الأسهم الأوروبية ترتفع مع مساعي ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا

13 فبراير 2025
بورصة باريس (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الأسواق الأوروبية ارتفاعًا في مؤشرات الأسهم بفضل تصريحات ترامب حول محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مما زاد من تفاؤل المستثمرين بأداء الشركات الأوروبية.
- تراجعت أسعار الطاقة بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ارتفاع الروبل بنسبة 3% واستفادة أسهم شركات الطيران والكيماويات وصناعة السيارات من هذا الانخفاض.
- تراجعت أسهم شركات الطاقة مثل "إكوينور" و"توتال إنرجيز"، بينما ارتفعت أسهم شركات البناء والبنية التحتية، مما يعكس تأثير انخفاض أسعار الطاقة على السوق.

ارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية اليوم الخميس، بينما تراجعت أسعار الطاقة، بعد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ المحادثات مع روسيا ستبدأ "على الفور" لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وشهد مؤشر داكس الألماني ارتفاعاً بنسبة 1.4%، بينما صعد مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.2% خلال التداولات الصباحية، حيث راهن المستثمرون على أنّ وقف إطلاق النار قد يعزز أداء الشركات الأوروبية بعد حرب استمرت ثلاث سنوات وأثرت على النمو في جميع أنحاء القارة.

وقال المحلل الاستراتيجي في بنك باركليز إيمانويل كو لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية: "لقد كانت هذه الحرب العامل الرئيسي الذي يثقل كاهل أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية... غادر العديد من المستثمرين عندما بدأت الحرب". وأضاف: "يمكن أن يجعل وقف إطلاق النار أوروبا قابلة للاستثمار مرة أخرى".

وحقق مؤشر ستوكس أوروبا 600 مكاسب بنسبة 0.7% ليسجل مستوى قياسياً جديداً، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.039 دولار، ما عزز مكاسبه التي بدأت بالتزامن مع تصريحات ترامب بعد ظهر الأربعاء. وأدى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022 إلى تفاقم موجة التضخم العالمية، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية والطاقة بشكل حاد، كما دفع الأسواق الغربية إلى الانخفاض بسبب المخاوف من اضطرابات سلاسل التوريد.

وانخفض خام برنت، المعيار العالمي، بنسبة 1.1% ليصل إلى 74.32 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.5% إلى 70.47 دولاراً للبرميل. وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي التي ارتفعت بشدة مع بداية الحرب وحققت زيادة تقارب 120% خلال العام الماضي، كما واصل سعر الغاز "TTF" المعياري خسائره ليتراجع بنسبة 9% خلال التداولات.

وفي حال عادت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية عبر أوكرانيا إلى مستوياتها ما قبل الحرب، فقد تنخفض أسعار الغاز بنسبة تصل إلى 50% عن مستواها الحالي، وفقاً لتقديرات بنك غولدمان ساكس. واستفادت الأصول الروسية أيضاً من هذه التطورات، حيث ارتفع الروبل بنسبة 3% ليصل إلى 91.2 مقابل الدولار.

وحقق صندوق جي بي مورغان للأوراق المالية في الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهو صندوق استثماري يتابع أسهماً روسية وأموالاً مجمّدة في حساب بموسكو، مكاسب تجاوزت 23% في بورصة لندن. ويجرى تداول الصندوق حالياً بعلاوة تزيد على 200% مقارنة بأصوله، رغم أن إدارته لم تنسب أي قيمة تقريبًا لحيازاتها الروسية منذ الغزو.

وارتفعت أسهم شركات الطيران والكيماويات وصناعة السيارات التي قد تستفيد من انخفاض أسعار الطاقة، حيث سجلت أسهم شركة "ويز إير" ارتفاعاً بنسبة 5.2%، بينما ارتفعت أسهم "لوفتهانزا" بنسبة 3.6% وصعدت أسهم "ستيلانتس" لصناعة السيارات بنسبة 5.3%. كما ارتفعت أسهم "باسف"، أكبر مجموعة كيماويات في العالم، بنسبة 4.7%.

وفي المقابل، تراجعت أسهم شركات الطاقة التي حققت أرباحاً كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز، حيث هبطت أسهم شركة "إكوينور"، أكبر منتج للغاز في أوروبا، بنسبة 1.7%، بينما انخفضت أسهم "توتال إنرجيز" بنسبة 0.7%. وتراجع مؤشر "فوتسي 100" في لندن، الذي يضم بين أكبر مكوناته شركتي النفط "بي بي" و"شل"، بنسبة 0.6%.

وارتفعت أسهم شركات البناء والبنية التحتية التي من المحتمل أن تساهم في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، إذ صعدت أسهم مجموعة "لوغراند" الصناعية الفرنسية بنسبة 6.4%، بينما ارتفعت أسهم شركة أرسيلور ميتال لإنتاج الصلب بنسبة 2.6%. وقال دانيال موريس، كبير استراتيجيي السوق في إدارة الأصول في بنك "بي إن بي باريبا"، إن التأثير الأوسع لانخفاض أسعار الطاقة وتقليل حالة عدم اليقين سيكون إيجابياً على الأسهم الأوروبية.

وتُمدد مكاسب اليوم الخميس الاتجاه الصعودي في أسواق الأسهم الأوروبية هذا العام، الذي يغذيه ما بدأ في الظهور من تراجع ترامب عن فرض الرسوم الجمركية التي هدد بها قبل وصوله إلى البيت الأبيض وبعده، فيما زادت من تفاؤل المستثمرين توقعات خفض أسعار الفائدة في منطقة اليورو مقارنة بالولايات المتحدة، وآمال بإنهاء الحرب في أوكرانيا. 

المساهمون