ارتفاع مبيعات سيارات فولكسفاغن الكهربائية في أوروبا بأكثر من 75%

10 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 09:48 (توقيت القدس)
مصنع فولكسفاغن في ألمانيا، 7 مارس 2025 (سان غالوب/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حققت فولكسفاغن زيادة بنسبة 75% في مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مستحوذة على 27% من الحصة السوقية، رغم انتهاء برامج الدعم الحكومي.
- تواجه الشركة تحديات في الصين بسبب المنافسة من الشركات المحلية منخفضة الأسعار، وفي الولايات المتحدة بسبب سياسات الرسوم الجمركية التي تؤثر على واردات السيارات.
- تسعى فولكسفاغن للحفاظ على ريادتها في سوق السيارات الكهربائية وسط ضغوط تنظيمية وبيئية متزايدة، مع تحديات في إعادة التوازن الاستراتيجي بين الأسواق العالمية.

تواصل شركة فولكسفاغن الألمانية العملاقة للسيارات تحقيق تقدم كبير في مبيعات السيارات الكهربائية الخالصة داخل أوروبا، إذ سجلت الشركة زيادة تتجاوز 75% في عدد السيارات الكهربائية التي سلمتها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وبحسب البيانات، فقد بلغت مبيعات فولكسفاغن من السيارات الكهربائية الخالصة في أوروبا خلال الفترة نفسها من العام الماضي – التي اتسمت بالضعف – نحو 293  ألفًا و300 سيارة. ومن المنتظر أن تعلن الشركة في مقرها بمدينة فولفسبورغ الألمانية لاحقًا اليوم الجمعة عن إجمالي أرقام التوريد على مستوى المجموعة.

واستحوذت فولكسفاغن أخيرًا على نحو 27% من الحصة السوقية لقطاع السيارات الكهربائية في أوروبا، متقدمة بذلك على منافسيها الرئيسيين. وفي غرب أوروبا، شكلت السيارات الكهربائية الخالصة نحو 20% من تسليمات الشركة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول الماضي، مقارنة بـ12% فقط خلال الفترة نفسها من العام السابق.

كما شهدت الشركة ارتفاعًا في الطلب العام على السيارات الكهربائية في غرب أوروبا بنسبة تقارب الثلثين مقارنة بالعام الماضي. ويأتي ذلك رغم انتهاء برامج الدعم الحكومية في ألمانيا ودول أوروبية أخرى عام 2024، ما أدى إلى تراجع المبيعات لفترة مؤقتة. وفي المقابل، ارتفعت الطلبات الإجمالية – بما في ذلك السيارات التقليدية التي تعمل بالمحروقات والهجينة – لدى فولكسفاغن والشركات التابعة لها في السوق المحلية بنسبة تقارب الخُمس خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025. ويتوقع خبراء أن تُظهر نتائج الربع الثالث تراجعًا في وتيرة النمو، مع استقرار إجمالي عمليات التسليم عند نحو 2.2 مليون سيارة.

وتأتي هذه الزيادة القوية في مبيعات فولكسفاغن ضمن تحولات أوسع تشهدها صناعة السيارات الأوروبية نحو التحول الكهربائي، وسط ضغوط تنظيمية وبيئية متزايدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بحلول نهاية العقد الحالي. وتحاول الشركة الألمانية تعزيز موقعها في سوق يتسم بالمنافسة الحادة وارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة بعد تراجع الحوافز الحكومية التي كانت تدعم مبيعات السيارات الكهربائية في كبرى الأسواق الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا.

في المقابل، تواجه فولكسفاغن تحديات قوية في الصين، حيث تهيمن الشركات المحلية منخفضة الأسعار على السوق، مثل BYD وNio، التي تقدم طرازات كهربائية بأسعار تنافسية. أما في الولايات المتحدة، فتواجه الشركة اضطرابات في السوق بسبب سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أثرت على واردات السيارات الأجنبية وخلقت حالة من عدم اليقين في القطاع.

تؤكد الأرقام أن فولكسفاغن ما زالت لاعبًا رئيسيًا في سوق السيارات الكهربائية الأوروبية، لكنها تقف أمام مرحلة دقيقة من إعادة التوازن الاستراتيجي بين الأسواق العالمية. فبينما تحقق الشركة نجاحات متسارعة في أوروبا، تواجه في المقابل ضغوطًا تنافسية وتنظيمية في آسيا وأميركا. وتبدو المرحلة المقبلة حاسمة لتحديد قدرة فولكسفاغن على الحفاظ على ريادتها في ظل التحول العالمي المتسارع نحو النقل المستدام وتغير خريطة الطلب في سوق السيارات.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون