التونسيون يأملون في رمضان أقل غلاءً... والحكومة تعد بضبط الأسواق

23 فبراير 2025
سوق في تونس، 11 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت تونس تحسنًا في الإنتاج الزراعي بفضل الأمطار، مما أدى إلى زيادة المساحات الزراعية وتدفق السلع الطازجة للأسواق، مما ساهم في انخفاض الأسعار خلال شهر رمضان.

- رغم تراجع التضخم إلى 6% في يناير 2023، لا تزال الأسعار مرتفعة لبعض المنتجات، مع زيادة الإنفاق الأسري على الغذاء بنسبة 30% في رمضان، حيث ترتفع فاتورة الطعام إلى أكثر من 1.5 مليار دينار تونسي.

- تعمل السلطات التونسية على ضبط الأسعار من خلال حوكمة السوق وتسقيف الأسعار، مع توريد مكثف للسلع وتحديد هامش ربح موحد لتجار التجزئة لضمان استقرار الأسعار.

يبدو التونسي الحبيب بالرابح (52 عاماً) متفائلاً باتجاه الأسعار نحو الهدوء خلال شهر رمضان الذي يحل نهاية فبراير/ شباط الجاري مع تسجيل تدفق كبير للسلع من المواد الزراعية الطازجة على الأسواق منذ أسابيع مدفوعة بوفرة الإنتاج.

قال بالرابح لـ"العربي الجديد" إن نزول الأمطار بعد سنوات قاسية من الجفاف حفز المزارعين على توسيع المساحات الزراعية للخضراوات والغلال، وهو أمر مهم لانتعاش الأسواق وانخفاض الأسعار في شهر رمضان، مضيفاً: "نترقب شهراً أقل غلاءً هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، وهناك وعود حكومية بدعم عرض السلع للحد من المضاربة والاحتكار".

عانى التونسيون على مدى سنوات من تداعيات التضخم على معيشتهم اليومية، بينما تظهر آثار الإرهاق علي جيوبهم أكثر في شهر رمضان الذي يسجل زيادة في الإنفاق الأسري على الغذاء بنحو 30% مقارنة بباقي أشهر السنة، وفق البيانات الرسمية.

ويسلك التضخم منذ أشهر منحى تنازلياً وصل إلى نسبة 6% في يناير/ كانون الثاني الماضي، بينما كان التضخم قد وصل إلى مستويات قياسية في مارس/ آذار 2023 عند 10.3%.

ولا تزال السلطات تعالج تداعيات التضخم، عبر آليات حوكمة السوق وتسقيف الأسعار إلى جانب اللجوء إلى التوريد المكثف للسلع لضمان الوفرة. ويرى رئيس منظمة إرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن وفرة السلع وضمان التزويد المستمر للسوق سيكون من الأسباب المهمة لخفض الأسعار في رمضان.

وقال الرياحي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن السوق تسجل بوادر لتراجع أثمان سلع رئيسية في سلة الغذاء، من وأبرزها الدواجن والبيض واللحوم، مدفوعة بقرار توريد كميات من لحم الضأن والأبقار وضخها في الأسواق بأسعار دون سعر اللحوم المحلية.

وأكد أن وفرة العرض من العوامل الأساسية للسيطرة على الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية التي يؤججها نقص السلع، مضيفاً: "ساعدت العوامل المناخية وسقوط الأمطار أيضاً على توفير كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه بأثمان معقولة مقارنة بالسنوات الماضية التي كان فيه تأثير الجفاف قاسياً".

ويعد شهر رمضان موسم الاستهلاك الأهم في تونس، حيث ترتفع فاتورة إنفاق التونسيين على الطعام خلال شهر الصوم إلى ما يزيد عن 1.5 مليار دينار (حوالي 480 مليون دولار). ويقدر رئيس منظمة إرشاد المستهلك كلفة سلة الغذاء اليومية لأسرة تونسية في رمضان بنحو 40 ديناراً (13 دولاراً) من دون احتساب اللحوم.

ورغم تعثر الأوضاع المالية لطيف واسع من التونسيين يتمسك المواطنون في شهر رمضان بعاداتهم الخاصة، حيث تميل كفة الإنفاق لفائدة سلة الغذاء متقدمة على باقي النفقات. ومن أبرز السلوكات الغذائية المرتبطة بهذا الشهر، ارتفاع استهلاك أصناف معينة منها الألبان والبيض. في المقابل، يتراجع استهلاك الخبز المدعم ليفسح المجال أمام استهلاك أصناف الخبز غير المدعمة، وذلك وفق دراسة أعدها المعهد لتقييم سلوك التونسيين خلال المواسم الاستهلاكية الكبرى على غرار شهر رمضان.

ورغم تراجع النسبة العامة للتضخم، لا تزال أسعار العديد من المنتجات الأساسية عند مستويات عالية حيث يكشف تطور أسعار المواد الغذائية الذي كشف عنه معهد الإحصاء الحكومي للشهر الماضي عن ارتفاع أسعار لحم الضأن بنسبة 22.7%، وأسعار الخضر الطازجة، بنسبة 18%، والفواكه الجافة 15.1% والأسماك الطازجة 13.7% وأسعار الدواجن بنسبة 11.2%.

وتعوّل السلطات على سياسة تثبيت الأسعار خلال هذا الشهر، حيث قال مدير عام المنافسة والأبحاث الاقتصادية في وزارة التجارة حسام الدين التويتي إنه تقرر التسقيف التوافقي للأسعار والتخفيض التلقائي في مستوياتها من قبل المهنيين علاوة على تسقيف الأسعار القصوى بالجملة للخضر الرئيسية مع تحديد هامش ربح موحد لبيع الخضر والغلال لدى تجار التجزئة.

وأضاف التويتي لـ"العربي الجديد" أن تسقيف الأسعار سيشمل لحوم الدواجن والبيض إلى جانب اللحوم الحمراء المستوردة، مشيراً إلى هذه الإجراءات ستساهم في نزول الأسعار واستقرارها بعد أن بلغت مستويات قياسية عام 2024، لافتاً إلى ضخ كميات كبيرة من السلع المخزنة إلى جانب تعديل العرض بتوريد أصناف من الخضراوات والمواد التموينية على غرار السكر والقهوة وزيت الطهي النباتي.

المساهمون