الأسهم الأميركية لم تعد الهدف الأوحد للمستثمرين

19 فبراير 2025
هل وصلت الأسهم الأميركية لذروتها/ نيويورك/ 18 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في عام 2025، تراجعت الثقة في "الاستثنائية الأميركية" في سوق الأسهم، حيث أظهر استطلاع بنك أوف أميركا تفضيل 34% من مديري الصناديق للأسهم العالمية، مع تدفقات نقدية كبيرة إلى صناديق الأسهم الأوروبية وارتفاع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي.

- تباينت التوقعات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأوروبا، مع توقع تباطؤ النمو في الولايات المتحدة إلى 2.2%، بينما يتوقع نمو في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، مما جذب المستثمرين نحو الأسواق الأجنبية.

- أشار توم بيكر من بلاك روك إلى تضخم تقييمات السوق الأميركية، مما جعل العائد المحتمل أكثر جاذبية في الأسواق الأجنبية، مع انخفاض نسبة النقدية بين الأصول إلى أدنى مستوى منذ 15 عامًا.

كان أحد أكثر التوقعات شيوعًا في وول ستريت لعام 2025 هو استمرار "الاستثنائية الأميركية" في سوق الأسهم الأميركية والسندات، إلا أنه بعد أقل من شهرين من بداية العام، تراجعت الثقة بهذا التوجه، فقد بدأت التوقعات البديلة التي طُرحت في ديسمبر/ كانون الأول، والتي مالت لتفضيل الأسهم العالمية على الأسهم الأميركية، بالتحقق.

وفي استطلاع بنك أوف أميركا لمديري الصناديق في فبراير/ شباط، أشار 34% من المديرين إلى أن الأسهم العالمية ستكون الفئة الرائدة من الأصول هذا العام، تلاها الذهب بنسبة 22%. وفي الوقت ذاته، تراجعت الأسهم الأميركية إلى المرتبة الثالثة، حيث رأى 18% فقط أنها ستقود السوق مجددًا هذا العام، مقارنة بنسبة 27% في يناير/ كانون الثاني.

وكتب مايكل هارنيت، كبير استراتيجيي بنك أوف أميركا، في مذكرة للعملاء، أن هذا التحول يعكس "التراجع عن ذروة قناعة المستثمرين باستثنائية سوق الأسهم الأميركية". وتُظهر تحركات السوق الأخيرة هذا التوجه بوضوح، إذ شهدت صناديق الأسهم الأوروبية تدفقات نقدية هي الأعلى منذ عامين، وفقًا لدويتشه بنك. ومنذ بداية العام، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بأكثر من 10%، متفوقًا على مكاسب مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأميركي، التي بلغت نحو 4% فقط.

وأشار الاستراتيجيون إلى عدة أسباب لهذا التباين، عبّر أغلبها عن ظروف السوق المتغيرة في الولايات المتحدة كما تتعلق بانتعاش الأسواق الأوروبية. وكان من أبرز هذه الأسباب تراجع التفاؤل بشأن تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي خلال 2025، حيث لم يعد المستثمرون يتوقعون سوى خفض واحد هذا العام. وأوضح فريق متخصصي الاستثمار في الدخل الثابت لدى قسم إدارة الأصول بالبنك السويسري العملاق يو بي إس UBS، في تقريرهم الأخير، أن هذه التوقعات تختلف عن نظيراتها في بنك إنكلترا والبنك المركزي الأوروبي، حيث لا يزال هناك تفاؤل أكبر بشأن تخفيضات الفائدة.

وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات أمس الثلاثاء على ارتفاع، ليسجل مؤشرها الرئيسي أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث واصلت أسهم شركات السلاح تحقيق مكاسب مدفوعة بتوقعات بزيادة الإنفاق الوطني في دول القارة العجوز. وأغلق مؤشر ستوكس 600 مرتفعًا بنسبة 0.32% عند 557.17 نقطة، في أحدث مستوى قياسي يسجله هذا الشهر.

ويأتي هذا في وقت تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيرتفع في عام 2025 مقارنة بالعام السابق في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو. وفي المقابل، تشير التوقعات الحالية إلى أن الاقتصاد الأميركي سينمو بمعدل سنوي يبلغ 2.2% في 2025، منخفضًا عن معدل 2.8% المسجل في 2024.

وعلاوة على ذلك، أظهرت بعض التطورات الاقتصادية الأخيرة، مثل تقرير مبيعات التجزئة الأميركية الضعيف في يناير، أن الربع الأول قد يشهد تباطؤًا اقتصاديًا أكثر مما كان متوقعًا. وفي هذا السياق، قال كريس واتلينغ، الخبير الاقتصادي العالمي وكبير استراتيجيي السوق في شركة التحليل الاقتصادي واستشارات الاستثمار Longview Economics، في لقاء مع موقع ياهو فاينانس: "هناك بعض المشكلات المرتبطة بالنمو في الولايات المتحدة مقارنة بالتوقعات".

وأشار واتلينغ إلى أن الأهم ليس المستوى المطلق للنمو، بل الاتجاه العام للتغيرات. ففي الأسواق، يتركز اهتمام المستثمرين على أماكن تتزايد فيها التوقعات أو تتراجع. ولهذا السبب، ينجذب المستثمرون إلى الأسواق التي تشهد تحسنًا في معدلات النمو خارج الولايات المتحدة. وتزداد جاذبية هذه الأسواق عند الأخذ في الاعتبار أن المستثمرين بدأوا العام بمراهنة قوية على "الاستثنائية الأميركية"، ما أدى إلى رفع تقييمات الأسهم الأميركية إلى مستويات نادرة تاريخيًا.

وفي هذا الصدد، صرح توم بيكر، المدير الرئيسي لمحفظة الفرص التكتيكية في عملاق بنوك الاستثمار بلاك روك، قائلًا: "نعتمد بشكل كبير على تقييمات السوق وكيفية تموضع المستثمرين، وقد بدت بعض المؤشرات التي راقبناها في نهاية العام الماضي متضخمة بعض الشيء في الولايات المتحدة".

وبالنسبة لبيكر والعديد من المستثمرين الآخرين، فإن هذا يعني أن العائد المحتمل بالنسبة للمخاطر كان أكثر جاذبية في "الأسواق الأجنبية غير المحبوبة". ويمكن تطبيق الفكرة ذاتها على بعض القطاعات الأفضل أداءً في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 هذا العام، مثل قطاعي المواد والطاقة، اللذين كانا من بين الأسوأ أداءً في العام الماضي.

كما أظهر استطلاع بنك أوف أميركا أن نسبة النقدية بين الأصول التي يمتلكها المستثمرون وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 15 عامًا، ما يشير إلى أن القليل منهم مازال يخطط للخروج من السوق. وبدلاً من ذلك، يرى المستثمرون ببساطة أن هناك احتمالية أكبر لتحقيق عوائد أعلى خارج نطاق مجموعة الأسهم التقنية الكبرى التي كانت محور الاهتمام طوال العامين الماضيين.

المساهمون