الاستيراد يهدّد الحمضيات المحلية في إدلب

05 ديسمبر 2024
حقل حمضيات في إدلب (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه مزارعو إدلب تحديات في تسويق الحمضيات بسبب المنافسة من المنتجات المستوردة، خاصة التركية، مما يؤثر سلبًا على الدخل الزراعي والقدرة التنافسية للمنتجات المحلية.
- تعاني الزراعة في إدلب من ضعف البنية التحتية، مثل نقص البرادات وغياب الطرق المناسبة، مما يعوق تسويق المحاصيل المحلية، بينما تتمتع المنتجات المستوردة بشبكة توزيع قوية.
- يؤثر الاعتماد على المنتجات المستوردة على البيئة والاقتصاد المحلي، مما يقلص المساحات المزروعة ويدعو الخبراء لدعم الزراعة المحلية للحفاظ على الثقافة والاقتصاد.

 

يواجه المزارعون المحليون في إدلب صعوبة في تسويق منتجاتهم من الحمضيات، لوجود الحمضيات المستوردة التي تؤدي إلى تراجع الطلب على المنتجات المحلية، إضافة إلى الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتقلبة، ما يؤثر بالدخل الزراعي في المنطقة، ويضعف القدرة التنافسية للمنتجات السورية في الأسواق المحلية.
وتعتبر الحمضيات المستوردة من أبرز التحديات التي تؤثر مباشرةً بالزراعة المحلية في إدلب، حيث تُستَورَد كميات كبيرة من الحمضيات، مثل البرتقال والليمون من دول مختلفة، ولا سيما تركيا، هذا الاستيراد يشكل تحديًا للمزارعين المحليين الذين يجدون صعوبة في منافسة الأسعار المنخفضة للمنتجات المستوردة التي قد تكون ذات جودة أعلى في بعض الأحيان.
وقال المزارع أيمن كنجو إن "الحمضيات المستوردة أصبحت تشكل عبئًا علينا، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، الأسعار المنخفضة التي نراها في الأسواق تجعل من الصعب علينا بيع إنتاجنا المحلي، أصبحنا لا نغطي تكاليف الزراعة، فضلًا عن الأرباح، نحاول جاهدين التمسك بالأرض، لكن الظروف صعبة جدًا، ولا نجد من يساندنا".
وأضاف أن البضائع المستوردة غالبًا ما تكون ذات أسعار أرخص، وهو ما يضر بهم ويؤدي إلى خسائر كبيرة في كل موسم، وأشار إلى أنهم يزرعون الحمضيات بعناية، لكن المشكلة تكمن في ضعف البنية التحتية للزراعة في إدلب، مثل قلة البرادات لحفظ المنتجات، وغياب الطرق المناسبة لتوزيعها في الأسواق، بينما المنتجات المستوردة تصل إلى الأسواق بسهولة بفضل شبكة توزيع قوية، لذلك، نحن بحاجة ماسة إلى تحسين سبل النقل والتسويق.

أما المزارع سامر السلطان، فيقول إن الركود في السوق يعوقهم عن التوسع في الإنتاج، فالمنتجات المستوردة تملأ الأسواق بأسعار متدنية وتستهلك حصة كبيرة من الطلب، ولذا يواجهون تحديًا في تسويق محصولهم وإيصاله إلى الأسواق المحلية أو تصديره إلى الخارج. وتابع: "أصبحنا في حاجة ملحة إلى دعم حكومي للمساعدة في تخفيف الخسائر، ونطلب دعمًا في شكل مساعدات مالية أو توفير مواد زراعية بأسعار معقولة، كذلك نأمل توفير منح لتحسين تقنيات الزراعة".
ومع الأوضاع الاقتصادية الحالية، يبحث الكثير من المستهلكين عن المنتج الأرخص، وهو ما عبّرت عنه سارة البكور، قائلة إنها عندما تشتري الحمضيات المستوردة بأسعار منخفضة، تحصل على صفقة جيدة، حيث يباع الكيلوغرام من البرتقال المستوردة مثلاً بعشر ليرات تركية، بينما تباع المحلية بـ25 ليرة تركية، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن هذا يؤثر في الاقتصاد المحلي، وترى أنه إذا كانت المنتجات المحلية تحظى بدعم أكبر من الدولة والمزارعين، فإنها قد تصبح أكثر قدرة على منافسة الأسعار في الأسواق.

 تحديات زراعة حمضيات إدلب

من جانبه، قال المهندس الزراعي أحمد عز الدين لـ"العربي الجديد"، إن تزايد استخدام المنتجات المستوردة يؤدي إلى تدمير البيئة المحلية، فالتغيرات المناخية والحروب أثرت فيها مباشرةً، إضافة إلى صعوبة الحصول على مستلزمات الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، وهو ما يرفع تكلفة الإنتاج كثيراً، بينما تأتي المنتجات المستوردة بأقل تكلفة ودون معوقات كبيرة.
وأوضح أن الزراعة المحلية ليست مجرد مصدر دخل، بل هي جزء من ثقافة المنطقة وحياتها اليومية، ومع تزايد الاعتماد على الحمضيات المستوردة سيؤدي ذلك حتماً إلى تقليص المساحات المزروعة التي كانت تعتمد على الحمضيات في إدلب، ما يتسبب في تبعات اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى. وبدلًا من ذلك، يحث عز الدين الجهات المعنية على السعي لإيجاد حلول لتحفيز الإنتاج المحلي من خلال دعم القطاع الزراعي وتقديم مساعدات للمزارعين.

المساهمون