الجزائر تعرض خدمات موانئها للدول الأفريقية غير الشاطئية لاستقبال السلع والبضائع
استمع إلى الملخص
- أكد الرئيس تبون على أهمية التعاون الأفريقي لمواجهة التحديات الاقتصادية، مشيرًا إلى ضعف التبادل التجاري الأفريقي مقارنة بالأوروبي، ودعا لتعزيز البنية التحتية لتحقيق التنمية المستدامة.
- تواصل الجزائر تعزيز الروابط الاقتصادية مع أفريقيا عبر مشاريع بنية تحتية ومنح دراسية، مع توقعات بتوقيع اتفاقيات تجارية بقيمة تفوق 44 مليار دولار خلال المعرض الرابع للتجارة البينية الأفريقية.
أعلنت الجزائر استعدادها لفتح موانئها البحرية ووضعها تحت تصرف الدول الأفريقية غير الشاطئية لاستقبال السلع والبضائع وتحويلها عبر القطار إلى أراضي هذا الدول، في أفق مشاريع بنية تحتية تقوم بها الجزائر لمد خطوط السكك الحديدية نحو الجنوب والساحل، وضمن خطة تستهدف تطوير التبادل التجاري البيني.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال افتتاح المعرض الرابع للتجارة البينية الافريقية: "يجب أن نصل الى مرحلة يمكن أن تستقبل الدول الأفريقية التي ليست لها شواطئ السلع والبضائع الموجهة إليها في الموانىء الجزائرية، على أن تصل إليها بالقطار بعد 24 ساعة"، بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع بناء خطوط سكة الحديد نحو الجنوب وصولا إلى بماكو في مالي ونيامي في النيجر وإلى الحدود مع موريتانيا، إضافة إلى تطوير النقل الجوي باتجاه أفريقيا "حيث لم يعد ضروريا المرور على أي بلد أوروبي للذهاب إلى أديس أبابا أو إلى دكار".
وشدد الرئيس تبون، خلال الحفل الذي حضره عدد من قادة الدول والحكومات الأفريقية، على ضرورة تجاوز معطلات التعاون البيني الأفريقي وتعزيز البنية التحتية لمنظمة التجارة الأفريقية، وقال: "التبادل البيني في أفريقيا 19% وهي نسبة ضعيفة مقارنة مع التبادلات بين الدول الأوروبية التي تصل إلى 60%، وحصة أفريقيا في مجموع التجارة الدولية تقدر بنحو ثلاثة في المائة، بينما تمتلك أفريقيا 30% من الثروات وبمجموع سكاني 1.4 مليار نسمة"، وأكد أن "حصة أفريقيا من تدفق الاستثمارات لا تتجاوز 94 مليار دولار وهو رقم ضئيل جدا، كما تعاني أفريقيا من فجوة عميقة في البنية التحتية في النقل والاتصالات والتمويل، تصل كلفتها إلى 90 مليار دولار سنويا، وتكلف أفريقيا انخفاضا سنويا بـ22% من منتوجها المحلي الإجمالي.
وكشف تبون أن أفريقيا ما زالت محدودة التأثير في صناعة قرار هذه المنظمة، حيث تحوز 6.5% فقط من حقوق التصويت في صندوق النقد الدولي وهي الحصة الأضعف فيه، ولا تتجاوز حصتها في التصويت 11% في البنك الدولي، وفي منظمة التجارة العالمية أيضا"، ما يقلص تأثير أفريقيا في صناعة القرار الاقتصادي العالمي وتوجهاته، وقال، "يجب أن نصل إلى أفريقيا تصنع غذاءها بيدها، القارة الأفريقية قارة شابة بينما دخلت القارات الأخرى في الشيخوخة، يجب التوقف عن جعل أفريقيا منطقة لتجريب الأسلحة، من أراد أن يوقف الهجرة غير الشرعية عليه أن يساعد أفريقيا في التنمية".
وأوضح تبون أن الجزائر تواصل تطوير البنية التحتية للنقل باتجاه افريقيا، ومد السكك الحديدية إلى الجنوب والساحل، وتواصل إنجاز الطريق العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر وأغلب الدول الشقيقة، ومشروع أنبوب الغاز الجزائر- نيجيريا الذي سيؤمن الطاقة والتنمية لدول عدة، وإنشاء خمس مناطق للتبادل الحر مع الدول الأفريقية، وقال: "هذا من صميم الجزائر الأفريقية ومستقبلنا في أفريقيا، بعد فترة أدارت الجزائر فيها ظهرها لأفريقيا، نحن نعود الآن إلى عمقنا الأفريقي"، وأعلن في السياق "توفير ثمانية آلاف منحة دراسية للالتحاق معاهد الروبوتيك والذكاء الاصطناعي والرياضيات وبـ101 جامعة جزائرية، وقال: "الجزائر كونت منذ الاستقلال 165 ألف إطار أفريقي، نحن نناضل في صمت من أجل أفريقيا، لقد اتخذت الجزائر قبل فترة قرار محو المديونية لـ14 دولة أفريقية في صمت وبكل تواضع".
وافتتح المعرض الرابع للتجارة البينية الأفريقية اليوم الخميس، وحضر حفل الافتتاح الرسمي عدد من قادة الدول الأفريقية، بينهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إيتنو ورئيس جمهورية موزامبيق دانيال فرانسيسكو شابو، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس إضافة الى رئيس البوليساريو إبراهيم غالي و رئيس وزراء بوروندي نيستور نتاهونتويي، وتتوقع التقديرات الرسمية في الجزائر أن يفضي المعرض الأفريقي للتجارة للتوقيع على حزمة اتفاقيات تجارية واستثمارية مهمة تفوق قيمتها 44 مليار دولار أميركي.
ويجمع هذا الحدث الاقتصادي الذي يُنظَّم بالشراكة بين الجزائر والبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير ومفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، تحت شعار "جسر نحو فرص جديدة"، أكثر من 2000 شركة أفريقية تعرض منتوجاتها وخدماتها في مختلف القطاعات الصناعية وخدماتها في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية، كما تشارك وفود اقتصادية مهتمة بالاقتصاد والتجارة في أفريقيا من 140 دولة.