الجزائر تبدأ حظراً سياحياً ضد إسبانيا

الجزائر تبدأ حظراً سياحياً ضد إسبانيا

22 يونيو 2022
مخاوف شركات السياحة من الخسائر (غابرييل بويز/ فرانس برس)
+ الخط -

تبدو الجزائر عازمة على مواصلة التصعيد في الأزمة القائمة بينها وبين إسبانيا، وذلك باتخاذ قرارات جديدة تحاول من خلالها الضغط على الحكومة الاسبانية اقتصادياً، في خضم أزمة سياسية ودبلوماسية متفاقمة بين البلدين منذ مارس/ آذار الماضي، إثر قرار مدريد دعم خطة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط بشأن قضية الصحراء.

وعلمت "العربي الجديد" من مصدر داخل وزارة السياحة أن تعليمات وجهت للمديريات الجهوية في البلاد، من أجل إبلاغ وكالات السفر والسياحة بتجميد الحجوزات التي أبرمتها مع فنادق وشركات نقل إسبانية بأثرٍ فوري، وذلك تنفيذا لقرار وقف العمل بمعاهدة التعاون وحسن الجوار، مطلع الشهر الحالي.

كما علمت "العربي الجديد" أن مديريات السياحة في المحافظات الـ 58، بدأت في التواصل مع وكالات السياحة والسفر المعتمدة لديها لإبلاغها بالقرار الذي تريد من خلاله الحكومة الجزائرية كبح تدفق السياح الجزائريين إلى اسبانيا التي تعد الوجهة الثانية للجزائريين في العطل الصيفية بعد تونس، ما قد يؤثر على السياحة الإسبانية خاصة في أقاليم "فالانسيا" و "برشلونة" الأكثر استقبالا للسياح الجزائريين.

ويأتي "الحظر السياحي" الجزائري على الوجهة الاسبانية، أياما قليلة بعد إصدار الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية (تحالف البنوك في الجزائر) تعليماتها، في الثامن من الشهر الحالي، إلى كافة مديري البنوك والمؤسسات المالية، بوقف تنفيذ أي عمليات توطين بنكي (تغطية مالية) لإجراء عملية توريد منتجات وسلع من إسبانيا. كما وجهت الجمعية بمنع أي عملية توطين بنكي لتغطية مالية لعمليات تصدير بضائع وسلع جزائرية نحو إسبانيا.

وتعد إسبانيا ثالث أكثر البلدان الأوروبية احتواء للجالية الجزائرية بعد فرنسا وبريطانيا، بحوالي 4 ملايين جزائري مقيم بها، وثاني وجهة للجزائريين الباحثين عن الشواطئ في العطل الصيفية بعد تونس، بحكم القرب الجغرافي وتكلفة الخدمات المنخفضة، ما بات يهدد وكالات السفر والسياحة بخسائر كبيرة تضاف الى تلك المسجلة طيلة فترة الغلق والحجر الصحي اللذين فرضتهما جائحة "كورونا" منذ مارس/آذار 2020.

وفي السياق أكد عبد الجليل وحيد لوناس، مسير إحدى وكالات السفر في محافظة "وهران" غرب الجزائر أن "الوكالات تلقت تعليمات شفوية من مديريات السياحة لتفادي العمل مع شركائها الاسبانيين ووقف تنظيم الرحلات المنظمة نحو الفنادق الاسبانية، في انتظار تعليمات مكتوبة، في وقتٍ علمنا من زملاء لنا في محافظة البويرة (شرق البلاد) أن مديرية السياحة أبلغتهم رسميا وكتابيا بوقف التعامل مع الشركات السياحية والخدماتية الإسبانية".

وأضاف نفس المتحدث لـ "العربي الجديد" أن "وكالات السفر كانت تعول على موسم العطل لإعادة بعث نشاطاتها المتعثرة بسبب "كورونا"، فبعد قرابة 20 شهراً من الغلق الجوي، استبشرت الوكالات بفتح الأجواء الجوية الجزائرية، وعودة الحج والعمرة، إسبانيا تشكل خمس الى ثلث مداخيل الوكالات في الصيف، ويصعب تعويضها لسبب انخفاض أسعار الخدمات فيها، مقارنة حتى بالجزائر، سنرى كيف سنعوضها بوجهات أخرى، ربما إيطاليا هي الملاذ حاليا."

واعتبر محمد بليمام عضو نقابة وكالات السفر والسياحة أن "الوكالات من حيث المبدأ تؤيد القرار لكونه سياديا ولا نقاش فيه، لكنْ هناك جانب تجاري يجب مراعاته، وكالات السفر والسياحة خرجت للتو من "الإنعاش" وتحاول تجاوز صدمة كورونا، لذا يجب اخذ هذه المعطيات بجدية".

وأضاف نفس المتحدث لـ "العربي الجديد" أن "الوكالات حجزت غرفا وأماكن مسبقا في الفنادق الاسبانية على أن تبيعها مباشرة للزبائن الجزائريين كما جرى عليه الحال كل صيف، الآن لا ندري كيف يتم التعامل مع هذا الظرف".

المساهمون