الأمم المتحدة: أسعار الغذاء في غزة ارتفعت 100 ضعف بعد إغلاق إسرائيل المعابر

04 مارس 2025
إغلاق المعابر ووقف دخول المساعدات يهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني،غزة في 3 مارس 2025(الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدى إغلاق إسرائيل للمعابر إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية في غزة، مع تهديدات بقطع المياه والكهرباء كوسيلة للضغط على حماس.
- معبر كرم أبو سالم يلعب دورًا حاسمًا في استقرار الأسعار، وإيقاف المساعدات يثير مخاوف من المجاعة، بينما تسعى إسرائيل لتمديد وقف إطلاق النار دون تنازلات.
- منذ 2006، يعاني سكان غزة من نقص حاد في الموارد، مع استمرار التوترات رغم اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة دولية.

قال متحدث الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة أمام البضائع، أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية أكثر من 100 ضعف في أنحاء القطاع. في الوقت الذي هدد فيه المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بقطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة للضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وذكر دوجاريك خلال مؤتمر صحافي الاثنين: "يخبرنا شركاؤنا الإنسانيون أنه بعد إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة أمس (الأحد)، ارتفعت أسعار الدقيق والخضراوات أكثر من 100 ضعف".

وأضاف دوجاريك أن "أكثر من 100 مدرسة عامة أعيد فتحها في أنحاء القطاع، تستوعب حوالي 100 ألف طالب". ولفت إلى "تحقق إنجازات كثيرة منذ وقف إطلاق النار بقطاع غزة، من حيث تدفق المساعدات وفتح المدارس وتسليم الخيام وإطلاق سراح الأسرى.. دعونا نستمر". ورداً على سؤال بشأن مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن سبب وقف المساعدات يرجع إلى بيع حماس لها، قال دوجاريك: "لم يجر الإبلاغ عن أي شيء من هذا القبيل من قبل زملائنا على الأرض". وتابع المسؤول الأممي: "رأينا منذ وقف إطلاق النار تدفقاً أكثر حرية ومباشراً للمساعدات، ولم نشهد أياً من أعمال النهب".

ويعد معبر كرم أبو سالم الذي يعتبر المعبر الرئيسي لإدخال البضائع والمواد الأساسية إلى قطاع غزة أحد العوامل السلبية التي تؤثر على أسعار السلع في القطاع، فهو المصدر الأساسي لاستيراد المواد الغذائية، والخضراوات، والحبوب، والوقود، ويمكن لأي خبر يتعلق بإغلاقه المساهمة في زيادة أسعارها بشكل سريع. والاثنين، قال نتنياهو عن المساعدات: "قررنا أمس الأول (السبت) وقف دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة". وتوعد حماس بأنها إذا لم تفرج عن الأسرى الإسرائيليين "فستكون العواقب لا يمكن تخيلها"، معلناً الاستعداد "بدعم من الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب، للمراحل التالية من المعركة". 

وأكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة في تصريحات لـ"العربي الجديد" أمس الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي أعاق تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عبر عرقلة دخول الشاحنات والمساعدات والبيوت المتنقلة، مشيراً إلى أنّ ما يردده الاحتلال بشأن وجود مساعدات ومخزون من البضائع يكفي لخمسة أشهر هي محض أكاذيب. وقال الثوابتة إنّ "هذا الادعاء محض تضليل وقلب للحقائق، ويهدف إلى تبرير الجريمة المستمرة بحق 2.4 مليون إنسان في غزة".

إسرائيل تهدد بقطع المياه والكهرباء عن غزة

في السياق، قال عومري دوستري، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن تل أبيب لا تستبعد قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة باعتباره وسيلة للضغط على حركة حماس. وأضاف دوستري في حديث لإذاعة "94 إف إم" المحلية: "كلما استمرت حماس في رفضها، فإن إسرائيل ستتمتع بنفوذ إضافي". 

وأوضح أن إسرائيل تنسق "بشكل كامل مع الولايات المتحدة، وتريد أن تعطي فرصة لإعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن أحياء". وتابع: "لدينا سلسلة من الإجراءات للضغط على حماس وفي الوقت نفسه نستعد عسكرياً للعودة إلى القتال، ونحن لا نستبعد إمكانية قطع المياه والكهرباء عن غزة". 

وأشار دوستري في حديثه إلى أن حماس "رفضت اقتراح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف"، المتعلق بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. والأحد، قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد غزة، تشمل قطع الكهرباء والمياه، وتنفيذ عمليات اغتيال، وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، واستئناف الحرب. 

وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأحد، وسط تحذيرات محلية وحقوقية من عودة الفلسطينيين إلى مربع المجاعة. وعند منتصف ليل السبت/ الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسمياً والتي استغرقت 42 يوماً، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب. ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.

بينما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع، ووقف الحرب بشكل كامل. وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 14 ألف مفقود.  

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وهو يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوماً، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الأولى، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة. وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها منذ منتصف 2006، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء. 

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون