الجزائر تطهّر 50 ألف هكتار من الجراد

25 مارس 2025
مهندس زراعي يشغل طائرة مسيرة لمراقبة حركة الجراد في منطقة أولف جنوبي الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت الجزائر بتطهير مناطق الجنوب من الجراد باستخدام طائرات ومروحيات مجهزة، مع تنسيق الجهود مع دول الجوار مثل تونس وليبيا ومالي لمكافحة الجراد القادم من الجنوب والساحل.
- عقد اجتماع تنسيقي في ولاية ورقلة بمشاركة مسؤولين من 23 ولاية جنوبية لتفعيل استراتيجية وطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، بتوجيه من الرئيس الجزائري وبالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني.
- أبدت السلطات مخاوف من تأثير الجراد على الإنتاج الزراعي، وبدأت بتوزيع المبيدات ووسائل وقائية على المزارعين، مع إطلاق حملات توعية وتنسيق الجهود مع الدول المجاورة.

أعلنت الجزائر تطهير ومعالجة مساحات واسعة في مناطق الجنوب وصلها الجراد، واستخدام طائرات لرش المبيدات، فيما بدأت اتصالات حثيثة مع دول الجوار تونس وليبيا ومالي لتنسيق جهود مكافحة الجراد الذي وصل إلى عدد من المناطق جنوبي الجزائر، قادماً من مناطق الجنوب والساحل.

وقال الأمين العام لوزارة الفلاحة الجزائرية، حميد بن ساعد، اليوم الثلاثاء، في برنامج بثته الإذاعة الحكومية، إن فرق مكافحة الجراد العاملة في مناطق الجنوب، تمكّنت حتى الآن من معالجة أكثر من 50 ألف هكتار من الأراضي الزراعية التي تعرضت لهجوم الجراد. وأكد أنه جرى تجهيز ثماني مروحيات بآلات رش متطورة، لضمان التدخل السريع والفعال في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها، واعتماد المكافحة الجوية باستخدام الطائرات المروحية، كما جرى تسخير فرق ميدانية مجهزة بأحدث المعدات، مشيراً إلى أن الوضع لا يزال تحت السيطرة بفضل التدخلات السريعة والاحترازية رغم أن التغيرات المناخية لعبت دوراً في انتشار الجراد الصحراوي، حيث ساهمت الرياح الجنوبية القوية في نقل بعض أسراب الجراد إلى مناطق أخرى داخل الجزائر.

وكشف المسؤول الجزائري أنه تقرر عقد اجتماع تنسيقي في ولاية ورقلة جنوبي الجزائر، في غضون أيام، يشارك فيه مسؤولون في قطاعات حكومية كوزارات الدفاع الوطني والداخلية والطاقة والنقل، وممثلون عن 23 ولاية جنوبية معنية بمكافحة الجراد، لتفعيل استراتيجية وطنية محكمة لمكافحة أسراب الجراد الصحراوي التي تهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي في الجزائر، وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد كلف الحكومة، الأحد الماضي، باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمكافحته بفعالية، وعقد اجتماع تحضيري في ولاية جنوبية نموذجية لوضع خطة محكمة، مع الاستفادة من خبرات المختصين وسكان المناطق الجنوبية، والتنسيق المحكم مع وزارة الدفاع الوطني في جميع مراحل مكافحة الجراد لمنع تقدمه إلى الداخل الوطني.

وقد رُصدت أسراب الجراد الوافدة الى ولايات ومناطق جنوبي الجزائر في 25 فبراير/شباط الماضي، قادمة من دول الساحل، وتزايد وصولها في غضون الأسبوع الماضي، حيث أعلن المزارعون في هذه الولايات عن القلق بشأن ذلك، وطالبوا السلطات باتخاذ مزيد من التدابير الوقائية لمواجهة أسراب الجراد وحماية المحاصيل الزراعية. وكان المعهد الحكومي لحماية النباتات في الجزائر، قد أصدر الثلاثاء الماضي، تحذيرات من غزو الجراد الصحراوي لمناطق فلاحية في ولايات الجنوب والهضاب، مشيراً إلى أن الجراد الصحراوي قد يتنقل من مناطق جنوب الأطلس الصحراوي نحو ولايات الوسط والشرق والجنوب الشرقي بسبب الرياح.

وتُبدي السلطات الجزائرية مخاوف جدية من تأثيرات الجراد على الإنتاج الزراعي، خاصة بسب توسع الرقعة الزراعية في الجنوب الجزائري، في السنوات الأخيرة والتغيرات البيئية والمناخية في المنطقة وزيادة الغطاء النباتي، حيث بدأت منذ فترة تسخير فرق بحث علمي متخصصة لمتابعة أنماط تحركات الجراد ودراسة العوامل البيئية التي تؤثر في تكاثره، خاصة أن الدراسات تشير إلى أن الجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 طن من النباتات الخضراء يومياً.

وفي السياق، بدأت السلطات الجزائرية تنسيق الجهود مع الدول المجاورة مثل ليبيا والنيجر ومالي لمراقبة تحركات الجراد، ومنع تسلله إلى الأراضي الجزائرية، خاصة بالاعتماد على التجربة الجزائرية في سنة 2004 والتي شكلت نجاحاً نموذجياً مرجعياً، وكذا توعية المزارعين في مجال التصدي لخطر الجراد، حيث جرى إطلاق حملات توعية تستهدف المزارعين، لتمكينهم من التعرف إلى العلامات المبكرة لظهور الجراد، واتباع الإجراءات المناسبة للإبلاغ عنه. كما جرت تعبئة وتوزيع أكثر من 1.2 مليون ليتر من المبيدات ووسائل وقائية على الفلاحين في المناطق الأكثر عرضة للخطر.

المساهمون