استمع إلى الملخص
- تعاني إيران من عجز كبير في الغاز والكهرباء، حيث يقدر عجز الغاز في الشتاء بين 250 و300 مليون متر مكعب، وعجز الكهرباء نحو عشرة آلاف ميغاواط، مما يعيق تحديث الصناعات.
- شهدت طهران انقطاعًا للكهرباء، مع تراشق إعلامي بين شركة الكهرباء ووزارة النفط حول الأسباب، واعتذار نائب الرئيس للشعب عن الانقطاع.
تسبب البرد وأزمة الوقود في توسيع نطاق إغلاق المؤسسات التعليمية والحكومية في إيران ليشمل، اليوم الأربعاء، 27 محافظة إيرانية من أصل 31 بعدما كان خلال الأيام الماضية يقتصر الإغلاق على محافظات أقل. وتواجه إيران موجة برد شديدة وصلت في عشرين محافظة إيرانية إلى أقل من الصفر، ترافقها الثلوج والأمطار على ضوء نقص الوقود لمحطات إنتاج الكهرباء، ما دفع السلطات الإيرانية إلى إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية في معظم المحافظات تجنبا للانقطاع الواسع للكهرباء.
كما لجأت المدارس والجامعات إلى العمل عبر الإنترنت منذ مطلع الأسبوع الجاري في بعض المحافظات الإيرانية. إلى ذلك أيضا، عاد قطع الكهرباء عن المدن الصناعية والمصانع الإيرانية منذ أسبوع تقريبا، حيث قال عضو المجلس المركزي لهذه المدن سجاد هاشمي إن قطع الكهرباء عن هذه المدن يستمر يوميا من الساعة الخامسة عصرا إلى منتصف الليل، فضلا عن انقطاعها ليوم كامل خلال الأسبوع.
وتساءل هاشمي أمس عن سبب انقطاع الكهرباء عن المصانع، والذي أدى إلى خسائر للصناعات والمنتجين الإيرانيين، وفق مقطع مصور بثته شبكه "شرق" الإيرانية. وحسب تقارير إعلامية، فإن قطع الكهرباء عن الصناعات الإيرانية يحملها خسائر يومية تقدر بـ110 ملايين دولار يوميا. والليلة الماضية، شهدت أجزاء من العاصمة الإيرانية طهران انقطاعا للكهرباء، عزته شركة الكهرباء الوطنية إلى البرد القارس وزيادة استهلاك الغاز المنزلي والقيود المفروضة لتأمين الغاز لمحطات الكهرباء.
وأضافت الشركة في بيان لها أن وزارة النفط تعمل على توفير الغاز لهذه المحطات، داعية المواطنين الإيرانيين إلى التقشف في استهلاك الكهرباء وتكثيف حملة خفض درجات الحرارة في البيوت نحو درجتين مئويتين في هذه الظروف الجوية لعدم اضطرار الشركة إلى جدولته.
وبحسب البيانات الحكومية الإيرانية، فإن عجز الغاز يقدر بما بين 250 و300 مليون متر مكعب في الشتاء، حيث ارتفع استهلاك الغاز في الشتاء في إيران من 525 مليون متر مكعب عام 2011 إلى 850 مليون متر مكعب خلال العام الجاري.
كما يبلغ عجز الكهرباء في هذا الفصل نحو عشرة آلاف ميغاواط بالحد الأدنى، فيما تجاوز العجز خلال الصيف الماضي 15 ألف ميغاواط.
وخلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة بأن نقص الوقود في إيران الغنية بالنفط والغاز أدى إلى وقف العمل في 80 محطة إنتاج كهرباء من مجموع أكثر من 600 محطة، وأشارت إلى أن توقف هذه المحطات عن الخدمة جاء بسبب نقص أو انعدام الغاز والوقود السائل، مشيرة إلى أن المحطات الـ80 لديها طاقة إنتاجية تقدر بأكثر من ثمانية آلاف ميغاواط.
وتواجه الدولة صعوبات كبيرة في تحديث صناعاتها الكبرى وزيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء، في ظل شح مواردها المالية بالنقد الأجنبي، وباتت البلاد تواجه عقبات كبيرة في تمويل المشاريع وتحديث هذه الصناعات التي تعاني من التهالك واستقدام التقنيات المتقدمة بسبب العقوبات الأميركية. وخلال السنوات الأخيرة، طالب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عدة مرات السلطات النووية في الدولة بضرورة رفع إنتاج إيران من الكهرباء النووية إلى 20 ألف ميغاواط.
إلى ذلك، حصل تراشق إعلامي، اليوم الأربعاء، بين شركة الكهرباء ووزارة النفط الإيرانيتين بسبب انقطاع الكهرباء، الليلة الماضية، عن أجزاء من طهران، حيث أعلن وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أن هذا الانقطاع لم يكن سببه نقص الوقود لمحطات إنتاج الكهرباء في طهران، مشيرا إلى أن هذه المحطات لديها كمية كافية من الوقود، عازيا سبب الانقطاع إلى مشاكل تقنية في صناعة الكهرباء الإيرانية نتيجة الضغط والحمل.
كما اتهمت وزارة النفط الإيرانية في بيان وزارة الطاقة بـ"الإسقاط"، قائلة إن "الإدارة الصحيحة لسلة الوقود كان بإمكانها منع وقوع المشكلات الأخيرة، لكن وزارة الطاقة بدلا من التركيز على التخطيط الصحيح وتنفيذ القرارات المرتبطة باستهلاك الوقود المائع تسعى من خلال الإسقاط إلى إرجاع الانقطالات إلى نقص الغاز". في الأثناء، قدم نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية محمد جعفر قائم بناه، اليوم، الاعتذار للشعب الإيراني بسبب انقطاع الكهرباء الليلة الماضية.