استمع إلى الملخص
- بدأت عمليات التفجير في يونيو 2023 بتكلفة 15 مليار دولار، ويتضمن المشروع ثلاث مراحل تنتهي الأولى في 2024، مع توقع إنتاج يصل إلى 50 مليون طن سنويًا في المرحلة الثالثة.
- وقعت الجزائر اتفاقيات شراكة مع شركات تركية وصينية وقطرية لتعزيز استغلال المنجم، وتوسيع شبكة سكة الحديد لتعزيز الاقتصاد الوطني والحركة التجارية.
تقترب الجزائر من بدء استغلال أكبر منجم للحديد في المنطقة يحوي احتياطياً من ثلاثة مليارات طن، بعد تثبيت شطر مهم من خط سكة الحديد الموجهة لقطارات المسافرين والنقل التجاري، ضمن تنفيذ حزمة مشاريع لإنجاز سكة حديد تربط الجنوب بالشمال، التي تمثل إحدى الأولويات الأساسية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث كان أطلق خلال ولايته الرئاسية الأولى تعهدات بشأنها.
وافتتح الرئيس تبون، الخميس، خط سكة قطار ومحطة للمسافرين في منطقة العبادلة بولاية بشار، أقصى جنوب غربي البلاد، ضمن مشروع يصل الى مدينة تندوف على الحدود مع موريتانيا، وفي خطوة تتيح اقتراب شبكة السكة الحديدية أكثر من المنجم العملاق غارا جبيلات، حيث سيسمح استكمال ما تبقى من خط السكة الحديدية بين بشار ومنطقة غارا جبيلات ببدء نقل خام الحديد من منجم غارا جبيلات، هذا المنجم الذي ظل مشروعاً مجمداً منذ السبعينيات بسبب مشكلة النقل، والذي يعد من بين أكبر مخزونات الحديد في العالم بثلاثة مليارات طن، بطاقة إنتاجية تبلغ ما بين 40 إلى 50 مليون طن سنوياً، وبدأ إنجاز هذا الخط عام 2023، ويتوقع الانتهاء من إنشاء كامل الخط الذي يوصل إلى المنجم عام 2026.
وكان قد تعطل استغلال هذا المنجم الضخم منذ خمسة عقود نتيجة الأوضاع المرتبطة بالنزاع في منطقة الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، حيث كانت الجزائر والمغرب وقعتا عام 1972 على اتفاق شراكة في المنجم وإنشاء شركة مختلطة، لكن التوترات السياسية واندلاع مشكلة الصحراء بداية من عام 1974 أسقطت الاتفاق الجزائري المغربي، قبل أن تقرر الجزائر إعادة استغلاله .
وبدأت الجزائر أولى عمليات التفجير لإجراء الاختبارات اللازمة لاستغلال في المنجم منذ شهر يونيو/حزيران 2023، وقدرت الدراسات التي أنجزتها الحكومة الجزائرية تكلفة المشروع بحدود 15 مليار دولار، ويجرى تنفيذه على ثلاث مراحل، تنتهي الأولى في غضون 2024، يجرى خلالها إنجاز البنية التحتية لمشروع ووحدة نموذجية للإنتاج، لتبدأ المرحلة الثانية حتى 2027، التي سيجرى خلالها إنتاج ما بين مليونين وأربعة مليون طن من خام الحديد، على أن يرتفع الإنتاج في المرحلة الثالثة بعد ذلك إلى ما بين 40 مليون طن و50 مليوناً.
ووُقّع، نهاية عام 2023، اتفاق شراكة بين المؤسسة الجزائرية للحديد والصلب والشركة التركية للحديد والصلب، التي تدير مصنعاً للحديد غربي الجزائر، لإنشاء وحدة لإنتاج مركزات خام الحديد بولاية بشار جنوبي البلاد، واتفاق ثان مع مجمع صيني يسمح بتصدير 500 ألف طن من مادة الحديد الخام إلى الصين، واتفاق ثالث مع شركة الحديد والصلب الجزائرية القطرية ستيل لتثمين الحديد الخام .
وكانت الحكومة الجزائرية قد أقرت خطة توسيع شبكة سكة الحديد الى عمق الجنوب الجزائري، وإلى أقصى المناطق قرب الحدود الجنوبية للجزائر مع دول الساحل، وفق خطة مستقبلية تطرحها الجزائر، لتربط بين وسط وشمال البلاد وأقصى مدن الصحراء جنوبي البلاد، كتمنراست، وصولاً إلى عين قزام والحدود الجزائرية النيجرية على مسافة 2406 كم، لتسهيل حركة نقل المسافرين والتجارة والسلع والبضائع، على أمل استكمال هذه الخطوط نحو دول الجوار في الساحل مثل مالي وموريتانيا ، حيث سبق أن صادقت الحكومة على مشروع السكة الحديدية الذي يربط بين الأغواط وسط البلاد ومدينة تمنراست أقصى جنوبي البلاد، والخط الثاني الذي يربط بين كل من المنيعة وتميمون وأدرار جنوبي البلاد، بسبب ما يشكله ذلك من أهمية استراتيجية بالغة للاقتصاد الوطني وأيضاً للبعد الاجتماعي في الجزائر.