استمع إلى الملخص
- تسعى البرازيل لتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، مع استخدام الإيرادات النفطية لدعم التحول إلى الطاقة الخضراء، رغم الضغوط البيئية المتعلقة بالتنقيب في مناطق حساسة.
- تواجه البرازيل انتقادات لخططها بزيادة إنتاج النفط قبل قمة المناخ COP30، حيث يُعتبر انضمامها لأوبك+ تراجعاً في التزاماتها البيئية.
وافقت الحكومة البرازيلية اليوم الثلاثاء على الانضمام إلى مجموعة أوبك+، التي تضم الدول الكبرى المصدرة للنفط، في خطوة تعكس تحول البلاد إلى لاعب رئيسي في سوق النفط قبل تسعة أشهر فقط من استضافتها القمة السنوية للأمم المتحدة حول المناخ. وجاءت موافقة المجلس الوطني لسياسة الطاقة استجابةً لدعوة رسمية وُجهت للبرازيل عام 2023. وتأسست منظمة أوبك+ في عام 2016 كامتداد لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي أُنشئت عام 1960 بهدف تنسيق سياسات إنتاج النفط بين أعضائها لتحقيق استقرار الأسواق العالمية. وجاءت أوبك+ نتيجة اتفاق بين الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في أوبك وعشر دول منتجة للنفط من خارجها، أبرزها روسيا، وذلك لمواجهة تقلبات الأسعار في السوق العالمية من خلال تنسيق مستويات الإنتاج.
ولعبت المجموعة دوراً رئيسياً في التحكم بإمدادات النفط، لا سيما خلال الأزمات الاقتصادية والتغيرات الحادة في الطلب، مثل تلك التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا. وعلى الرغم من أن الدول غير الأعضاء في أوبك توافق على التعاون مع دول المنظمة، إلا أن البرازيل لن تكون ملزمة بأي التزامات قانونية، مثل خفض الإنتاج، وفقاً لما صرح به وزير المناجم والطاقة ألكسندر سيلفيرا، خلال مؤتمر صحافي.
ووصف سيلفيرا أوبك+ بأنها مجرد "منتدى لمناقشة الاستراتيجيات بين الدول المنتجة للنفط". وأضاف: "لا ينبغي أن نشعر بالخجل من كوننا منتجين للنفط. البرازيل بحاجة إلى النمو والتطور وخلق الدخل والوظائف". وتولى الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ولايته الثالثة في عام 2023، مقدماً نفسه كمدافع عن البيئة، إذ عمل على تقليل معدلات إزالة الغابات في غابات الأمازون المطيرة وحماية حقوق السكان الأصليين. لكنه جادل أيضاً بأن الإيرادات الجديدة من النفط يمكن أن تمول الانتقال إلى الطاقة الخضراء.
وفي الأسابيع الأخيرة، مارس لولا ضغوطاً على الجهات التنظيمية البيئية في البلاد للموافقة على عمليات التنقيب الاستكشافية بالقرب من مصب نهر الأمازون، إحدى أكثر المناطق تنوعاً بيولوجياً في العالم. وتحتل البرازيل المرتبة السابعة عالمياً في إنتاج النفط، حيث تنتج حوالي 4.3 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل 4% من الإنتاج العالمي، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وفي عام 2024، أصبح النفط الخام المنتج التصديري الأول للبرازيل، حيث شكل 13.3% من مبيعاتها الخارجية، متجاوزاً صادرات الصويا.
وتعد الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بحوالي 22 مليون برميل يومياً، بينما تعد السعودية أكبر منتج في أوبك، بحوالي 11 مليون برميل يومياً، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس. وقوبل سعي لولا لزيادة إنتاج النفط بانتقادات، خاصة مع استعداد البرازيل لاستضافة قمة المناخ COP30 في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إذ تركز المحادثات السنوية بشأن المناخ بشكل رئيسي على تقليل استخدام الوقود الأحفوري، نظراً لما يسببه احتراقه من انبعاثات غازات دفيئة تساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وترى سويلي أراوجو، المتحدثة باسم مرصد المناخ، وهو شبكة تضم 133 منظمة بيئية ومجتمعية وأكاديمية، أن انضمام البرازيل لأي هيئة تابعة لأوبك "يمثل تراجعاً جديداً للحكومة". وأضافت أن فتح مناطق جديدة للتنقيب عن الوقود الأحفوري "يعني أننا نختار حلول الماضي لمواجهة تحدٍ هائل للحاضر والمستقبل".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)