الأسواق الإسرائيلية تتكبد خسائر حادة وسط تصاعد التوترات مع إيران

13 يونيو 2025
الشيكل الإسرائيلي (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الأسواق الإسرائيلية تراجعًا كبيرًا بعد الهجوم على إيران، حيث انخفض مؤشر سوق تل أبيب بنسبة 3.64% وتراجع سعر صرف الشيكل بأكثر من 5% مقابل الدولار، نتيجة مخاوف المستثمرين من التوترات الجيوسياسية.

- أدت القرارات العسكرية الإسرائيلية إلى ذعر بين المواطنين، مما دفعهم لشراء السلع الأساسية بكميات كبيرة، وسط تحذيرات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الحرب ستكون طويلة.

- يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من ارتفاع التضخم إلى 3.6% في إبريل 2025 وتباطؤ النمو الاقتصادي إلى 0.9% في 2024، مع زيادة التسوق بنسبة 300% مما يثير مخاوف من نقص المعروض.

تكبدت الأسواق الإسرائيلية خسائر كبيرة، إذ خسر سوق تل أبيب نحو 3.64% في تداولات يوم الجمعة، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، مسجلًا نحو 5830 نقطة، بحسب وكالة "رويترز". كما تراجع سعر صرف الشيكل الإسرائيلي بنسبة تجاوزت 5% في تعاملات الجمعة، ليسجل 3.66 مقابل الدولار الأميركي، مقارنة بـ3.48 شواكل صباح الخميس، وفقًا لبيانات بنك إسرائيل، في أكبر هبوط يومي للعملة منذ إبريل/نيسان الماضي.

وقد عززت هذه التوترات مخاوف المستثمرين الأجانب من اتساع رقعة المواجهة، وهروب رؤوس الأموال قصيرة الأجل نحو عملات الملاذ الآمن، بحسب تقرير لصحيفة "غلوبس". ويُعد الشيكل من أكثر العملات تأثرًا بالمتغيرات السياسية. وكان الشيكل قد سجل أداءً قويًّا مطلع العام بفضل رفع أسعار الفائدة وثقة المستثمرين، قبل أن تتبخر تلك الثقة تدريجيًّا مع تصاعد التهديدات الأمنية وتفاقم العجز في الميزانية نتيجة الإنفاق العسكري.

وبسبب قرارات إسرائيل العسكرية بضرب المنشآت الإيرانية، انتشر الذعر في الداخل الإسرائيلي، وتهافت المواطنون على شراء المزيد من احتياجاتهم، تحسبًا لطول أمد الحرب التي قد لا تنتهي قريبًا، مع وعيد إيران بالرد الانتقامي، وتدخل الولايات المتحدة في الرد على تهديدات طهران.

وقد انتشر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" يُظهر تدافع العملاء في أحد متاجر "كارفور" بإسرائيل لشراء كميات كبيرة من المنتجات. وأفادت "كارفور" بزيادة ملحوظة في عدد المتسوقين صباح اليوم، مشيرة إلى تفريغ رفوف المتجر من الماء، والخبز، وأغذية الأطفال، ومنتجات النظافة، والبطاريات. جاء ذلك بعد تحذيرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الحرب مع إيران ستكون طويلة، مؤكدًا أن "الهدف من هذه العملية غير المسبوقة هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية".

وتأتي هذه الأزمات المتلاحقة في ظل معاناة الاقتصاد الإسرائيلي من ارتفاع التضخم، إذ بلغ معدل التضخم السنوي 3.6% في إبريل/نيسان 2025، مقارنة بـ3.3% في مارس/آذار. ارتفعت الأسعار بوتيرة أسرع في قطاعي النقل والاتصالات (2.3% مقابل 1.1% في مارس)، والخضراوات والفواكه (3.9% مقابل 2.4%). قابل ذلك جزئيًّا تباطؤ في التضخم في أسعار المواد الغذائية باستثناء الخضراوات والفواكه (4.7% مقابل 4.8%)، وانكماش أكبر في أسعار الملابس والأحذية (-2.6% مقابل -2.2%)، بحسب " ترايدينغ أكونومي".

وأبقى بنك إسرائيل على سعر الفائدة المرجعي ثابتًا عند 4.5% للاجتماع الحادي عشر على التوالي في 26 مايو/أيار 2025، تماشيًا مع توقعات السوق. وتباطأ النمو الاقتصادي الإسرائيلي إلى 0.9% في عام 2024، مقابل نمو قدره 1.8% في 2023، ويمثل هذا أضعف نمو منذ عام 2020، حين أثّرت الجائحة بشدة على الاقتصاد. ويُعزى هذا التباطؤ بشكل أساسي إلى الحرب الإسرائيلية على غزة. وارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 1.1% في إبريل/نيسان، وهي أعلى زيادة شهرية منذ يوليو/حزيران 2022. كما تجاوز هذا بشكل كبير توقعات السوق بارتفاع قدره 0.6%، وتسارع من زيادة قدرها 0.5% في مارس/آذار.

وتعرضت سلاسل البيع الكبرى في تل أبيب وباقي المدن لضغط هائل، فيما اصطفت طوابير طويلة من المتسوقين أمام المتاجر والمولات، وسط تقارير عن نفاد سريع للسلع الأساسية. ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، قدّر مراقبون أن وتيرة التسوق ارتفعت بنسبة 300%، حيث تركز الإقبال الكثيف على المواد الغذائية، والمياه، والمستلزمات الطبية، إلى جانب بطاريات الشحن والمولدات التي سجلت طلبًا قياسيًّا. 

ولم تصمد المخازن أمام هذا الإقبال المفاجئ، ما أثار مخاوف من نقص واسع في المعروض، في وقت يتصاعد فيه القلق من موجة تضخم مرتقبة بفعل ارتفاع الطلب وضعف الإمدادات. وتؤكد مشاهد الأسواق الإسرائيلية أن تأثير التوترات الجيوسياسية انتقل سريعًا إلى حياة الناس اليومية، وسط مخاوف من تصعيد أوسع.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون