الجزائر: 11 ألف مشروع استثماري مع حضور صيني قوي

03 فبراير 2025
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، 17 سبتمبر 2024 (حمزة زيت/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن وجود 11 ألف مشروع استثماري محلي وأجنبي، مع التركيز على الاستثمارات الصينية الاستراتيجية بفضل القانون الجديد للاستثمار، مما يسهم في خلق 285 ألف فرصة عمل.

- أبدى تبون ارتياحه لأداء الشركات الصينية في الجزائر، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين البلدين ودور الصين في دعم الجزائر خلال حرب التحرير، مع تنفيذ مشاريع حيوية مثل ميناء الجزائر ومنجم الحديد بغار جبيلات.

- تسعى الجزائر لتعزيز شراكتها مع الصين ضمن الخطة الخماسية الثانية، مع التركيز على قطاع المناجم لتحرير الاقتصاد الوطني من الاعتماد على المحروقات.

كشف رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، في مقابلة صحافية، أن وكالة الاستثمارات الحكومية بحوزتها 11 ألف مشروع استثمارات محلية وأجنبية، مشيراً إلى أن الاستثمارات الصينية أصبحت أكثر استراتيجية بالنسبة لبلاده مقارنة بالسابق. وفي حوار نشرته صحيفة لوبينيون الفرنسية الليلة الماضية، قال تبون إن "الجزائر بدأت بتنفيذ استثماراتها الخاصة، وفتحت اقتصادها أمام مستثمرين أجانب آخرين، بفضل القانون الجديد للاستثمار، ولدينا نحو 11 ألف مشروع مسجل لدى الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار". وفي وقت سابق، كانت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار قد أعلنت تسجيلها أكثر من 11 ألف مشروع استثماري بقيمة تناهز أربعة مليارات دولار، بما يمكن أن يسهم في استحداث 285 ألف فرصة عمل، وبينها 82 استثماراً أجنبياً مباشراً و136 مشروعاً بالشراكة مع الأجانب، مع وجود تطلعات لبلوغ 20 ألف مشروع استثماري في السنوات الخمس القادمة، بعد حزمة إصلاحات عميقة في التشريعات المرتبطة بالاستثمار وتحسين مناخه وتسهيل خدمة التمويل وحل معضلة العقارات الصناعية.

وتعليقاً على حضور الاستثمارات الصينية البارزة في السنوات الأخيرة، أكد تبون أن "الصينيين مهتمون بعدة قطاعات، من التكنولوجيا المتقدمة إلى الإلكترونيات والرقمنة، إضافة إلى بطاريات الليثيوم، نظراً لامتلاكنا هذه المادة الخام"، لافتاً إلى أن "الشركات الصينية حضرت إلى الجزائر في البداية لبناء المشاريع السكنية، ما أزعج بعض الشركات الفرنسية مثل "بويغ" التي كانت تطمح للفوز بمشاريع كبرى، مثل المسجد الأعظم. لكنّ الصينيين قدموا أفضل العروض وأسرع المهل الزمنية".

كما أبدى تبون ارتياحه لأداء الشركات الصينية في الجزائر، وقال: "نحن راضون عن عملهم. وعلى الصعيد السياسي، لدينا علاقة صداقة طويلة معهم. جميع المسؤولين الصينيين يعترفون بدور الجزائر في إعادة الصين الشعبية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن. كما أن الصين كانت أول دولة دعمت حرب التحرير الجزائرية واستقبلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية".

وخلال السنوات الأخيرة، ارتبطت الجزائر والصين بحزمة مشاريع حيوية، لا سيما إنجاز ميناء الجزائر وسط في منطقة الحمدانية بشرشال، 120 كيلومتراً غربي العاصمة الجزائرية، واستغلال منجم الحديد بغار جبيلات بتندوف جنوب غربي الجزائر (ظفرت به ثلاث شركات صينية لاستخراج خام الحديد بأكثر من ملياري دولار)، ومشروع استغلال وتحويل الفوسفات ببلاد الهدبة بتبسة قرب الحدود بين الجزائر وتونس (استثمار صيني بقيمة سبعة مليارات دولار في قطاع الفوسفات لإنتاج 5.4 ملايين طن من الأسمدة بمختلف أنواعها سنوياً)، ومشروع الأسمدة الفوسفاتية في واد الكبريت بسوق اهراس الحدودية مع تونس، وتطوير منجم الزنك والرصاص بواد أميزور ببجاية شرقي البلاد، وغيرها من المشاريع الحيوية بالنسبة للجزائر.

وفي يوليو/ تموز 2023، زار الرئيس الجزائري بكين لتعزيز الشراكة بين البلدين وفقاً للخطة الخماسية الثانية للشراكة الاستراتيجية (2022-2026)، وتصدرت الصين، منذ عام 2019، لائحة الشركاء التجاريين بقيمة تسعة مليارات دولار، كما تُبدي الجزائر رغبة واضحة في الاستفادة من خبرة الشركات الصينية في بعض القطاعات، بخاصة المناجم، وهو قطاع حيوي تضعه الجزائر على رأس أولوياتها لتحرير اقتصادها الوطني من المحروقات وتنويع مصادر الدخل القومي، وهو ما يفسر فوز الشركات الصينية بعدد من مشاريع استغلال مناجم الحديد والفوسفات وغيرها في الفترة الأخيرة.

المساهمون