الأسواق البديلة تتعمق في لبنان: المازوت الإيراني بأسعار مخفضة

الأسواق البديلة تتعمق في لبنان: المازوت الإيراني بأسعار مخفضة والأولوية لأتباع "حزب الله"

21 سبتمبر 2021
طوابير السيارات تمتد أمام إحدى محطات الوقود (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلنت شركة "الأمانة" للمحروقات في لبنان أنه بناءً على قرار قيادة "حزب الله" ستبيع المازوت الإيراني من الآن وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الجاري بسعر 140 ألف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة (20 ليتراً).

ويأتي الإعلان من قبل الشركة المُدرَجة على لائحة العقوبات الأميركية بعدما "قررت وزارة الطاقة والمياه بيع المازوت بالدولار، وحددت سعر الصفيحة بسعر 10.98 دولارات في المنشآت، يُضاف إليها بدل النقل وأرباح الشركات، ما يجعل سعر الصفيحة الواحدة يراوح بين 180 ألفاً و187 ألف ليرة"، وفق ما جاء في بيان "الأمانة"، بزيادة تصل نسبتها إلى 33.6% على السعر الذي أعلنته الشركة.

وأكد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، عشية وصول قوافل الصهاريج إلى الأراضي اللبنانية، أن البيع سيكون بالليرة اللبنانية، والسعر سيكون أقل من السوق، بيد أنه لم يحدده في حينها.

أكد الأمين العام لـ"حزب الله"، عشية وصول قوافل الصهاريج إلى الأراضي اللبنانية، أن البيع سيكون بالليرة اللبنانية، والسعر سيكون أقل من السوق

وشدد مدير شركة "الأمانة" أسامة عليق، في حديث سابق مع "العربي الجديد" على أن بيع المازوت سيشمل الفئات التي حددها "حزب الله" والتي وضعها ضمن خانتين: الأولى، الهبة، والثانية البيع للمؤسسات والأفراد، حيث إن الهبة تشمل الجانب الإنساني مثل المستشفيات الحكومية، دور العجزة والمسنين، دور الأيتام، دور ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات المياه الرسمية الموجودة في المحافظات، أفواج الإطفاء في الدفاع المدني الرسمي والصليب الأحمر اللبناني وغيرها.

وأضاف عليق: "من جهة ثانية، سيُخصص البيع للمستشفيات الخاصة، معامل ومصانع الأدوية والأمصال والمطاحن، الاستهلاكيات والتعاونيات الغذائية التي تبيع مواد غذائية ولحوماً، ومصانع الأغذية والمعدات الزراعية، عدا عن البيع الفردي لمن يريد أن يشتري غالون مازوت استعداداً لموسم الشتاء".

لكن مصدراً مطلعاً أكد لـ"العربي الجديد" أن "المسجلين للحصول على المازوت الإيراني حتى الساعة هم بالدرجة الأولى من المحسوبين على حزب الله، سواء على صعيد المؤسسات بمختلف أنواعها، أو البلديات أو الاستهلاكيات والتعاونيات والأفراد وبعض الشخصيات السياسية الحليفة، في حين أن العدد الأكبر من المؤسسات الإنسانية منها، يخشى شراء المادة والتعامل بالتالي تجارياً مع الحزب تخوفاً من العقوبات الأميركية".

ولفت إلى أن "بعض المنظمات الأميركية التي تدعم مؤسسات لبنانية قامت بالتزامن مع وصول المازوت الإيراني بتقديم الدعم من محروقات لسدّ الحاجات، وبالتالي الحيلولة دون لجوء هذه المؤسسات إلى شركة الأمانة وحزب الله".

وضع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، شحنات الوقود الإيرانية التي أدخلها "حزب الله" إلى البلاد في إطار "انتهاك سيادة لبنان"

ووضع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، شحنات الوقود الإيرانية التي أدخلها "حزب الله" إلى البلاد في إطار "انتهاك سيادة لبنان"، وذلك وفق تصريحات أدلى بها لمحطة "سي أن أن" التلفزيونية.

وقال ميقاتي في معرض ردّه على المخاوف من عقوبات على لبنان بعد هذه العملية: "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان، ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".

فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "ما حدث كان عملاً تجارياً عادياً عبر بيع المحروقات لتجار لبنانيين، وإذا طلبت منا الحكومة اللبنانية أيضاً شراء الوقود، فنحن مستعدون لتوفيره"، بينما حذرت الخارجية الأميركية من أن استيراد النفط الإيراني سيعرّض لبنان للخطر.

وقررت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي في أولى خطواتها زيادة أسعار المحروقات ورفع الدعم نهائياً عن المازوت وتسعيره بالدولار، الأمر الذي توقف عنده خبراء اقتصاديون واعتبروه خطوة عشوائية، وكان الأجدى بالحكومة أن تبدأ برفع الدعم عن البنزين قبل المازوت الذي يعدّ بمثابة مادة حيوية أساسية ما سيساهم بالتالي في ارتفاع كبير للأسعار على مستوى مختلف القطاعات والسلع والبضائع وجميع الفواتير من ضمنها الاستشفائية.

وأصدرت وزارة الطاقة والمياه، يوم الجمعة الماضي، جدول تحديد سعر مبيع المحروقات، بحيث أصبح سعر صفيحة البنزين "98 أوكتان" 180 ألف ليرة مقابل 130.5 ألف ليرة وفق آخر تسعيرة في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، وبنزين "95 أوكتان" أضحى بـ 174.3 ألف ليرة، مقابل 126.4 ألف ليرة.

ولم تؤدِّ قرارات رفع الأسعار إلى حل الأزمة أو التخفيف من وطأتها، إذ فتحت معظم محطات الوقود أبوابها، يوم الاثنين، وسط تهافت المواطنين، بعدما سمحت المديرية العامة للنفط، اعتباراً من الجمعة الماضي، للشركات المستوردة للنفط بتسليم البنزين إلى المحطات بناءً على جدول الأسعار الجديد، وأدت طوابير السيارات الطويلة صباحاً إلى اختناق مروري في مختلف المناطق اللبنانية.

المساهمون