الاتحاد الأوروبي يفرض الحزمة الـ16 من العقوبات على روسيا

19 فبراير 2025
أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، 11 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أقر الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات السادسة عشرة ضد روسيا، مستهدفًا قطاعات حيوية مثل الألمنيوم والبنوك والطاقة، لتعزيز الضغط على موسكو ودعم أوكرانيا.
- تشمل العقوبات حظر واردات الألمنيوم الروسي، قيود على صادرات النفط، فصل 13 مصرفًا روسيًا عن نظام "سويفت"، واستهداف "أسطول الظل" الروسي بفرض عقوبات على 73 ناقلة إضافية.
- تراجعت حصة الألمنيوم الروسي في واردات الاتحاد الأوروبي، بينما تسعى روسيا لإلغاء العقوبات، ويرى بعض المحللين أن الإجراءات تزيد من تعقيد الوضع وتفاقم الأزمات.

أقر الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء، حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، وهي الحزمة السادسة عشر منذ بداية الحرب في أوكرانيا. ورغم هذه العقوبات، أكدت مصادر رسمية أن هذه الإجراءات لن تعيق المفاوضات مع الولايات المتحدة، إذ تسعى الدول الغربية إلى تحقيق توازن بين الضغط على موسكو ودعم أوكرانيا.

تهدف العقوبات الجديدة إلى تعزيز الضغط على موسكو من خلال استهداف قطاعات حيوية مثل البنوك والطاقة، بالإضافة إلى فرض قيود على مجموعة من السلع الأساسية. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الاقتصاد الروسي تحديات كبيرة نتيجة للعقوبات السابقة، بينما تواصل الدول الغربية البحث عن سبل لدعم أوكرانيا وتعزيز أمنها.

تدابير جديدة في حزمة العقوبات الـ16

وقالت وكالة فرانس برس، إن سفراء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، وافقوا  اليوم الأربعاء، على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا هي السادسة عشرة، وتتضمن حظر واردات الألمنيوم الروسي. وقالت المصادر للوكالة إنّ الحزمة تشمل أيضاً تدابير جديدة تهدف إلى الحد من صادرات النفط الروسية، ومن المقرر أن يعتمدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رسمياً الاثنين المقبل، الذي يصادف الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأتي الحزمة الجديدة في وقت بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواصلاً مباشراً مع روسيا يشمل البحث عن سبل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من دون إشراك أطراف أساسيين معنيين بها، خصوصاً كييف والأوروبيين.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين على منصة إكس: "الاتحاد الأوروبي يضيّق الخناق بشكل أكبر على الالتفاف على العقوبات من خلال استهداف المزيد من السفن في أسطول الظل العائد (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وفرض حظر جديد على الواردات والصادرات". وتابعت "نحن مصمّمون على مواصلة الضغط على الكرملين".

بدورها، رحّبت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالحزمة الجديدة من العقوبات. وأضافت عبر "إكس" "مع قيود أشد صرامة على الالتفاف (على العقوبات) وحظر جديد على الواردات والصادرات، وعقوبات على أسطول الظل لـ(فلاديمير) بوتين، نغلق الأبواب الخلفية التي تعمل على تشغيل آلة الحرب الروسية"، مشددة على أن "الكرملين لن يكسر عزيمتنا".

وتطاول العقوبات الأوروبية الجديدة قطاع الألمنيوم الروسي، إضافة إلى تقييد إضافي على ما يعرف بـ"أسطول الظل"، عبر فرض عقوبات على 73 ناقلة إضافية تستخدم لنقل النفط الروسي الخاضع بدوره للعقوبات الغربية. وسيفصل الاتحاد الأوروبي 13 مصرفاً روسياً إضافياً عن نظام "سويفت" الدولي للتحويلات المالية، وإضافة ثماني وسائل إعلام روسية إلى قائمة الوسائل التي يحظر عليها البث في أوروبا.

وتسعى أوروبا الى التحرك في مواجهة خطوة الجمهوري ترامب بالانفتاح على روسيا، على عكس السياسة الصارمة التي اتبعها سلفه الديمقراطي جو بايدن حيال موسكو منذ بدء غزو أوكرانيا. وعقد مسؤولون روس وأميركيون يتقدمهم وزيرا خارجية البلدين، اجتماعاً في الرياض، أمس الثلاثاء، كان الأول على هذا المستوى منذ بدء حرب أوكرانيا.

وعلى خلفية الموقف الأميركي الجديد من مسألة الحرب في أوكرانيا، عقد بعض قادة الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في باريس الاثنين طبعته الانقسامات التقليدية بينهم رغم بعض التقاطعات. وأكد مسؤولون أميركيون أن الاتحاد الأوروبي سيؤدي دوراً في المباحثات الهادفة إلى رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو. 

تراجع حصة الألومنيوم الروسي في الاتحاد الأوروبي

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "إر بي كا" الروسية، اليوم الأربعاء، فإنه في السنوات الأخيرة، تراجعت حصة الألمنيوم الروسي في واردات الاتحاد الأوروبي، من 19% في عام 2022 إلى 6% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. وقد تم تعويض النقص في الإمدادات الروسية من خلال زيادة الواردات من دول الشرق الأوسط والهند وجنوب شرق آسيا.

وتسعى روسيا إلى إلغاء العقوبات الغربية، معتبرةً أنها غير فعالة وغير قانونية. وصرح المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، يوم الأحد الماضي، في مقابلة تلفزيونية سابقة، بأن العقوبات الغربية لن تعيق المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.

من جهتها، قالت الصحافية روسية أولغا بولياكوفا لـ"العربي الجديد"، إن "العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي تمثل تصعيداً غير مبرر في النزاع القائم، وتؤكد النهج العدائي الذي تتبعه الدول الغربية تجاه روسيا". وأضافت أن "هذه العقوبات، التي تستهدف قطاعات حيوية مثل الألمنيوم والبنوك، لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات الاقتصادية، مما من المتوقع أنه قد ينعكس سلباً على العلاقات الدولية".

وأكدت بولياكوفا أن "هذه الإجراءات تعكس عدم رغبة الغرب في الحوار الجاد والتوصل إلى حلول سلمية للنزاع في أوكرانيا. بدلاً من ذلك، تفضل الدول الغربية استخدام العقوبات وسيلة للضغط، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى تفاقم الأزمات". ونفذ الاتحاد الأوروبي حتى اليوم، 15 حزمة عقوبات ضد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك التجارة والتمويل والطاقة والنفط والفحم والصناعة والتكنولوجيا والنقل والسلع ذات الاستخدام المزدوج والسلع الفاخرة والذهب والماس.

وتشمل العقوبات أيضاً حظر شحن النفط الخام وبعض المنتجات البترولية من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي، وطرد بعض البنوك الروسية من نظام الدفع الدولي سويفت، وتعليق أنشطة العديد من المنظمات الإذاعية. وتتضمن قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي أكثر من 2000 فرد ومؤسسة.

المساهمون