الأسواق اليوم | الذهب يتجاوز 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه
استمع إلى الملخص
- تراجع اليورو والين أمام الدولار لليوم الثالث بسبب الاضطرابات السياسية في فرنسا وتوقعات زيادة الإنفاق الحكومي في اليابان، بينما ارتفع مؤشر الدولار مدعومًا بالطلب على الملاذات الآمنة.
- ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1% تقريبًا بفضل قرار أوبك+ بكبح زيادات الإنتاج، لكن المكاسب تبقى محدودة بسبب استقرار شحنات النفط الروسي وترقب بيانات المخزونات الأميركية.
حطّم الذهب مستوى 4000 دولار للأوقية (الأونصة)، اليوم الأربعاء، ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق، مدفوعاً بسعي المستثمرين إلى الملاذ الآمن في ظل الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة، إلى جانب توقع إقدام مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 4021.22 دولاراً للأوقية، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.5% إلى 4025 دولاراً للأوقية. ويعتبر الذهب عادة مخزناً للقيمة في أوقات عدم الاستقرار.
وتجاوز سعر الذهب عتبة الألفي دولار مرة في أغسطس/ آب 2020، في ذروة جائحة كورونا. بعد ذلك، تذبذب المعدن حول هذا السعر حتى عام 2024 حين ارتفع سعره فجأة إذ تخطى عتبة الـ2500 دولار في أغسطس 2024، ثم عتبة الـ3000 دولار في مارس/ آذار الماضي، قبل أن يصل إلى 3500 دولار في سبتمبر/ أيلول. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 52% منذ بداية العام 2025 بعد صعوده 27% في عام 2024.
أسباب ارتفاع سعر الذهب
وقال تاي وونغ وهو تاجر معادن مستقل "هناك الكثير من الثقة في هذه التجارة حالياً لدرجة أنّ السوق ستترقب الرقم الكبير التالي وهو 5000 مع ترجيح مواصلة مجلس الاحتياط الفيدرالي خفض أسعار الفائدة". وأضاف "ستكون هناك بعض العقبات في الطريق مثل هدنة دائمة في الشرق الأوسط أو أوكرانيا ولكن من المستبعد أن تتغير المحركات الأساسية للتجارة والديون الضخمة والمتنامية وتنويع الاحتياطيات وضعف الدولار على المدى المتوسط".
ورفع بنك غولدمان ساكس، أول من أمس الاثنين، توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 من 4300 دولار للأوقية إلى 4900 دولار، وأرجع هذا إلى تدفقات قوية من صناديق المؤشرات المتداولة الغربية وعمليات شراء البنوك المركزية. وأدت مجموعة من العوامل مثل زيادة مشتريات البنوك المركزية وتجدد الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب وتراجع الدولار وقوة الطلب من الأفراد إلى تعزيز صعود المعدن الأصفر.
ودخل الإغلاق الحكومي الأميركي يومه السابع أمس الثلاثاء. وأدى إلى تأجيل إصدار مؤشرات اقتصادية رئيسية، مما أجبر المستثمرين على الاعتماد على البيانات الثانوية غير الحكومية لتوقع توقيت ومدى خفض أسعار الفائدة. ويتوقع المستثمرون الآن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي هذا الشهر، وخفضاً إضافياً بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل.
وبالإضافة إلى ذلك، عززت الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان الطلب على المعدن الأصفر الذي يُعد ملاذاً آمناً. ويقول محللون إن "الخوف من تفويت الفرصة" يعزز الارتفاع أيضاً. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في "يو بي إس" "ما نراه الآن هو أن المستثمرين يشترون الذهب، على الرغم من ارتفاع السعر، مما يزيد من قوة تحركه". وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 48.03 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين 2.2% إلى 1653.21 دولاراً، وصعد البلاديوم 1.3% إلى 1355.32 دولاراً.
تراجع اليورو والين لليوم الثالث على التوالي أمام الدولار
وفي أسواق العملات، يتجه كل من اليورو والين نحو تسجيل خسائر يومية أمام الدولار لليوم الثالث على التوالي، تحت ضغط الاضطراب السياسي في فرنسا وتوقعات زيادة الإنفاق الحكومي لدعم الاقتصاد في اليابان. وانخفضت الأسهم وارتفع الدولار اليوم الأربعاء، في حين دفع الإغلاق الحكومي الأميركي المستمر أسعار الذهب في المعاملات الفورية إلى تجاوز مستوى 4000 دولار للأوقية (الأونصة) لأول مرة.
وتلقى الدولار بعض الدعم من الطلب على الملاذات الآمنة، حيث أشارت تقديرات موقع المراهنات بولي ماركت إلى أن احتمالات انتهاء الإغلاق الحكومي الأميركي خلال الأسبوع المقبل لا تتجاوز 26%. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، 0.30% إلى 98.91، وهو أعلى مستوى منذ الخامس من أغسطس /آب، وذلك بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذ تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين خلال أزمة الإغلاق.
وسجل اليورو أدنى مستوى في شهر ونصف الشهر عند 1.1607 دولار، وانخفض في أحدث التعاملات 0.38% إلى 1.1613 دولار. ووصل الدولار إلى 152.46 ينا، وهو أعلى مستوى أمام العملة اليابانية منذ منتصف فبراير/ شباط، وارتفع في أحدث التعاملات 0.35% إلى 152.40 ينا. وانخفض الدولار النيوزيلندي بما يصل إلى 1% إلى 0.5739 دولار. وبلغ سعر صرف اليوان في المعاملات الخارجية 7.1506 للدولار، مسجلاً انخفاضاً 0.1% مقارنة بالجلسة السابقة.
أسعار النفط تواصل الارتفاع
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% اليوم الأربعاء، وسط تخلص المستثمرين من مخاوف تخمة المعروض بعد استيعابهم لقرار تحالف أوبك+ بكبح زيادات الإنتاج في نوفمبر/ تشرين الثاني. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتاً، أو 0.96%، إلى 66.08 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 07.15 بتوقيت غرينتش. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 66 سنتاً أو 1.07% إلى 62.39 دولاراً.
واستقر الخامان القياسيان بشكل كبير عند التسوية في الجلسة السابقة مع تقييم المستثمرين المؤشرات على وفرة المعروض في مقابل زيادة أقل من المتوقعة في إنتاج تحالف أوبك+. وقال إمريل جميل، المحلل الكبير في أبحاث النفط بمجموعة بورصات لندن: "تشهد السوق حالة من الحيرة بشأن الأسعار، إذ يرى البعض أن وفرة المعروض احتمالية قائمة بينما يعتقد البعض الآخر أن وتيرة زيادة الإنتاج ستكون أبطأ من المتوقع".
وأضاف جميل أن الأسعار تُتداول حالياً عند مستويات مرتفعة، إذ يحتفظ بعض المتعاملين بمراكز شراء طويلة الأجل أو يراهنون على ارتفاع الأسعار، وذلك في ظل استمرار الجهود المبذولة لكبح تدفقات الخام الروسي. وقال محللو إيه.إن.زد اليوم الأربعاء: "إلى أن تظهر السوق الفعلية علامات على الضعف من خلال ارتفاع المخزونات، من المرجح ألا يأخذ المستثمرون في الحسبان تأثير زيادة الإنتاج". ومع ذلك، أكد المحللون أن مكاسب الأسعار محدودة مع انحسار المخاوف من تعطل الإمدادات الروسية، إذ استقرت شحنات النفط الخام بالقرب من أعلى مستوياتها في 16 شهراً على مدار الأسابيع الأربعة الماضية. ويترقب المستثمرون أيضا بيانات المخزونات الأميركية من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
(رويترز، العربي الجديد)