استمع إلى الملخص
- تأثرت الأسواق العالمية بالتعريفات، حيث تراجعت الأسواق الأوروبية والعملات المشفرة، بينما ارتفع مؤشر ICE للدولار الأميركي وسعر خام غرب تكساس الوسيط. ردت كندا والمكسيك والصين بإجراءات انتقامية أو شكاوى لمنظمة التجارة العالمية.
- قاد قطاع السيارات الأميركي التراجع في الأسواق، مع انخفاض أسهم شركات مثل جنرال موتورز وفورد، بينما سجلت شركات الصلب مكاسب. تأتي هذه التوترات وسط تقارير أرباح وبيانات اقتصادية رئيسية، مما يزيد الضغوط على الأسواق.
سجلت الأسهم الأميركية تراجعات حادة في تعاملات الدقائق الأولى من أول أيام عمل الشهر الثاني من العام، بعدما فرض الرئيس دونالد ترامب تعريفات جمركية على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من أن تؤدي حرب تجارية شاملة إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، وإعادة إشعال التضخم، وإبطاء الاقتصاد. وبعد دقائق معدودة من بداية تعاملات الأسهم الأميركية في جلسة الاثنين، خسر مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 580 نقطة، أو نحو 1.3% من قيمته، كما تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز بنسبة 1.5%، وانخفض مؤشر ناسداك-100 بنسبة 1.9%. أيضاً تراجع مؤشر راسل 2000، الذي يقيس أداء الشركات الصغيرة، بنسبة 1% تقريباً، وارتفع مؤشر تقلبات السوق Cboe، المعروف بمقياس الخوف في وول ستريت، لفترة وجيزة فوق 22 قبل أن يستقر حول مستوى 20.
وانعكس أثر التعريفات الجمركية الجديدة عالميًا في موجة من العزوف عن المخاطر، حيث تراجعت الأسواق الأوروبية الرئيسية، لينخفض مؤشر داكس الألماني بنحو 2%، كما تراجع سعر العملة المشفرة بيتكوين إلى أقل من 94 ألف دولار بعدما كان فوق 102,000 دولار قبل عطلة نهاية الأسبوع، قبل أن يتعافى قليلاً باتجاه مستوى 96 ألف دولار، بينما فقدت عملة الإيثريوم 11%. وقفز مؤشر ICE للدولار الأميركي، الذي يقيس أداء الدولار مقابل عدة عملات، بنحو 1%، كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2%، وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات في أميركا الشمالية نتيجة للتعريفات الجديدة.
وفرض الرئيس دونالد ترامب يوم السبت تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى تعريفات بنسبة 10% على الواردات القادمة من الصين، بينما خُفضت الرسوم على واردات الطاقة من كندا إلى 10%. وردت كندا بفرض تعريفات جمركية انتقامية خاصة بها، فيما أعلنت المكسيك أنها ستدرس فرض تعريفات على الواردات الأميركية. أما الحكومة الصينية، فقد أعلنت أنها ستقدم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وأشار ترامب أيضًا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أنه سيتم فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي قريبًا.
وكتب دومينيك ويلسون من غولدمان ساكس في مذكرة يوم الأحد: "على الرغم من أن التأثير المباشر على النمو الأميركي من التعريفات الجمركية المعلنة لا يزال محدودًا، فإن الخطر يكمن في أن هذه التحولات السياسية تعزز المخاوف بشأن سياسات التجارة المستقبلية والانتقام المحتمل، ما قد يضر بأسعار الأسهم الأميركية". وأضاف: "قد تؤدي هذه الإجراءات أيضًا إلى اهتزاز ثقة سوق الأسهم الأميركية في أن الإدارة الأميركية الجديدة لن تتبنى سياسات قد تدفع بالنمو نحو الانخفاض أو تؤدي إلى ارتفاع التضخم".
وقاد قطاع السيارات الأميركي التراجع، حيث انخفضت أسهم جنرال موتورز بنسبة 7%، بينما تراجعت أسهم فورد بنسبة 4% في تعاملات الدقائق الأولى من جلسة يوم الاثنين. كما انخفضت أسهم موردي قطع الغيار، مثل Aptiv وAvery Dennison، بنسبة 5% و2% على التوالي، بينما تراجعت أسهم شركة Cummins المصنعة للمحركات بنسبة 3%.
وهبطت أسهم Constellation Brands، وهي شركة مستوردة رئيسية للمشروبات الكحولية من المكسيك، بنسبة 5%. كما فقدت أسهم شركة Chipotle، التي تستورد الأفوكادو من المكسيك، 3% من قيمتها. وانخفضت أسهم شركة نايكي، مصنعة الملابس والأحذية الرياضية، بنسبة 2%، بينما تراجعت أسهم Lululemon، وهي شركة أخرى لصناعة الملابس، بنسبة 3%. ومن بين القطاعات القليلة التي سجلت مكاسب، كانت شركات الصلب، حيث ارتفعت أسهم Nucor بنسبة 2%، وقفزت أسهم Steel Dynamics بنسبة 4% تقريبًا في تعاملات الدقائق الأولى.
قال توبين ماركوس، رئيس قسم السياسات الأميركية في شركة الأبحاث Wolfe Research، في مذكرة صدرت يوم الاثنين: "قد تحتاج الأسواق الآن إلى التعامل مع أجندة ترامب التجارية حرفيًا بدلاً من مجرد أخذها على محمل الجد". وأضاف: "إذا بدأ هذا المستوى الجديد من الجدية ينعكس فجأة في السوق، فقد يكون الأسبوع صعبًا بالنسبة للأسواق".
وتأتي هذه التوترات التجارية في وقت يواجه المستثمرون فترة مزدحمة بتقارير أرباح الربع الرابع وبيانات اقتصادية رئيسية عن سوق العمل هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن تعلن أكثر من 120 شركة في مؤشر ستاندرد أند بورز عن نتائج أعمالها خلال الربع الأخير من 2024، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ألفابيت وأمازون وبلانتير، بالإضافة إلى عمالقة الاستهلاك مثل والت ديزني ومونديليز. كما سيتم نشر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يناير/كانون الثاني يوم الجمعة، حيث يتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت آراءهم شركة داو جونز إضافة 175 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي.
وشهدت الأسواق تقلبات خلال الأسابيع القليلة الأولى من عام 2025، حيث واجه المستثمرون سيلًا من الأخبار المرتبطة بالإدارة الجديدة في البيت الأبيض، إلى جانب بوادر ضعف في موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التي قادت السوق الصاعدة. وأنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت جلسة يوم الجمعة على انخفاض، لكن المستثمرين اختتموا الشهر الأول من العام بمكاسب إجمالية. وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7% خلال يناير، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 1.6%. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد تفوق في أدائه على المؤشرات الأخرى خلال الفترة، مرتفعًا بنسبة 4.7%.