استمع إلى الملخص
- تأثرت الأسواق الدولية بشكل ملحوظ، حيث تراجعت أسعار النفط بسبب زيادة المخزون الأميركي والمخاوف من النزاع بين الصين والولايات المتحدة، وشهدت العملات العالمية تحركات ملحوظة.
- أثارت الرسوم الجمركية الأميركية قلقاً في ألمانيا، حيث توقع معهد "آي دبليو" تراجع الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.4% بحلول 2026.
أثارت الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخاوف الأسواق والدول، فيما ناشد صندوق النقد الدولي، الأربعاء، الولايات المتحدة والصين وكندا والمكسيك لحل الخلافات القائمة والحفاظ على الإمدادات التجارية.
وقال في بيان إن صندوق النقد يُتابع عن كثب التصريحات المتعلقة بالتعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على البضائع الصينية والكندية والمكسيكية. وأضاف: "من مصلحة الجميع إيجاد طرق بناءة لحل الخلافات وتمكين التجارة".
ومطلع فبراير/ شباط الجاري، وقّع ترامب أمراً تنفيذيّاً بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 بالمائة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، و10 بالمائة على الواردات من الصين. وفي اليوم نفسه، قال ترامب إنه سيفرض رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي في "وقت قريب" دون أن يحدد تاريخاً.
لاحقاً، أعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها بلاده على كندا، لمدة 30 يوماً، عُقب اتخاذه قراراً مماثلاً بشأن المكسيك.
وأعربت الصين الأربعاء عن "معارضتها القاطعة" للرسوم الجمركية الأميركية على صادراتها ودعت إلى "الحوار" لحل الخلافات التجارية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن "الصين تعرب عن استيائها الشديد ومعارضتها القاطعة" لرفع الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، داعياً إلى "حوار ومشاورات قائمة على الاحترام المتبادل".
تأثر الأسواق الدولية
وانخفضت أسعار النفط اليوم الأربعاء مع زيادة المخزون الأميركي ومخاوف اندلاع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مما طغى على مساعي الرئيس دونالد ترامب المتجددة للقضاء على صادرات الخام الإيراني.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتاً، أي 0.28 بالمائة، إلى 75.99 دولاراً للبرميل. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتاً، أي 0.15 بالمائة، إلى 72.59 دولاراً.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط في مرحلة ما أمس الثلاثاء ثلاثة بالمائة، وهو أدنى مستوى منذ 31 ديسمبر/ كانون الأول، بعد أن أعلنت الصين فرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم رداً على الرسوم الأميركية على الصادرات الصينية.
وفي السياق، تراجع مؤشر الدولار، اليوم، أمام سلة من العملات الرئيسية بنسبة 0.22 بالمائة، ليصل إلى 107.81، كما انخفض اليوان الصيني بشكل حاد في وقت تعرضت فيه الأسواق الصينية لهزة من تجدد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، فيما قفز الين الياباني بدفعة من تزايد رهانات تنفيذ بنك اليابان المركزي للمزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة هذا العام.
وصعد الدولار بأكثر من 0.5 بالمائة أمام اليوان إلى 7.2863 في التعاملات المحلية. وسجل اليوان في التعاملات الخارجية صعوداً هامشياً إلى 7.2835 للدولار، متعافياً من هبوط حاد لمستوى قياسي بلغ 7.3765 للدولار في بداية أسبوع التداولات. وتراجع الدولار الأسترالي قليلاً إلى 0.62565 دولار أميركي، كما سجّل الدولار النيوزيلندي في أحدث تداولات 0.5661 دولار أميركي.
وأعطى تراجع الدولار متنفساً لعملات شهدت هبوطاً قوياً مثل اليورو الذي عاد ليتخطى مستوى 1.02 دولار، وسجل في أحدث تداولات 1.0385 دولار.
كما شهد الين الياباني تحركاً قوياً في الجلسة الآسيوية وارتفع بنحو 0.8 بالمائة تقريباً إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر، مسجلاً 153.09 للدولار. وصعد الجنيه الإسترليني قليلاً بنسبة 0.05 بالمائة، ليصل إلى 1.2487 دولار.
الحرب التجارية تقلق ألمانيا
وقال باحثون اقتصاديون في معهد "آي دبليو" الألماني للبحوث الاقتصادية إن الرسوم الجمركية العقابية التي أعلنتها الولايات المتحدة من قبل على الواردات من كندا والمكسيك والصين ستكون لها أيضاً آثار سلبية على الاقتصاد الألماني.
وفي حال دخول الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 25% - والتي تم تعليقها مؤخراً على الواردات من المكسيك وكندا - حيز التنفيذ، يتوقع المعهد أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بنسبة 0.4% في عام 2026. واستند المعهد في توقعاته إلى بيانات من شركة الاستشارات الاقتصادية "أكسفورد إيكونوميكس".
وبحسب المعهد، ستتأثر ألمانيا بشكل غير مباشر من الخطط الأصلية للرسوم الجمركية. وجاء في التحليل: "المصدرون الألمان قد يستفيدون في بعض الأحيان من تأثيرات التحويل إذا حلت منتجاتهم محل الواردات الأميركية من كندا أو المكسيك أو الصين، التي تعاني من التعريفات الجمركية الجديدة". ومع ذلك أشار المعهد إلى أنه من المتوقع أن تكون هناك عواقب سلبية عامة على الاقتصاد الألماني.
وأشار المعهد إلى أن البلدان الثلاثة تستخدم منتجات ألمانية وسيطة في البضائع التي تبيعها إلى الولايات المتحدة. وتشكل تلك المنتجات الوسيطة نحو 12.5 مليار يورو من إجمالي القيمة المضافة لألمانيا فيما يتعلق بصادرات هذه البلدان الثلاثة إلى الولايات المتحدة. وبحسب المعهد، من المرجح أيضا أن يؤدي صراع التعريفات الجمركية إلى تثبيط النمو الاقتصادي بشكل كبير في بعض البلدان المتضررة وبالتالي انخفاض الطلب على المنتجات الألمانية. علاوة على ذلك، فإن الصراع التجاري يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي والجمارك وحماية الحدود الأميركية في إخطار اليوم الأربعاء أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين والبالغة 10 بالمائة ستطبق على هونغ كونغ أيضاً، وسط تصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
(رويترز، العربي الجديد)