الاحتجاجات تجبر السلطات الهندية على إلغاء قوانين زراعية

الاحتجاجات تجبر السلطات الهندية على إلغاء قوانين زراعية

19 نوفمبر 2021
احتفالات تعم أوساط المزارعين عقب إلغاء 3 قوانين مثيرة للجدل (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد الهند احتفالات عارمة في أوساط المزارعين، اليوم الجمعة، عقب إعلان رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن إلغاء 3 قوانين زراعية مثيرة للجدل احتج عليها المتضررون لأكثر من عام، في تراجع واضح عن موقف الحكومة السابق.

وفي خطاب وجهه إلى الأمة، قال مودي، حسبما نقلت "فرانس برس": "جئت اليوم لأخبركم، البلد بأسره، بأننا قررنا سحب كل القوانين الزراعية الثلاثة"، مضيفاً: "في جلسة البرلمان التي تبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر، سنكمل العملية الدستورية لإلغاء هذه القوانين الزراعية الثلاثة".

ويعترض المزارعون على هذا التشريع، الذي بدأ تطبيقه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، والذي يحرر القطاع من القيود التنظيمية بما يسمح للمزارعين ببيع منتجاتهم خارج أسواق الجملة التي تنظمها الحكومة حيث يضمنون حداً أدنى للسعر.

ويقول صغار الزراع إنّ هذه التغييرات تجعلهم عرضة للمنافسة من أباطرة القطاع وإنهم قد يفقدون في النهاية دعم أسعار السلع الأساسية مثل القمح والأرز.

وتقول الحكومة إنّ إصلاح هذا القطاع الذي يمثل حوالي 15% من الاقتصاد البالغ حجمه 2.7 تريليون دولار يعني فرصاً جديدة وأسعاراً أفضل للمزارعين.

وقال مودي إنّ هذه القوانين كانت تهدف لتمكين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، لكن الحكومة لم تتمكن من إقناع بعض المزارعين الذين عارضوها.

ووفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، جاء هذا الإعلان في يوم مهرجان "غورو بوراب"، عندما يتم الاحتفال بعيد ميلاد مؤسس السيخية غورو ناناك، وقبل الانتخابات الرئيسية في ولايات مثل أوتار براديش والبنجاب. كان معظم المتظاهرين من المزارعين السيخ في البنجاب.

Image
مؤشرات الزراعة في الهند

وتم تمرير القوانين في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ودافعت الحكومة عنها، قائلة إنها ضرورية لتحديث القطاع الزراعي في الهند وستعزز الإنتاج من خلال الاستثمار الخاص. لكن المزارعين احتجوا قائلين إنّ القوانين ستدمر أرباحهم من خلال إنهاء التسعير المضمون وإجبارهم على بيع محاصيلهم للشركات بأسعار أرخص.

لم تستسلم الحكومة حتى الآن إلا قليلاً للمظاهرات التي طال أمدها، والتي شكلت أحد أكبر التحديات السياسية لمودي، الذي اجتاز الانتخابات للمرة الثانية في عام 2019.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، صعّد المزارعون من حركتهم بالتسكع في ضواحي نيودلهي، حيث أقاموا مخيمات لمدة عام تقريباً، بما في ذلك خلال فصل الشتاء القاسي وفيروس كورونا الذي دمّر الهند في وقت سابق من هذا العام.

وبينما كانت حركة احتجاج المزارعين سلمية إلى حد كبير، اخترق متظاهرون في يناير/كانون الثاني حواجز الشرطة لاقتحام القلعة الحمراء التاريخية في وسط العاصمة، وأدت الاشتباكات مع الشرطة إلى مقتل متظاهر وإصابة المئات.

المساهمون