استمع إلى الملخص
- الشراكة والاستدامة: يعتمد المشروع على نموذج BOT بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يتولى ائتلاف ميريديام وسويز مسؤولية التنفيذ لمدة 26 عامًا، مع التركيز على استخدام الطاقة المتجددة.
- البنية التحتية والتقنيات المستخدمة: يشمل المشروع إنشاء محطة تحلية متطورة تعتمد على تقنية التناضح العكسي ونظام نقل يمتد 450 كيلومترًا إلى عمان.
وقعت الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة المياه والري اليوم الأحد، عقد مشروع تحلية ونقل المياه العقبة -عمان، والمعروف باسم مشروع الناقل الوطني للمياه مع تحالف مستثمرين تقوده شركتا ميريديام وسويز، بحضور رئيس الوزراء جعفر حسان. ويهدف المشروع إلى تحلية 300 مليون متر مكعب من مياه البحر سنويًا من خليج العقبة وإيجاد حلول مستدامة لنقص المياه.
وتبلغ الحاجة السنوية للأردن من المياه نحو 1.4 مليار متر مكعب لكل الاستخدامات. ويتوفر منها نحو 950 مليون متر مكعب، بينما يقدّر العجز المائي بنحو 400 مليون متر مكعب، وبلغت حصة الفرد سنوياً بحسب أرقام العام الماضي نحو 60 متراً مكعباً سنوياً للاستخدامات كلها، في وقت يبلغ خط الفقر المائي العالمي 500 متر مكعب.
وبيّن وزير المياه والري رائد أبو السعود أن المشروع يحرز تقدما ملموسا بهذه الخطوة، كونه ضمن برنامج أولويات العمل الاقتصادية الحكومية بالشراكة مع القطاع الخاص خاصة في ما يتعلق باستكمال الإجراءات الفنية وصلاحيات الجهات المختلفة لسرعة تنفيذ المشروع، ليصار إلى البدء بالإجراءات المتعلقة بالغلق المالي وذلك بالشراكة مع جميع الجهات المعنية والبدء بالإجراءات العملية الفنية والهندسية لتصميم وإنشاء مرافق المشروع.
وأوضح أبو السعود في تصريحات إعلامية على هامش التوقيع، أن مشروع الناقل الوطني مبادرة وطنية ستضم واحدة من أكبر محطات التحلية على مستوى العالم ويعد أكبر مشروع للبنية التحتية يتم بناؤه في الأردن على الإطلاق وفي المنطقة، حيث سيشمل هذا المشروع نظاما متطورا لمنظومة سحب مياه البحر على شاطئ خليج العقبة، وإقامة منشأة تحلية متطورة تعتمد على تكنولوجيا تقنية التناضح العكسي، وهي عملية تقنية لتنقية ومعالجة مياه البحر وتحويل المياه المالحة إلى مياه صالحة للشرب.
وأشار إلى أن نظام نقل المياه يمتد لمسافة 450 كيلومترًا تقريبا للوصول إلى عمان، بالإضافة إلى محطات ضخ ذات سعة عالية ومكونات للطاقة المتجددة. ولفت إلى أن هذا المشروع الوطني يعد من المشاريع المستدامة لتمكين الأردن من تنفيذ خططه الوطنية في تأمين 300 مليون م3/سنويا من المياه من المياه المحلاة من خليج العقبة على البحر الأحمر لنقلها إلى جميع مناطق المملكة كخيار وطني أردني لتأمين كميات مياه إضافية مستدامة.
وسيعتمد المشروع بشكل جزئي على الطاقة المتجددة تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للطاقة الهادفة إلى توليد 31% من الكهرباء من مصادر طاقة متجددة بحلول العام 2030 لمواجهة العجز المائي الذي تشهده المملكة وتأمينها لتغطية احتياجات الشرب خلال العقدين المقبلين. وأوضح أبو السعود أنه بالاعتماد على الخبرات السابقة والمتراكمة في تحسين منظومة قطاع المياه وتوفير كميات مياه إضافية من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، فقد تبنت وزارة المياه والري نموذج عقد بناء-تشغيل-نقل(بوت BOT) لمشروع الناقل الوطني بموجب هذه الاتفاقية.
و"سيتولى ائتلاف شركتي ميريديام وسويز مسؤولية تمويل وتصميم وبناء وتشغيل وصيانة النظام على مدى فترة الامتياز التي تشمل مرحلة البناء و26 عامًا من التشغيل، وعند انتهاء فترة الامتياز ستعود ملكية المشروع إلى وزارة المياه والري بالكامل كمقدرات وطنية أردنية"، بحسب الوزير.
ومن المتوقع أن يوفر مشروع الناقل الوطني الذي قدرت كلفته بحوالي 3 مليارات دولار من قبل الوزارة، عند بدء عملياته 300 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب سنويًا، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات قرابة 4 ملايين مواطن، حيث يعد تنفيذ هذا المشروع الحيوي إحدى المبادرات المستدامة الهادفة إلى تقليل الضغط على الموارد المائية الجوفية والسطحية في الأردن، مما يسهم في إعادة تغذية الأحواض المائية المستنزفة بشكل طبيعي وضمان توفير مياه موثوق بها للمواطنين في معظم المناطق.
وقال وزير المياه والري رائد أبو السعود في تصريحات سابقة، إن "الأردن أصبح أفقر بلد في العالم على صعيد الوضع المائي".