اقتصاديون: جمارك ترامب قد تهز سوق الأسهم وتضر بالاقتصاد الأميركي

02 فبراير 2025
الرئيس ترامب يتحدث للإعلام في البيت الأبيض، 30 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذر اقتصاديون من تأثير جمارك ترامب الجديدة على الاقتصاد الأميركي، حيث قد تؤدي إلى انخفاض الناتج الاقتصادي بنسبة 2.1% وزيادة التضخم بنسبة 0.7 نقطة مئوية، مما يضغط على القطاع الخاص ويؤثر على زخم النمو.
- انقسمت الآراء في الكونغرس حول هذه الخطوة؛ الجمهوريون يرونها وسيلة للضغط على كندا والمكسيك والصين، بينما يعتبرها الديمقراطيون تضخمية وتضر بالعلاقات الدولية وتزيد التكاليف على المستهلكين.
- تشكل كندا والمكسيك والصين 40% من واردات الولايات المتحدة، مما يضع المزارعين في مواجهة انتقام محتمل، وقد تؤدي التعريفات إلى حرب تجارية في أميركا الشمالية.

حذر اقتصاديون، اليوم الأحد، من أن جمارك ترامب الجديدة قد تضر بالاقتصاد الأميركي، وتهز سوق الأسهم، وتحبط رغبة الرئيس الأميركي في قيام بنك الاحتياط الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، وفق تقرير في صحيفة "بوليتيكو". ووفق الصحيفة، قال كبير الاقتصاديين في EY-Parthenon، أحد أقسام شركة المحاسبة Ernst & Young، غريغوري داكو، إن الجمع بين التعريفة الجمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا والتعريفة الجمركية بنسبة 10% على السلع الصينية يمكن أن يتسبب في انخفاض الناتج الاقتصادي الأميركي بنسبة 1.5% في عام 2025 و2.1% في عام 2026، حيث سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري.

وتوقع أيضاً أن يرتفع التضخم بنسبة 0.7 نقطة مئوية في الربع الأول، مقارنة بما سيكون عليه من دون تعريفات ترامب الجديدة، وأن يرتفع في المتوسط ​​بنسبة 0.4 نقطة مئوية على مدار العام. وقال داكو: "إن تزايد حالة عدم اليقين في السياسة التجارية سيزيد من تقلبات الأسواق المالية ويضغط على القطاع الخاص، على الرغم من خطاب الإدارة المؤيد للأعمال التجارية". وتابع: "إذا أدت التعريفات الجمركية إلى ارتفاع توقعات التضخم، فقد يشعر بنك الاحتياط الفيدرالي بالضغط لإبقاء أسعار الفائدة مقيدة مدةً أطول، ما يؤدي إلى تشديد الظروف المالية والضغط على زخم النمو".

وانقسم رد الفعل الفوري في الكونغرس على أساس حزبي، فقد أشاد الجمهوريون بهذه الخطوة باعتبارها علامة على تصميم ترامب على تأمين حدود أميركا والضغط على الدول الثلاث لمعالجة مخاوف الولايات المتحدة بشأن الممارسات التجارية غير العادلة. وقال رئيس مجلس النواب جيسون سميث: "إن الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين تبعث برسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن بينما تفشل الدول الأخرى في وقف تدفق المخدرات غير المشروعة والمهاجرين إلى بلادنا".

وقال في بيان: "على رأس هذه الأزمات، يواصل جيراننا استغلال العمال والمصنعين والمزارعين الأميركيين، بما في ذلك رفض كندا السماح بالوصول الحقيقي إلى سوق الألبان لديها والحواجز غير المبررة التي تفرضها المكسيك أمام الذرة الأميركية". لكن النائب ريتشارد نيل، كبير الديمقراطيين في لجنة السبل والوسائل بمجلس النواب، انتقد بشدة تصرفات ترامب ووصفها بأنها تضخمية وتضر بالأمن القومي من خلال تعريض العلاقات مع كندا والمكسيك للخطر، وقال: "كل وعد قدمه الرئيس خلال الحملة الانتخابية بشأن خفض التكاليف وخفض التضخم ووضع الطبقة العاملة والمتوسطة في المقام الأول كان كذبة". وأضاف أن "هذه التعريفات المتهورة تتطلب مطرقة ثقيلة حيث يكون المشرط ضرورياً، وسيدفع الشعب الأميركي الثمن".

وشكلت كندا والمكسيك والصين مجتمعة ما قيمته 1.3 تريليون دولار من واردات الولايات المتحدة في العام الماضي، أو حوالي 40% من 3.2 تريليونات دولار من السلع التي اشترتها الشركات الأميركية والمستهلكون من جميع أنحاء العالم. وتعد هذه الدول أيضًا أكبر ثلاث أسواق للصادرات الزراعية الأميركية، ما يضع المزارعين الأميركيين على خط المواجهة للانتقام المتوقع.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرسوم الجمركية الإضافية على البضائع الكندية والمكسيكية ستبلغ 25%، على الرغم من أنها ستفرض 10% فقط على الطاقة الكندية. وستكون الرسوم الجمركية الجديدة على البضائع الصينية أيضاً 10%، كما قال ترامب منذ مدة. ويقول التقرير إن هذه الخطوة تمهد الطريق لحرب تجارية محتملة في أميركا الشمالية يقول الاقتصاديون إنها قد تضر بالنمو الاقتصادي في القارة وتزيد التضخم. وقال البيت الأبيض إن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، لكن البضائع التي ستشحن قبل يوم السبت لن تواجه الضريبة الأعلى.

ووفق التقرير، فقد أدرج ترامب بعض الأحكام في اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، مثل الأحكام الصارمة المتعلقة بمحتوى السيارات، التي كان يأمل أن تؤدي إلى القضاء على العجز التجاري الأميركي الكبير مع كلا البلدين. وبدلاً من ذلك، من المتوقع أن تظهر أرقام التجارة المقرر نشرها يوم الأربعاء المقبل أن العجز المشترك مع البلدين بلغ حوالي 230 مليار دولار في عام 2024، أي حوالي ثلاثة أضعاف المستوى في عام 2016، قبل أن يتولى ترامب منصبه ويجبر البلدين على إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا). وسعت كندا والمكسيك والصين في الأشهر الأخيرة إلى إظهار أنها تتخذ إجراءات صارمة ضد الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر الحدود إلى الولايات المتحدة.

وأكد ترامب يوم الجمعة أن الرسوم الجمركية قادمة، وقال للصحافيين إنه لا يعتقد أنها ستعزز الأسعار. وتابع ترامب: "التعريفات الجمركية لا تسبب التضخم. إنها تسبب النجاح. تسبب نجاحاً كبيراً. لذلك سنحقق نجاحاً كبيراً. قد يكون هناك بعض الاضطراب المؤقت قصير الأمد، وسيتفهم الناس ذلك".

وفرض ترامب الرسوم الجمركية بموجب قانون القوى الاقتصادية الطارئة الدولية، وهو قانون مضى عليه ما يقرب من 50 عاماً ويمنح الرئيس سلطة كاسحة لفرض عقوبات بعد إعلان حالة الطوارئ. ولم يستخدم أي رئيس من قبل القانون لفرض رسوم جمركية، على الرغم من أن ترامب هدد باستخدامه ضد المكسيك في فترة ولايته الأولى، ومؤخرًا ضد كولومبيا عندما رفضت قبول طائرة محملة بالمهاجرين الذين رحّلتهم الولايات المتحدة.

المساهمون