الجزائر: محطة كهرباء ضخمة جديدة في أدرار لدعم مشروع "بلدنا" القطرية

26 ابريل 2025
المشروع يهدف إلى مرافقة مشاريع زراعية كبرى في الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت شركة سونلغاز الجزائرية مناقصة دولية لإنشاء محطة كهربائية بتقنية الدورة المركبة بقدرة 1200 ميغاواط في ولاية أدرار، لدعم مشاريع زراعية كبرى مثل مشروع مجموعة بلدنا القطرية.
- يهدف المشروع إلى تعزيز الإنتاج المحلي للغذاء من خلال توفير الكهرباء لمشاريع زراعية في الصحراء الجزائرية، مثل إنتاج الحليب المجفف واللحوم الحمراء والقمح والبقوليات.
- تعزز المحطة الجديدة فائض إنتاج الكهرباء في الجزائر، الذي يبلغ 27 ألف ميغاواط، مع خطط لتشغيل محطات شمسية كهروضوئية وتصدير 600 ميغاواط يومياً لدول الجوار.

أطلقت الشركة الجزائرية الحكومة للكهرباء والغاز "سونلغاز" عبر فرعها الخاص بإنتاج الكهرباء، جولة عطاءات دولية جديدة (مناقصة) لتنفيذ مشروع محطة كهربائية ضخمة بتقنية الدورة المركبة بقدرة تناهز 1200 ميغاواط، تحت ظروف مناخية خاصة، في ولاية أدرار جنوبي الجزائر. ويعتبر الهدف الرئيس للمحطة المرتقبة مرافقة مشروع مجموعة بلدنا من دولة قطر، لإنتاج الحليب المجفف في ذات الولاية.

وجاء الإعلان عن العطاءات الدولية عبر وثيقة لشركة سونلغاز للكهرباء والغاز المملوكة للجولة، اطلع عليها "العربي الجديد"، وصدرت بتاريخ 23 إبريل/ نيسان 2025. وأوضحت الشركة في وثيقة الإعلان، أنّ المناقصة موجهة للشركات ذات الخبرة المثبتة عالمياً في إنجاز محطات مماثلة، مع توفرها على قدرات مالية وتقنية قوية، وفقاً لشروط مفصلة في دفتر الأعباء الخاص بالمشروع.

وسيسمح بسحب دفتر الشروط في صيغة إلكترونية فقط، عبر مقر شركة "سونلغاز إنجينيرينغ" في حي الأعمال باب الزوار بالضاحية الشرقية للعاصمة، كما تم السماح للمترشحين غير المقيمين في الجزائر بسحب دفتر الأعباء عبر تحويل بنكي بالعملة الصعبة (النقد الأجنبي) بما يعادل 200 ألف دينار (نحو 1515 دولاراً).

ويشترط على الشركات المتقدمة للمشروع تقديم عروض فنية (تقنية) ومالية في مرحلة واحدة، مصحوبة بكفالة بنكية تساوي أكثر من 1% من القيمة الإجمالية للعرض المالي شامل الرسوم، مع التأكيد على أنه لا يجوز لعضو في تكتل من المتعهدين أن يكون متقدماً بمفرده أو أن يكون جزءاً من تكتل آخر من بين المتعهدين.

وحددت الشركة يوم صباح الخميس 29 مايو/ أيار 2025، كموعد نهائي لإيداع العروض في مقر "سونلغاز" في الجزائر العاصمة، حيث سيتم فتح الأظرفة في جلسة علنية بحضور ممثلي الشركات المترشحة. 

مرافقة مشاريع زراعية كبرى في الجزائر

ووفق ما أفاد به مصدر رفيع في وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية لـ"العربي الجديد"، فإنّ هذا المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى مرافقة مشاريع زراعية كبرى أطلقت في الصحراء الجزائرية، في إطار خطط حكومية لضمان إنتاج أكبر قدر ممكن من الحاجيات الغذائية محلياً. وبحسب المصدر ذاته، فإنّ المشروع الأول المعني بإنتاج هذه المحطة الكهربائية الذي يبلغ 1200 ميغاواط، يتمثل في مشروع مجموعة بلدنا القطرية لإنتاج الحليب المجفف في مرحلة أولى، ثم اللحوم الحمراء في مرحلة ثانية، والذي يمتد على مساحة 117 ألف هكتار في نفس الولاية.

وتهدف الجزائر إلى إنتاج 200 ألف طن من الحليب المجفف سنوياً، انطلاقاً من هذا المشروع الضخم، ما يمثل احتياجاتها من هذه المادة الغذائية، باستثمار قطري بلغ 3.5 مليار دولار، بفضل 270 ألف بقرة حلوب في السنة التاسعة للمشروع. ووفق مصدر "العربي الجديد"، فإن المحطة الكهربائية ستزود  مشروعاً زراعياً آخر في ولاية تميميون المجاورة، الذي شرعت "بونيفيكي فيراريزي" الإيطالية، وهي أكبر مجموعة زراعية في إيطاليا، في تنفيذه بداية من الخريف الماضي، على مساحة 36 ألف هكتار، لإنتاج القمح الصلب والبقوليات الجافة.

وبحسب بنود الاتفاقين الموقعين مع الجانب القطري والإيطالي، فإن الحكومة الجزائرية تعهدت بتوفير الكهرباء اللازمة للمشروعين وإيصالها إلى الحقول والمنشآت والمزارع في أدرار وتيميمون.

فائض إنتاج الكهرباء 

وستعزز المحطة الكهربائية الجديدة من فائض إنتاج البلد العربي من الكهرباء، الذي يقارب حالياً 27 ألف ميغاواط، وهو ما وصف بـ"الطفرة الإنتاجية"، بفضل محطات يشتغل معظمها بالغاز الطبيعي. وقبل أيام توصلت شركة الكهرباء والغاز سونلغاز إلى اتفاق مع مجموعة"دورو فيلغيرا" الإسبانية، طوت بموجبه خلافاً كان قيد تحكيم دولي بين الطرفين طالب خلاله الطرف الجزائري بتعويض قدره 413 مليون يورو، يتعلق بتعثر تنفيذ مشروع محطة كهربائية في ولاية الجلفة، وجرى الاتفاق على إسناد ما تبقى من أشغال لمجمع شركات صينية.

وبموجب الاتفاق تقرر إسناد الأشغال المتبقية للمجمع الصيني المتكون من شركات هي (CEECC-APCC-NWEPDI)، حيث سيلتزم المجمع الصيني بإنهاء بناء المحطة، مع تشغيلها تدريجياً بداية من الشهر التاسع الذي يلي هذا الاتفاق النهائي. ويفوق إنتاج الجزائر حالياً من الكهرباء 27 ألف ميغاواط يومياً، بينما بلغت ذروة الاستهلاك في يوليو/ تموز الماضي، خلال موجة حر ما يقارب 20 ألف ميغاواط.

وينتظر تشغيل 15 محطة شمسية كهروضوئية تباعاً خلال العام الجاري، بطاقة إجمالية تقدر بـ3000 ميغاواط يومياً، في إطار مشروع البلاد لإنتاج 15 ألف ميغاواط يومياً حصرياً، من مصادر متجددة بحلول العام 2035، وتقليل حرق الغاز لإنتاج الكهرباء. وبفضل طفرة الإنتاج اليومي من الكهرباء والفائض الكبير، فإن الجزائر تصدّر يومياً ما يفوق 600 ميغاواط نحو دول الجوار وخصوصاً تونس.

المساهمون