استعدادات مصرية لإدخال المساعدات إلى غزة... ومخاوف من عدم جاهزية معبر رفح

17 يناير 2025
شاحنات مساعدات عند معبر رفح، أمس الخميس، تنتظر العبور إلى غزة (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية: رحب المصريون بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع استعدادهم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، محملة بالمواد الغذائية والطبية والمياه والمساكن الجاهزة.

- التحديات الأمنية والعرقلة الإسرائيلية: تواجه الجهود المصرية تحديات بسبب التصعيد الإسرائيلي المستمر، حيث تستهدف القوات الإسرائيلية معبر رفح، مما يعرقل سرعة عودة العمل بالمعابر، مع تأكيد على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق.

- الوضع الحالي للمساعدات والمعابر: تتكدس المساعدات في رفح والعريش بانتظار فتح المعابر، مع توقف دخول المساعدات منذ مايو 2024، مما فاقم الأزمات في غزة، وسط مطالبات بفتح المعابر ودعم المقاومة الفلسطينية.

بين ترحيب بقرار وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، ومخاوف أمنية وشكوك في جدية إسرائيل بالتزامها بتنفيذ الاتفاق، يقف المصريون على أهبة الاستعداد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المنكوبين والمحاصرين داخل قطاع غزة منذ نحو 15 شهرا، تحت قصف وحشي، أسقط أكثر من 46 ألف شهيد وأصاب عشرات الآلاف وشرد 2.2 مليون فلسطيني.

أشارت قناة "القاهرة" الإخبارية الرسمية، نقلا عن بيان رئاسي إلى أن مصر ستعمل على تسيير القوافل الإنسانية، لإعادة الحياة الإنسانية إلى مسارها الطبيعي داخل القطاع، مؤكدة أنه سيجري استئناف مرور الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية والمياه ومعدات الطواقم الطبية والبيوت الجاهزة "كرافانات" لتسكين الأسر المشردة، عبر معبر رفح، بما يضمن بقاء الفلسطينيين داخل أراضيهم بالإضافة إلى تسهيل عبور الأفراد بين غزة وسيناء، وذلك فور تنفيذ وقف إطلاق النار، مع الساعات الأولى من يوم الأحد 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.

من جانبه، قال مدير الهلال الأحمر المصري بالعريش خالد هلال، لــ"العربي الجديد" إن أطقم الدعم الطبي وقوافل الإغاثة الإنسانية، جاهزة للعودة إلى ممارسة أعمالها في إنقاذ المصابين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على غزة، وإدخال شحنات المساعدات المخزنة على الحدود، فور تلقي إشارة بدء العمل من مؤسسة الرئاسة.

مساعدات مكدسة من مختلف الدول

وتتكدس في كل من رفح والعريش (شمال شرق سيناء) آلاف أطنان المساعدات بعد أن استقبل مطار العريش مساعدات من عشرات الدول العربية والأجنبية وأكثر من 14 منظمة إقليمية ودولية عبارة عن مواد غذائية ومياه ومستلزمات معيشية وأجهزة طبية.
وكان قطاع غزة يستقبل نحو 500 شاحنة على الأقل يوميا من معبر رفح قبل الحرب الإسرائيلية، ثم توقفت المساعدات تماماً الأمر الذي فاقم الأزمات المعيشية والغذائية لسكان القطاع.

وشهدت المناطق المتاخمة للحدود بين رفح المصرية والفلسطينية تشوين كميات هائلة من المنتجات الغذائية التي فسدت في فترات سابقة، وألقيت على جانبي الطرق، مع مغادرة الشاحنات التي انتظرت أسابيع لدخولها إلى القطاع دون جدوى.
ورغم إغلاق معبر رفح يتواصل وصول المساعدات إلى الحدود وكان آخرها في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي حيث وصلت 65 شاحنة تحت رعاية الأمم المتحدة ودخلت عبر معبر كرم أبو سالم. وما زالت عشرات آلاف الأطنان من المساعدات التي وصلت من دول عربية وأجنبية ومنظمات إغاثية مركونة عند الحدود في انتظار انفراج أزمة معبر رفح.

الاحتلال يعطل عودة المعابر

تؤكد البرلمانية السابقة عن محافظة شمال سيناء سهام جبريل، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال الساعات الأخيرة، قبيل تنفيذ اتفاق إطلاق النار، بارتكاب المزيد من المجازر البشرية والقصف المتعمد للخيام والمباني بالمنطقة الحدودية، مستهدفا معبر رفح، بالإضافة إلى ما تتولاه الطائرات الحربية من تدمير لمدن خان يونس ومثلث فيلاديلفيا، محاولة تعميق الجراح الفلسطينية، ووضع العراقيل أمام سرعة عودة العمل بالمعابر، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجاعة والحصار الذي أطبقه منذ 15 شهرا.
أكدت جبريل لـ "العربي الجديد" جاهزية قوافل وزارة الصحة والهلال الأحمر، لاستقبال الحالات الطبية العاجلة، التي ستبدأ الدخول عبر معبر رفح فور وقف إطلاق النار، مع دعم أماكن إيواء النازحين من المصابين ومرافقيهم.
تشير جبريل إلى حالة الترقب الشديد، من قبل أهالي سيناء، لما يحدث على الحدود من اعتداءات إسرائيلية غير مطمئنة، مشيرة إلى اهتمام الدولة والشعب، بإنهاء حالة الحرب التي شكلت أزمة نفسية لأبناء سيناء، الذين يأملون بإحلال السلام على وجه السرعة، بما يوقف استنزاف أهلنا في غزة، قائلا: لقد كنا شهودا على دور إسرائيل في وقف الإمدادات والمساعدات الإنسانية التي حاولت السلطات إدخالها إلى غزة عبر معبر رفح، وانتظار قوافل الحافلات بالأيام، وهي محملة بالأغذية والمواد الطبية، ولم تسمح قوات الاحتلال بمرورها.

تبين "جبريل ضرورة إلزام إسرائيل، بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بدون اختراقات ولا تجاوزات، لضمان تهدئة الأوضاع، وتشغيل المعابر، مشيرة إلى وجود استعدادات مصرية لإدخال كافة مواد الإغاثة الإنسانية وتسهيل استقبال ونقل المعونات الدولية فورا، إلى داخل القطاع، وتجهيز فرق طبية ومراكز إسعافات للعمل بين رفح المصرية والعريش، مقدمةً لباقي المراكز الطبية المتخصصة في استقبال حالات الطوارئ.

وذكر شهود عيان على الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية، أن القوات الإسرائيلية صعدت من هجماتها، الجوية والضرب بالمدفعية الثقيلة، على مناطق خانيونس ومحور (فيلادلفي) ومعبر رفح منذ الساعات الأولى أمس الخميس، مستهدفة مزيدا من المجازر وتدمير منطقة المعبر، واستغلال الساعات الأخيرة، لعرقلة تهدئة الأوضاع الأمنية، بما لا يسمح بتسيير القوافل الغذاء والمياه والدواء، وإعادة الحياة للفلسطينيين على وجه السرعة.

تدمير بنية معبر رفح

تشير المصادر إلى مخاوفها من عدم جاهزية منطقة المعابر للعمل بسرعة، وفقا لما يتوقعه المسؤولون في ظل تدمير البنية الأساسية كاملة بمعبر رفح، والتي يفترض أن تبدأ أعمالها بنقل مصابي الحرب بعد موافقة مصر والطرف الإسرائيلي ومرور 600 قافلة، تحمل على متنها أغذية ومواد إغاثة متعددة الأغراض بالإضافة إلى 50 شاحنة وقود ومياه، التي ستجرى وفقا لبرتوكول المساعدات الإنسانية، تحت إشراف الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة.

أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منذ 25 مايو/ أيار 2024، والتي تراجعت من متوسط 150 شاحنة إلى نحو 30 شاحنة، سمحت قوات الاحتلال بدخولها عبر معبر كرم أبو سالم، الواقع تحت السيطرة لإسرائيل، بعد تدمير واحتلال معبر رفح الرابط بين غزة والأراضي المصرية مباشرة.

طالبت الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم عددا من الأحزاب والقوى الشعبية، بسرعة فتح المعابر أمام حركة السلع والبشر دون قيود، فور انسحاب الاحتلال من المعابر، وكافة أراضي القطاع، مع تأكيد السيادة المصرية الكاملة على الشريط الحدودي مع غزة والالتزام الثابت بدعم المقاومة الفلسطينية ورفض أي مشاريع تطبيع أو مخططات شرق أوسطية تتنافى مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية. أعلنت الحركة في بيان صحافي ترحيبها بما تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وعودة الأهالي ووصول المساعدات وتبادل الأسرى، برعاية قطرية مصرية أميركية.

المساهمون