استمع إلى الملخص
- تتطلع شركات خليجية أخرى، مثل موانئ أبو ظبي وشركة مصدر، إلى جمع مليارات الدولارات من خلال إصدار سندات، بما في ذلك السندات الخضراء، رغم تحديات السوق وارتفاع تكاليف الاقتراض.
- تلعب البنوك السعودية دوراً محورياً في تمويل مشروعات كبرى مثل نيوم، مع توقعات بنمو ائتمان القطاع المصرفي بنسبة 12% إلى 14% بحلول 2025، مما يوسع فجوة الودائع.
تعمل مؤسّسات خليجية، منها صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي تبلغ أصوله المدارة 925 مليار دولار، على إصدار مجموعة من السندات إذ تغامر بخوض أسواق الدين رغم الاضطرابات في الآونة الأخيرة بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية. وتعصف تقلبات بالأسواق منذ أن أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة في الثاني من إبريل/ نيسان، حتى بعد أن تراجع عن معظمها، في حين يجد المستثمرون صعوبة في تحديد اتجاه سياساته.
وقال مصدران إنّ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة، يسعى إلى جمع ما بين 1.5 مليار وملياري دولار من خلال إصدار صكوك في الأسابيع المقبلة. وجمع الصندوق بالفعل 11 مليار دولار هذا العام، ويأتي هذا المسعى في وقت تتزايد فيه الضغوط على المملكة لجمع ديون أو خفض الإنفاق بعد انخفاض أسعار النفط، ما يهدّد بخسارة عشرات المليارات من الدولارات.
وقالت زينة رزق الرئيسة المشاركة لإدارة أصول الدخل الثابت لدى أموال "كابيتال بارتنرز"، لوكالة رويترز "في الشرق الأوسط، مصدر القلق الرئيسي هو أسعار النفط، لكن العوامل الأساسية للشركات والحكومات قوية للغاية وتتزايد احتياطياتها وكل شيء يسير على ما يرام"، وقال المصدران للوكالة ذاتها إنّ شركة موانئ أبو ظبي تتطلع إلى جمع ملياري دولار في الأسابيع المقبلة، وفي الوقت نفسه، قال أحد المصدرَين إن شركة مصدر للطاقة المتجددة تهدف إلى جمع مليار دولار من سندات خضراء، وهو ما أكده مصدر ثالث، غير أنّ المصدرين أضافا أن الخطط لم تستكمل بعد.
وقالت مصادر إنه "رغم أننا لا نعلّق على تكهنات السوق، فقد أعلنا نيتنا إطلاق إصدارات عدّة للسندات الخضراء لتمويل المشروعات العالمية الجديدة ضمن خطتنا الطموحة، وسيتوقف ذلك على ظروف السوق"، وأحجم صندوق الاستثمارات العامة عن التعليق، بينما لم يتسنّ لوكالة رويترز الحصول على تعليق بعد من موانئ أبو ظبي.
الاضطراب في سوق السندات
اتجهت الشركات المملوكة للدولة في السعودية والإمارات إلى أسواق الدين في السنوات القليلة الماضية؛ لتمويل فورة في صفقات الاستحواذ في الخارج تأتي في إطار خطط حكومية تستهدف ريادة الشركات الوطنية وتنويع موارد الاقتصادات، غير أنّ الاضطراب في سوق السندات في الآونة الأخيرة يرفع تكاليف الاقتراض، وقالت رزق إنّها ليست قلقة ما دامت الأسواق تحافظ على استقرارها نسبياً كما كان الحال الأسبوع الماضي.
وأضافت "هناك إقبال"، مضيفة أنّ إصدار بنك المشرق في دبي صكوكاً بقيمة 500 مليون دولار الأسبوع الماضي كان مؤشراً جيداً، وذكرت المصادر أن البنك السعودي الفرنسي يستهدف أيضاً جمع تمويل من خلال إصدار سندات بعائد أعلى من السندات القياسية هذا الأسبوع. وكان البنك الأهلي السعودي قد جمع 750 مليون دولار من سندات دولارية أصدرها في تايوان في مارس/ آذار، ولم يتسنّ بعد الحصول على تعليق من البنك الأهلي السعودي.
تلعب البنوك في السعودية دوراً محورياً في تمويل مشروعات عملاقة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر، التي تتطلب مجتمعة تمويلاً بمئات المليارات من الدولارات. وتتوقع وكالة فيتش نمو ائتمان القطاع المصرفي السعودي بنسبة تتراوح بين 12% و14% في 2025، مع استمرار نمو الإقراض في تجاوز الودائع، ما يزيد من اتساع فجوة الودائع التي كان من المتوقع أن تبلغ 0.3 تريليون ريال (79.96 مليار دولار) في 2024.
(رويترز، العربي الجديد)