الحرب التجارية بين الصين وأميركا تعيد رسم خريطة تجارة غاز البترول المسال عالمياً

21 ابريل 2025
يستخدم غاز البترول المسال في الطهي، مقاطعة آتشيه في 2 مايو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه سوق غاز البترول المسال اضطرابات بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الأميركية، مما يدفع الصين للبحث عن بدائل من الشرق الأوسط، مؤثراً سلباً على أرباح منتجي الغاز الصخري الأميركيين وشركات البتروكيماويات الصينية.

- توقفت الصين عن استيراد النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، مما يضع شركات البتروكيماويات الصينية في موقف صعب، بينما يحتاج المنتجون الأميركيون إلى الصين لتجنب تضخم المخزونات.

- من المتوقع أن تنخفض صادرات الولايات المتحدة إلى الصين، مما سيؤدي إلى ارتفاع المخزونات المحلية وانخفاض الأسعار، بينما ستزيد دول مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية من استيراد الغاز الأميركي.

تواجه سوق غاز البترول المسال (LPG) العالمية حالة من الاضطراب إذ تجبر الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الأميركية المشترين الصينيين على إيجاد بدائل من منطقة الشرق الأوسط لتحل محل الشحنات الأميركية، بينما تتجه الشحنات الأميركية إلى أوروبا وأماكن أخرى في آسيا. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التغيير إلى انخفاض أسعار المنتجات الثانوية للغاز الصخري الزيتي والطلب عليها والإضرار بأرباح منتجي الغاز الصخري الأميركيين وشركات البتروكيماويات الصينية وزيادة الإقبال على بدائل مثل النافتا.

ويتكون غاز البترول المسال من غاز البروبان بنسبة 70% وغاز البيوتان بنسبة 30%، ويستخدم على نطاق واسع لأغراض الطهي والتدفئة، وهو غاز عديم اللون والرائحة لذا تضاف إليه أحياناً مواد ذات رائحة كريهة للتعرف عليه في حالة التسرب.

كما يتوقع أن يفيد هذا الموردين من الشرق الأوسط، الذين يعتمد عليهم المستوردون الصينيون بوصفها بدائل، فضلاً عن مشتري غاز البترول المسال الذين ينتهزون الفرص بآسيا في أسواق مثل اليابان والهند ويستغلون انخفاض أسعار المنتج. وتعد سوائل الغاز الطبيعي، البروبان والإيثان والبيوتان، أحدث منتجات الطاقة التي وقعت تحت وطأة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم. وأوقفت الصين بالفعل وارداتها من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.

وأصبحت شركات البتروكيماويات الصينية، التي تعتمد على إمدادات الغاز الطبيعي المسال والإيثان الوفيرة من الولايات المتحدة بوصفها مواد خام، من أقل الشركات تكلفة على مستوى العالم. ويحتاج منتجو النفط والغاز الأميركيون إلى الصين لشراء سوائل الغاز الطبيعي المسال، إذ يتجاوز العرض المحلي الطلب، ويمكن أن يلحق تضخم مخزونات هذه المنتجات الضرر بشركات حفر النفط الصخري التي تواجه بالفعل تحديات حادة في النمو. 

وقال جوليان رينتون محلل الغاز الطبيعي المسال، في شركة إيست دالي أناليتكس لتحليلات صناعة الغاز والنفط إنه في الوقت الذي تمكن فيه المصدرون الأميركيون من إعادة توجيه شحنات غاز البترول المسال بعيداً عن الصين خلال فترة الخلافات التجارية خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن تضاعف أحجام التجارة منذ ذلك الحين يصعب على كل من البلدين استبدال الآخر.

وأوضح أن "هناك قدراً معيناً من التدفقات التي يمكن إعادة توجيهها، ولكن لا يمكن إيجاد سوق أخرى يمكنها استيعاب تحويل 400 ألف برميل يومياً". وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن الصين هي ثاني أكبر مشتر لغاز البترول المسال من الولايات المتحدة بعد اليابان. وتتوقع شركة إيست دالي أن تنخفض صادرات الولايات المتحدة إلى الصين بنحو 200 ألف برميل يومياً على مدى ستة إلى تسعة أشهر، مما سيؤدي إلى ارتفاع المخزونات المحلية وانخفاض الأسعار.

وتتوقع شيريل ليو المحللة في شركة إنرجي أسبكتس أن يشتري مستوردون آخرون لغاز البترول المسال مثل الهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية المزيد من المنتج الأميركي الأقل سعراً، بينما ستزيد دول الشرق الأوسط إمداداتها إلى الصين. وقالت إن "الرابحين هم جميع المشترين الآخرين والمصدرين من الشرق الأوسط. أما الخاسرون، أعتقد، الصين والولايات المتحدة".

وذكر مصدر في شركة يابانية كبرى لغاز البترول المسال إنه على عكس إمدادات الشرق الأوسط، من السهل استبدال غاز البترول المسال الأميركي بإمدادات من دول أخرى، لأن الشحنات الأميركية غير مرتبطة بوجهات محددة. وأظهرت بيانات أولية من شركة تتبع السفن أويل إكس ومجموعة بورصات لندن أن واردات اليابان من غاز البترول المسال الأميركي ارتفعت 12% إلى 15% على أساس شهري حتى الآن في إبريل/نيسان لتصل إلى ما بين 274 ألفاً و276 ألف برميل يومياً. وأظهرت بيانات من شركة كبلر لتتبع السفن أن هذه الواردات تضاعفت تقريباً لتصل إلى 639 ألف برميل يومياً في إبريل/نيسان. 

واردات الصين

وكشفت بيانات الجمارك الصينية أن بكين اشترت العام الماضي، رقماً قياسياً بلغ 17.3 مليون طن أو 550 ألف برميل يومياً من البروبان الأميركي، أي ما يعادل 60% من إجمالي وارداتها من غاز البترول المسال. وذكر متعاملون أن المشترين الصينيين ما زالوا يسارعون إلى مبادلة شحنات غاز البترول المسال الأميركي بإمدادات من دول أخرى لتجنب الرسوم الجمركية. وتدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في 14 مايو/أيار.

وتقول شركة إنرجي أسبكتس إنه من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية على الواردات من الولايات المتحدة إلى خفض طلب الصين على غاز البترول المسال بمقدار 150 ألف برميل يومياً في النصف الثاني من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ستزيد استهلاك النافتا بمقدار 140 ألف برميل يومياً. 

(رويترز)

المساهمون