الاقتصاد أولوية الرئيس التونسي في مباحثات قطر

الاقتصاد أولوية رئيس تونس في مباحثات قطر

14 نوفمبر 2020
قطر في صدارة الدول العربية المستثمرة في تونس (الأناضول)
+ الخط -

تعوّل تونس على الزيارة الرسمية لرئيس البلاد قيس سعيد، إلى دولة قطر لفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين بعد قطع أشواط مهمة خلال السنوات الماضية في تأسيس تعاون اقتصادي دائم بين البلدين، تحوّلت بمقتضاه قطر إلى واحد من أهم المستثمرين في تونس.

ويبدأ الرئيس التونسي، زيارة رسمية مدتها ثلاثة أيام إلى الدوحة، ابتداء من اليوم السبت، وفق ما جاء في بيان للرئاسة التونسية، الأربعاء الماضي.

ويترقّب المهتمون بالشأن الاقتصادي نتائج مهمة من زيارة الرئيس التونسي إلى قطر، في وقت تحتاج فيه تونس إلى دعم مالي من شركائها الخارجيين من أجل تمويل الموازنة وتنشيط الاستثمارات الخارجية لتقليص تداعيات جائحة فيروس كورونا التي هبطت بالنمو الاقتصادي إلى مستويات تاريخية.

وقال عضو البرلمان التونسي ماهر مذيوب لـ"العربي الجديد" إن هذه الزيارة ستؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات التونسية القطرية، مشيرا إلى أن الملف الاقتصادي يحتل صدارة جدول الأعمال .

وأكد مذيوب اشتغال اللجان المشتركة بين البلدين على العديد من الملفات خلال الأشهر الماضية، مرجحا أن تأتي الزيارة الرسمية للرئيس التونسي إلى الدوحة بوعود استثمارية مهمة واتفاقات في قطاعات حيوية على غرار النقل والسياحة والاتصالات .

وأضاف عضو البرلمان أن اللجان المشتركة اشتغلت أيضا على تبادل الكفاءات بين البلدين وزيادة الوظائف وعقود الشغل لفائدة التونسيين في دولة قطر، لافتا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت طفرة كبيرة في السنوات الثلاث الماضية حيث تضاعفت الصادرات الزراعية التونسية إلى السوق القطرية ثلاث مرات من 100 مليون دينار عام 2017 إلى 350 مليون دينار حالياً (128.2 مليون دولار).

وسجّلت المبادلات التجارية بين البلدين زيادة بنسبة 321% خلال السنوات الثلاثة الماضية بمعدل نمو سنوي بنحو 101%. واعتبر مذيوب أن نمو التبادل التجاري بين البلدين يحتاج إلى شراكات في قطاع النقل الجوي وإحداث خط بحري بين الموانئ التونسية وميناء حمد في الدوحة، مشددا على ضرورة الاستفادة من كل إمكانيات التعاون الاقتصادي بين البلدين وتطويرها.

ومنذ صعوده إلى الحكم في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 يسعى الرئيس التونسي إلى تنفيذ مشاريع استثمارية في محافظات الداخل بشراكات أجنبية، منها مدينة صحية في محافظة القيروان (وسط تونس) ومنصة تحويل منتجات زراعية في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب).

وإبان زيارته تونس في فبراير/ شباط الماضي، أعرب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن استعداد بلاده للمساهمة في إنجاز المشروعين. وفي أغسطس/آب الماضي جددت السلطات القطرية عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس التونسي وأمير دولة قطر، استعداد الدوحة الكامل لتمويل منصة الإنتاج بسيدي بوزيد، وفق بيان رسمي أصدرته الرئاسة التونسية حينها .

وتتصدر قطر صدارة الدول العربية المستثمرة في تونس، حيث تمثل استثماراتها نحو 43% من مجموع الاستثمارات الخارجية في البلاد، بحسب أرقام رسمية صادرة عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، بما يفوق 580 مليون دينار (حوالي 215 مليون دولار).

وتتوزع الاستثمارات القطرية في تونس بين قطاعات السياحة والخدمات والاتصالات إلى جانب استثمارات في المحافظ المالية والبنوك.

وتجمع بين البلدين أكثر من 80 اتفاقية تعاون اقتصادي من بينها 10 اتفاقيات تم توقيعها عام 2019، فيما يعود تاريخ أول اتفاقية بين البلدين إلى سنة 1982.

تنافس قطر فرنسا على موقع أول مستثمر أجنبي في تونس، حيث تمثل المساهمة القطرية في القطاع الخارجي التونسي دون اعتبار تحويلات المهاجرين 31% مقابل مساهمة فرنسية بـ 35%.

وتعد الزيارة الرسمية للرئيس التونسي لدولة قطر الأولى له منذ وصوله إلى قصر قرطاج في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

وتخطط تونس إلى معالجة جزء من مخلفات جائحة كورونا عبر مشاريع استثمارية كبرى تزيد نسب النمو وتساعد على احتواء مستويات البطالة المرتفعة.

وتراجع تدفق الاستثمارات الأجنبية في تونس خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بنسبة 26% على أساس سنوي وفق أحدث إحصاءات وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، مسجلة إلى أدنى مستوياتها منذ 2017، بعد أن بلغت 1.5 مليار دينار (545 مليون دولار) نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، مقابل ملياري دينار (727 مليون دولار) في نفس الفترة من العام الماضي.

المساهمون