الاقتصاد يغيب عن مؤتمر عودة اللاجئين السوريين في دمشق

الاقتصاد يغيب عن مؤتمر عودة اللاجئين السوريين في دمشق

13 نوفمبر 2020
النظام السوري يطرح قضية عودة اللاجئين رغم تفاقم أزمته المالية
+ الخط -

غابت ورقة الاقتصاد عن مؤتمر إعادة اللاجئين السوريين، الذي اختتم أعماله مساء أمس في العاصمة دمشق، لأن نظام بشار الأسد فقد القدرة على استخدام هذه الورقة وإعالة السوريين ولو بالحد الأدنى، حسب وزير الاقتصاد بالحكومة المعارضة عبد الحكيم المصري، الذي يقول لـ"العربي الجديد"، بلغة ساخرة: لعل بصور الطوابير أمام الأفران ومراكز توزيع الوقود دليلا على البحبوحة التي يعيشها سوريو الداخل يغري المهجرين بالعودة.
ويضيف المصري: لم تعد كعكة إعادة الإعمار مغريّة بالنسبة للدول الطامعة بحصتها من كعكة خراب سورية، لأن قانون "قيصر" الأميركي والعقوبات والمواقف الأوروبية واضحة بأنه لا إعادة إعمار قبل الحل السياسي.
وأضاف الوزير بحكومة الائتلاف المعارض، أن "إخوتنا السوريين يعيشون الفقر والامتهان لتحصيل قوت يومهم"، ففي حين الأجور لا تزيد عن 50 ألف ليرة شهرياً (الدولار = نحو 1250 ليرة رسميا)، تزيد تكاليف المعيشة، عدا إيجار المسكن، عن 600 ألف ليرة، ما وضع السوريين بمقدمة قوائم الفقر والبطالة، بعدما زاد من هم تحت خط الفقر المدقع إلى 50%، وتجاوزت نسبة البطالة 83%، لذا برأي الوزير، لو تتاح الفرصة لسوريي الداخل لهاجروا هرباً من التجويع والتفقير ريثما يزول نظام بشار الأسد.
وكانت دمشق قد استضافت، أول من أمس، "مؤتمر اللاجئين السوريين"، برعاية ورئاسة روسية وحضور ممثلين عن 27 دولة ومنظمة غير حكومية.
وتطرق رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال افتتاح المؤتمر أول من أمس، إلى أن نظامه يواجه قضية مركبة من عناصر مترابطة، ملايين اللاجئين الراغبين في العودة وبنية تحتية مدمرة، مشيراً إلى أن مؤسسات الدولة السورية تمكنت من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وزادت الخسائر نتيجة حرب نظام الأسد وحلفائه بموسكو وطهران على ثورة السوريين عن 442 مليار دولار، بحسب آخر تقرير دولي تطرق لآثار الحرب المندلعة بسورية منذ مارس/ آذار 2011.
ويرى الاقتصادي السوري محمود حسين، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المؤتمر سياسي وإن أخذ شكلاً إنسانياً أو اقتصادياً، وهدفه أن تتقدم روسيا خطوة وتسحب ملف اللاجئين من الأمم المتحدة، وأن تروّج لنظام الأسد وتحاول إعادة إنتاجه قبل الاستحقاق الرئاسي في العام المقبل.
ويضف حسين: حتى رامي مخلوف، ابن خال الأسد وابن خازن سورية وعرابها الاقتصادي لعقود، لم يعد يرى بسورية مناخاً للعيش والاستثمار، فكيف لأي رأسمال أن يخاطر بواقع عقوبات قانون قيصر والعقوبات الأوروبية، لافتاً إلى أن نظام الأسد لم يلغ حتى إلزام العائدين لسورية بتصريف مائة دولار بسعر المصرف المركزي ولم يزل الطلب والملاحقة الأمنية.
وحول تركيز روسيا وإيران فقط من الدول المشاركة على إعادة الإعمار، يقول حسين إن ذلك يعود إلى أن الدولتين استثمرتا بالخراب، فهما تريدان الاستثمار بالبناء. ولاقى انعقاد مؤتمر اللاجئين السوريين رفضاً وتهكماً من السوريين، خاصة أنه ترافق مع زيادة نسبة الفقر وطوابير انتظار الخبز والمشتقات النفطية.

المساهمون