الأثرياء الهاربون من قيود كورونا يُنعشون عقارات دبي

الأثرياء الهاربون من قيود كورونا يُنعشون عقارات دبي

30 مايو 2021
بدأ السوق بالتعافي لكنه لم يعد بعد إلى مستوى مبيعات 2014 (Getty)
+ الخط -

يخرج سوق العقارات في دبي من أزمة استمرت ست سنوات على أيدي مستثمرين دوليين أثرياء هربوا من إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا في بلادهم ليقودوا في الإمارة الخليجية عمليات شراء بمبالغ ضخمة لوحدات سكنية فارهة.
وتُعتبر الفيلات الفاخرة من أكثر الوحدات استقطاباً للزبائن في السوق العقاري أخيراً في دبي، حيث يبحث المشترون الأوروبيون بشكل خاص عن وحدات سكنية في جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية، فضلاً عن العقارات الواقعة في ملاعب الغولف.
ويقول المدير المسؤول في شركة "بروبرتي مونيتور" الاستشارية، زان زوتشينكي، إن سوق العقارات في دبي الذي شهد تراجعاً منذ عام 2014، دخل في سبات مع انتشار فيروس كورونا العام الماضي وإغلاق دبي لأبوابها، لكن "بعد ذلك مباشرة، بعد فترة الإغلاق، بدأنا نشهد زيادة في حجم المعاملات، ولم تتوقف منذ ذلك الحين"، بحسب زوتشينكي.

سياحة وسفر
التحديثات الحية

وتابع: "نحن نشهد الآن مكاسب قياسية على أساس شهري وعلى أساس حجم المعاملات"، مضيفاً أن "الهاربين من الإغلاقات في دول أخرى، أعتقد أنّنا نرى الكثير منهم هنا"، مشيراً إلى إغراءات أخرى، مثل قرار السماح بتملك الأجانب للشركات بشكل كامل دون الحاجة إلى شريك محلي.
وأعاد تدفّق الزوار إحياء السياحة التي كانت لفترة طويلة الدعامة الأساسية لاقتصاد دبي غير المعتمد على النفط، فساعد على التعافي والعودة إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 في نيسان/إبريل الماضي، وفقاً لمجموعة "آي أتش أس ماركيت" الاستشارية.
وقال الخبير الاقتصادي في المجموعة ديفيد أوين: "سجّلت شركات السفر والسياحة أكبر انتعاش ملحوظ في الأداء وسط آمال متزايدة بارتفاع النشاط السياحي في وقت لاحق من العام الحالي، مدعوماً بالتوزيع السريع للقاح".
فتح الأبواب
بعد سنوات من السبات وتلاشي أسهم قطاع العقارات، تبرز أخيراً الزيادة الملحوظة في بيع وشراء العقارات الفاخرة التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين درهم (2,7 مليون دولار)، مع توقيع 90 صفقة في نيسان/ إبريل، مقارنة بنحو 350-400 على أساس سنوي، وفقاً لشركة "بروبرتي مونيتور".
وبيع قصر في جزيرة النخلة مقابل 111,25 مليون درهم، وهو أعلى سعر جرى التوصل إليه منذ سنوات في المنطقة التي تضم 16 "سعفة" تصطف على جانبيها البيوت والسيارات الفارهة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك بريك" العقارية، ماثيو بات، إن "الناس ينظرون الآن إلى دبي ويقولون: سأنقل مقري إلى هنا. يمكنني العمل من دبي، وفي الوقت نفسه أدير الأعمال في أوروبا أو أميركا الشمالية أو آسيا"، مضيفاً: "أعتقد أن ما فعله كوفيد-19 في النهاية، هو أنّه فتح أبوابنا أمام بقية العالم."

طريق طويل للتعافي
لكن في سوق متقلّب جنى الكثير من الثروات ثم خسرها، هناك توتر بشأن إمكانية استمرار الارتفاعات المفاجئة الأخيرة.

فقد ازدادت مبيعات العقارات التي تجاوزت 10 ملايين درهم بنسبة 6,7 في المئة في نيسان/ إبريل مقارنة بالشهر السابق، وبيعَت 81 فيلا في النخلة في نيسان/ إبريل وحده، مقارنة بـ54 في 2020 بأكمله، وفقاً لشركة "بروبرتي مونيتور".
وحتى مع المكاسب الملحوظة، لا يزال القطاع بعيداً عن أعلى مستوياته في عام 2014، وسط تراجع مستمر في سوق الشقق السكنية.
ومع ذلك، قالت شركة الخدمات المالية "مورغان ستانلي" في تقرير حديث إنّ من غير المرجّح أن يتوقف هذا الارتفاع قريباً، مشيرة إلى أن "الطلب القوي وبلوغ نمو المعروض ذروته يمكن أن يؤديا إلى سوق أكثر صلابة على مدى السنوات العديدة المقبلة".
وأرجعت الفضل إلى "موجة الإصلاحات الحكومية على مدى الـ 12 شهراً الماضية، ومعدلات الرهن العقاري الجذابة، والتحول في أنماط الطلب بسبب كوفيد-19".
(فرانس برس)

المساهمون