استمع إلى الملخص
- الوضع الإنساني والاقتصادي يتأثر بأزمة الوقود في صنعاء ومدن أخرى بسبب القصف على ميناء رأس عيسى النفطي، بينما تستمر عمليات تفريغ السلع الغذائية في ميناء الحديدة دون تأخير.
- الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن وقف استهداف الحوثيين بعد اتفاق بوساطة عُمانية، لكن التوترات مع إسرائيل مستمرة، وفقاً لتصريحات محمد عبد السلام.
قال وزير النقل في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دولياً) محمد عياش قحيم، الأربعاء، إن ميناء الحديدة يعمل رغم استهداف العدو الأميركي والإسرائيلي الأرصفة فيه. وأضاف الوزير أن السفن والبواخر تعمل على تفريغ حمولاتها بانسيابية في ميناء الحديدة، وذلك بفضل جهود العاملين والفرق الفنية والملاحية في الميناء. مؤكداً أن فرق العمل في ميناء الحديدة عملت على إصلاح أرصفة الميناء في فترة قياسية، وما تبقى من أرصفة سيُستكمل العمل فيها خلال هذا الأسبوع، معتبراً أن استهداف العدو الصهيوني البنى التحتية ومقدرات الشعب اليمني دليل عجز وفشل وإفلاس.
بدوره قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر المهندس زيد الوشلي إن المواد الغذائية وكل السلع تصل إلى ميناء الحديدة، ولم يطرأ أي تأخير في وصول السلع الغذائية إلى ميناء الحديدة ولا زيادة في الأسعار عليها. وأضاف الوشلي أن جميع السفن تفرغ حمولتها على مدار الساعة في الميناء ولم تتأثر برامج الاستقبال والتفريغ. وكان الطيران الإسرائيلي والأميركي قد شنّا سلسلة غارات على ميناء الحديدة، الاثنين، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة أربعة آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في حكومة الحوثيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، تنفيذ ضربات جوية على أهداف تابعة لجماعة الحوثيين في محافظة الحديدة، غربي اليمن، في ثالث هجوم من نوعه، على مسافة 2000 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية. وأوضح في بيان نشره على منصة إكس أن الغارات استهدفت مواقع تابعة "لمليشيا الحوثي الإرهابية" في الشريط الساحلي وميناء الحديدة، الذي وصفه بأنه "مصدر دخل رئيسي" للحوثيين، ويُستخدم - بحسب البيان - لنقل الأسلحة الإيرانية والمعدات العسكرية و"احتياجات إرهابية". وشملت الضربات مصنع "باجل" للخرسانة الواقع شرقي المدينة، والذي قال البيان إنه يُستخدم في بناء الأنفاق والبنى التحتية العسكرية، مؤكداً أن تدميره يمثل ضربة اقتصادية وعسكرية لسلطة الحوثيين.
وتشهد صنعاء ومدن يمنية تحت سيطرة الحوثيين أزمة وقود خانقة بسبب القصف الأميركي لميناء رأس عيسى النفطي. وأعلنت شركة النفط اليمنية التابعة للحوثيين، أول من أمس الاثنين، أنها اضطرت إلى تفعيل خطة الطوارئ في كل محطاتها ومحطات وكلائها، بهدف إدارة المخزون المتاح حالياً. وقالت الشركة إن الإجراء مؤقت، إلى حين تمكن السفن من الرسو على الأرصفة واستئناف عمليات التفريغ في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد، والذي يتعرض لعدوان مستمر.
وأوضحت الشركة أن هذا الإجراء سببه "استمرار العدوان الأميركي الغاشم الذي استهدف منشآت الشركة الحيوية"، إذ جرى استهداف ميناء رأس عيسى النفطي في 17 إبريل/ نيسان الماضي، ودُمرت جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن. وأضافت الشركة أن الاستهداف تجدد في 25 إبريل الماضي ما أدى إلى إخراج المنشآت عن الخدمة مجدداً، وتضررت سفينة نقل البنزين "سفن بيرلس" وأصيب ثلاثة من طاقمها يحملون الجنسية الروسية.
وأدت هذه الأزمة إلى شلل تام في الحركة بالمدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إذ بدت شوارع صنعاء شبه خالية من حركة السيارات والمركبات، وسط قلق بالغ في أوساط المواطنين من سريان أزمة خانقة في الوقود تُعيدهم إلى الوضع الذي كان سائداً قبل نحو ستة أعوام.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستوقف استهداف الحوثيين في اليمن، وقال إن الجماعة المتحالفة مع إيران وافقت على التوقف عن مهاجمة السفن الأميركية. وبعد تصريح ترامب، قالت سلطنة عُمان إنها توسطت في اتفاق لوقف الهجمات على السفن الأميركية.
وقال محمد عبد السلام؛ كبير المفاوضين في جماعة الحوثي، لرويترز اليوم الأربعاء، "الاتفاق لا يتضمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال... والذي حصل هو مع الأميركي بوساطة عُمانية، والتوقف سيكون عن استهداف السفن الأميركية... طالما أعلنوا التوقف والتزموا فعلاً فموقفنا دفاعي وسيتوقف الردّ"، ما يعني أن هجمات الجماعة على السفن التي تسببت في اضطراب حركة التجارة العالمية لن تتوقف تماماً.
وصمدت حركة الحوثي لسنوات أمام قصف جوي شنّه تحالف تقوده السعودية خلال حرب أهلية مدمرة في البلاد. ورغم أن التوترات ربما تكون قد هدأت بين الولايات المتحدة والحوثيين، فإن الاتفاق لا يستبعد شن هجمات على أي سفن أو أهداف أخرى مرتبطة بإسرائيل.