير الرحلات المتبقية لنقل الحجاج، يُبدي مراقبون وخبراء، استغرابهم الشديد لتكتم وزارة النقل الحكومية وشركة الخطوط اليمنية بشأن احتجاز طائرة منذ نحو شهر حيث لم يتم الإعلان عن ذلك قبل أن يتم تسيير أكثر من رحلة في غضون ساعات بدلاً من جدولتها على فترات متفرقة.

وأوضحت شركة الخطوط اليمنية أن ثلاث طائرات محتجزة في مطار صنعاء من طراز إيرباص 320، ليصبح عدد الطائرات المحتجزة أربعاً مع الطائرة ذات السعة المقعدية الكبيرة إيرباص 330 المحتجزة منذ أكثر من شهر، مؤكدةً أن عملية احتجاز هذه الطائرات من شأنها أن تؤثر على سير رحلات الناقل الوطني وتكبدها خسائر إضافية كبيرة.

كما أن هناك نحو 8 آلاف و400 حاج من صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إذ تطلّب الأمر نقلهم من مدينة جدة إلى صنعاء خلال مدة أسبوع بحسب الشركة الحكومية، لذا اضطرت بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني السعودية لتشغيل أكثر من رحلة في اليوم الواحد. وبإمكان "طيران اليمنية" الحكومية تشغيل أكثر من مائة رحلة جوية من صنعاء إلى السعودية ذهاباً وإياباً مع تغطية كافة النفقات التشغيلية لهذه الرحلات من خارج حساباتها في بنوك صنعاء، رغم إيداع إيرادات الحجاج لنفس الحسابات المجمدة منذ 8 مارس/ آذار 2023.

في السياق، يرى خبراء اقتصاد أن ما يجري من صراع يرسم صورة قاتمة حول جهود التسوية التي ينتظرها اليمنيون منذ نحو عشر سنوات في ظل منحى الصراع المتصاعد أخيراً الذي يتسبب في تعطيل مصالح الناس وتفاقم معاناتهم التي وصلت إلى مستويات يستحيل تحملها، إذ يرى الباحث الاقتصادي بلال أحمد في حديث لـ"العربي الجديد" أن هناك تناقضا بين أجندات طرفي التحالف مع استهداف متعمد لليمنيين وتعطيل لمصالح الناس كما يلاحَظ في ما يحدث حالياً في النقل الجوي وشركة الخطوط اليمنية التي يعتبرها غارقة في الفساد منذ الأزل، حيث يوجد معظم كادرها في صنعاء تحت سلطة الحوثيين وإدارتهم البنكية وتحكمهم بإيراداتها.

بدورها، قالت وزارة النقل الحكومية في عدن إن الانتهاكات بحق الناقل الوطني لا تزال مستمرة منذ تجميد أرصدة الشركة المالية في أوائل شهر مارس/ آذار 2023، والتي تجاوزت 100 مليون دولار، مشيرةً إلى إصرار جماعة الحوثي على الاستئثار بجزء كبير من الإيرادات دون وجه حق متنصلة من كافة الالتزامات ونفقات التشغيل لشركة تجارية تعمل على خدمة المجتمع اليمني منذ تأسيسها وفق البروتوكول الخاص بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية.