البنك المركزي التركي يبيع الدولار لوقف تهاوي الليرة

البنك المركزي التركي يتدخل لوقف تهاوي الليرة وأردوغان يتعهد بالتصدي للمضاربين

01 ديسمبر 2021
أردوغان أكد أن المؤشرات الأساسية لتركيا في الاقتصاد قوية للغاية (Getty)
+ الخط -
أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن المصرف المركزي التركي" بدأ اليوم بالتدخل بالسوق عبر بيع الدولار" من دون أن تحدد السعر التدخلي، مكتفية بالقول "السعر الحقيقي لليرة" ما خلق ارتباكاً بأسواق الصرف اليوم الأربعاء، بحسب مشاهدات "العربي الجديد" ليتراجع سعر الصرف من نحو 13.6 عند الافتتاح إلى  13.0843 ليرة مقابل الدولار ظهر اليوم.
وبيّنت المصادر أن تركيا "باتت مضطرة للتدخل المباشر عبر المصرف المركزي" رغم المخاطر العالية والآثار التي يمكن أن تنعكس على احتياطي المصرف المركزي "أحد أسلحة تركيا" المقدر بنحو 127 مليار دولار.
وأضافت المصادر أن "البقاء بمراقبة الأسواق، من دون محاسبة وتدخل مباشر، سيزيد من دفع المستهلك الثمن، ويزيد من الدولرة بالأسواق، حيث توقفت العديد من القطاعات عن البيع بل وانتشر التسعير بالدولار".

وكانت مصادر إعلامية قد نقلت ظهر الخميس عن المصرف المركزي إعلانه "الإشراف  المباشر على عمليات التداول" بسبب ما وصفه بسعر التصريف غير الصحيح للعملات الأجنبية، مضيفاً خلال بيان نظرًا لكون الأسعار غير صحية في أسواق الصرف، فإن المصرف سيتدخل بشكل مباشر في عمليات البيع".

أردوغان يتعهد بالتصدي للمضاربين

من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان "إننا نواجه مضاربات بأسعار الصرف والفائدة، ونحن فقط من يمكنه التصدي لذلك".
وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة أجرتها معه قناة "تي آر تي1" الحكومية، أن نظام الفائدة هو الذي يجعل الثري أكثر ثراءً، والفقير أكثر فقرًا.
وجدد أردوغان في تصريحاته وفقا لوكالة "الأناضول" تشديده على أن بلاده تواجه مضاربات في أسعار صرف العملات الأجنبية أمام العملة المحلية، الليرة، قائلا "كلما همت تركيا للخروج من نظام الفائدة المرتفعة تواجه ضغوطات بمثل هذه المضاربات والتلاعبات".

وزاد قائلا "لقد منعنا بلادنا من الانزلاق في مأزق بهذه الطريقة، ولن نسمح بذلك"، مضيفًا "نحن هنا نواجه مضاربات في أسعار الصرف، ومن ثم لا أحد غيرنا سيتصدى لذلك".
وأوضح أن "هناك صناديق مالية عالمية قصيرة الأجل تدخل البلاد لتحقيق أرباح عالية من الفوائد، لافتًا إلى أن "هذه الأموال الساخنة يمكن أن تخفض سعر الصرف مؤقتًا، ولكن ليس وضعًا مثاليًا.
واستطرد قائلا "هكذا وقعنا في دوامة أسعار الصرف والفائدة والتضخم، لكننا لن نستمر في ذلك، ولن نسمح لهم بإعاقة الاستثمار والإنتاج، ولن نسمح لهم بزعزعة استقرار النمو وسنخرج من هذه الدوامة".
وشدد على أن "تركيا لم تعد تركيا القديمة، ولن تذعن للتهديدات الاقتصادية التي تتم من خلال الأسواق المالية، فاقتصادنا الحقيقي لديه القوة والقدرة على إبطال هذه التهديدات تمامًا".
وزاد أردوغان قائلا "يمكننا بسهولة الوقوف ضد هذه التهديدات. لم يعد من الممكن إضعافنا ومنعنا من خلال عمليات التلاعب بالعملة. وأكدنا في مجلس الأمن القومي أننا على علم بهذه التهديدات وأننا أقوياء وعازمون على اتخاذ إجراءات ضدها".
كما أكد أردوغان أن المؤشرات الأساسية لتركيا في الاقتصاد قوية للغاية، لافتًا إلى أن هناك من يسعون لإظهار تلك المؤشرات ضعيفة.
وأوضح أنه "قد حان الوقت الآن للمستثمرين الأجانب الذين يثقون بديناميات تركيا الاقتصادية القوية للاستثمار في مشاريع طويلة الأجل".

وعن التطورات الاقتصادية لبلاده أوضح أردوغان أن نسبة الصادرات إلى الواردات وصلت إلى 90 في المائة، وأن البلاد بدأت التعافي سريعًا في قطاع السياحة.
كما أوضح أن "تركيا بدأت تحقق فائضا في الحساب الجاري على أساس شهري، وهو أمر مهم أيضًا، كما أن عجز الحساب الجاري السنوي قد انخفض أيضًا بسرعة من شهر لآخر". 


(الأناضول)

المساهمون