استمع إلى الملخص
- ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث قفز سهم إنفيديا بنسبة 4.3% وسهم تسلا بنسبة 7.5% بعد تصريحات إيلون ماسك.
- تأثرت أسعار السلع مثل النفط والذهب بتصريحات ترامب، حيث انخفضت بعد تراجعه عن تهديداته، مع توقعات جيه.بي مورغان بارتفاع أسعار الذهب مستقبلاً.
فقدت الأسهم الأميركية نحو نصف مكاسبها الصباحية مع قرب ختام تعاملات الأربعاء. وجاء ارتفاع الأسهم ضمن موجة صعود الأسواق العالمية عقب تصريحات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عدم تفكيره في إقالة رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) جيروم باول، وتفكيره في خفض الرسوم الجمركية على الصين، وهي التصريحات التي وجدها المستثمرون مشجعة.
وتراجعت مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في بورصة الأسهم الأميركية اليوم، إلى 1.8% مقابل مكاسب بلغت 2.9% خلال التعاملات الصباحية بعد المكاسب الكبيرة التي حققها أمس، متجاوزاً خسائر الاثنين الماضي. في الوقت نفسه، تراجعت مكاسب مؤشر داو جونز الصناعي إلى 462 نقطة، أي بنسبة 1.2% مقابل ارتفاعه بواقع 967 نقطة، أي بنسبة 2.5% بحلول الساعة التاسعة و35 دقيقة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فيما تراجعت مكاسب ناسداك المجمع من 3.7% في الصباح إلى 2.9% قبل ختام التعاملات بساعة تقريباً.
وجاءت مكاسب وول ستريت اليوم في أعقاب ارتفاعات قوية للأسهم في معظم أنحاء أوروبا وآسيا. كذلك تأتي هذه المكاسب في إطار موجة التقلبات الحادة صعوداً وهبوطاً في الأسواق المالية، حيث يواجه المستثمرون صعوبة في التعامل مع حالة عدم اليقين الكبيرة بشأن ما سيفعله ترامب بسياساته الاقتصادية. ولا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضاً بنحو 12% عن مستواه القياسي الذي سجله في وقت سابق من هذا العام، بعد أن انخفض لفترة وجيزة بنحو 20% عن مستواه القياسي.
ويعود ارتفاع السوق في الآونة الأخيرة جزئياً إلى تصريح ترامب مساء الثلاثاء بأنه "لا ينوي" إقالة رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي". وكان ترامب قد انتقد بشدة جيروم باول، رئيس المجلس، ووصفه بأنه "خاسر كبير"، بسبب تردد المجلس في خفض أسعار الفائدة. وفي حين أن خفض أسعار الفائدة قد يُنعش الاقتصاد الأميركي، فإنه قد يُسبب أيضاً ضغوطاً تصاعدية على التضخم. ويرى الاقتصاديون أنّ من المرجح أن تدفع رسوم ترامب الجمركية الاقتصاد إلى التباطؤ والتضخم إلى الارتفاع ولو لفترة وجيزة.
ووفقاً لوكالة أسوشييتد برس، ارتفع سهم إنفيديا للرقائق الإلكترونية من بين الأسهم الأميركية بنسبة 4.3% لتعوض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الأسبوع الماضي عندما أعلنت الولايات المتحدة اعتزامها تشديد القيود على تصدير رقائق إتش 20 التي تنتجها الشركة إلى الصين، وهو ما قالت الشركة إنها ستكبدها خسائر بنحو 5.5 مليارات دولار. كذلك ساهمت أسهم أخرى في منظومة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قيادة هذا الاتجاه الصعودي للسوق. قفزت أسهم شركة فيرتيف هولدينغز بنسبة 9.5% بعد أن أعلنت تحقيق أرباح وإيرادات أقوى للربع الأخير مما توقعه المحللون. وقالت إنها لا تزال تشهد طلبًا متسارعًا من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وارتفع سهم شركة سوبر ميكرو كمبيوتر التي تنتج الخوادم المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، بنسبة 8.8% وارتفع سهم بالانتير تكنولوجيز التي تُقدّم منصة ذكاء اصطناعي للعملاء، بنسبة 8%. كذلك ارتفع سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا بنسبة 7.5% بعد أن صرّح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن اعتزامه تخصيص جزء أكبر من وقته للشركة بعد التراجع الكبير في أرباحها خلال الربع الأول من العام الماضي.
وفيما تراجع سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 1.32 دولار أو 1.96% لتبلغ عند التسوية 66.12 دولاراً يوم الأربعاء، انخفضت أسعار الذهب بعدما تراجع ترامب عن تهديداته بإقالة جيروم باول، وأبدى تفاؤله حيال إبرام اتفاق تجاري مع الصين، ما أثر سلباً بجاذبية المعدن الأصفر الذي يُعَدّ ملاذاً آمناً. وبحلول الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش، نزل سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 1.9% إلى 3318.71 دولار، بحسب رويترز. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.7% إلى 3328.1 دولاراً.
وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا، كلفن وونغ، إن التلميح إلى مفاوضات بين الولايات المتحدة والصين وتراجع ترامب عن تهديده بإقالة باول تسببا في هبوط أسعار الذهب، علماً أن قوة الدولار تجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة إلى المشترين من حائزي العملات الأخرى. وعبّر ترامب أيضاً عن تفاؤله بأن التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين قد يؤدي إلى خفض "كبير" للرسوم الجمركية على السلع الصينية، ملمحاً إلى أن الاتفاق النهائي لن يكون "قريباً على الإطلاق" من معدلات الرسوم الجمركية الحالية.
وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إنه يعتقد أن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين سينحسر، لكن المفاوضات مع بكين لم تبدأ بعد، وستكون "مضنية"، فيما ذكر رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في مينيسوتا، نيل كاشكاري، أن من السابق لأوانه معرفة مدى الحاجة إلى تعديل تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل بسبب الرسوم الجمركية وتأثيرها المتوقع في التضخم والاقتصاد.
وسجل الذهب، الذي يعتبر وسيلة للتحوط في حالة الضبابية العالمية والتضخم، أمس الثلاثاء، مستوى قياسياً مرتفعاً جديداً، هو الثامن والعشرون لهذا العام، إذ صعد إلى 3500 دولار للمرة الأولى. وقال جيه.بي مورغان إنه يتوقع أن تتجاوز أسعار الذهب حاجز 4000 دولار للأوقية العام المقبل.