ارتفاع النفط بفضل إعفاءات أميركية محتملة من الرسوم على السيارات

15 ابريل 2025
انتعاش واردات النفط في الصين ساهم برفع الأسعار، تشينغتشو في 2 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفعت أسعار النفط مدعومة بإعفاءات جمركية محتملة من الرئيس الأميركي وزيادة واردات الصين من النفط الخام، مما أدى إلى ارتفاع طفيف في العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% و0.5% على التوالي.
- قررت أوبك+ زيادة الإنتاج تدريجياً اعتباراً من الشهر الحالي، مع اجتماع مرتقب في مايو لمناقشة تأثير الصراع التجاري العالمي على قرار زيادة الإنتاج، بينما خفضت بنوك مثل يو.بي.إس توقعاتها لأسعار النفط.
- تلقت أسعار النفط دعماً من زيادة واردات الصين والنفط الإيراني، بينما انخفض إنتاج كازاخستان بنسبة 3%، وتخطط المفوضية الأوروبية للتخلص من واردات النفط والغاز الروسية بحلول 2027.

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، مدعومة بإعفاءات جديدة محتملة من الرسوم الجمركية تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وانتعاش واردات النفط الخام الصينية تحسبا لانخفاض الإمدادات الإيرانية. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 25 سنتا، أي ما يعادل 0.4%، إلى 65.13 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 28 سنتا، أو ما يعادل 0.5%، إلى 61.81 دولارا.

وقالت محللة السوق المستقلة تينا تينج إن ترامب "منح إعفاءات من الرسوم الجمركية على الإلكترونيات، وأشار إلى تخفيف للرسوم الجمركية على السيارات، وكلاهما ينظر إليه باعتباره تراجعاً عن الرسوم الجمركية على الواردات التي أُعلن عنها سابقاً، وهو ما يتيح متنفساً للأصول المنطوية على مخاطر، مثل النفط". وأضافت "مع ذلك، فإن ارتفاع الأسهم والسلع الأولية شديدة التأثر بالنمو محل شك، نظرا لعدم إمكانية التنبؤ بسياسته".

وفي أحدث تطورات حرب تجارية متوترة، قال ترامب إنه يدرس تعديل الرسوم الجمركية البالغة 25% المفروضة على واردات السيارات وقطع غيارها من المكسيك وكندا ودول أخرى. وأدت السياسات التجارية الأميركية المتذبذبة إلى حالة من عدم اليقين في أسواق النفط العالمية، ودفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أمس الاثنين، إلى خفض توقعاتها للطلب لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول. وتوقعت أوبك في تقريرها الشهري ارتفاع الطلب العالمي على النفط 1.30 مليون برميل يوميا في 2025 و1.28 مليون برميل يوميا في 2026، بانخفاض 150 ألف برميل يومياً عن تقديرات الشهر الماضي لكلا العامين.

وقررت أوبك التي تضم 12 دولة مصدرة للنفط بقيادة السعودية، وحلفاءها في تجمع أوبك+ بقيادة روسيا، زيادة الإنتاج تدريجيا اعتبارا من الشهر الحالي، بهدف استعادة مستويات الإنتاج التي كانت قائمة قبل أكثر من عامين. ومن المقرر أن يعقد تجمع أوبك+ اجتماعا في نهاية مايو/أيار المقبل لمناقشة مصير قرار زيادة الإنتاج تدريجيا في ضوء الصراع التجاري العالمي الناجم عن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على مجموعة واسعة من الواردات.

ويتوقع غولدمان ساكس أن يسجل خام برنت 63 دولارا للبرميل في المتوسط، في حين سيسجل خام غرب تكساس الوسيط 59 دولارا للبرميل على مدى بقية العام الحالي، مع توقع أن يسجل خام برنت 58 دولارا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 55 دولاراً للبرميل في 2026. وخفض بنك يو.بي.إس توقعاته لسعر خام برنت 12 دولارا للبرميل ليصل إلى 68 دولاراً للبرميل. في الوقت نفسه، يتوقع البنك أن يتداول خام غرب تكساس الوسيط عند 64 دولارا للبرميل.

وأعلنت إدارة ترامب، يوم الجمعة، أنها ستمنح استثناءات من الرسوم الجمركية على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض السلع الإلكترونية الأخرى، ومعظمها مستورد من الصين. وقد دفع ذلك كلا الخامين القياسيين للنفط إلى تسجيل ارتفاع طفيف عند الإغلاق أمس الاثنين. وقال ترامب، يوم الأحد، إنه سيعلن خلال الأسبوع المقبل عن معدل الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة. وأظهرت إفصاحات السجل الاتحادي، الجريدة الرسمية للحكومة، أمس، أن الإدارة بدأت في أول إبريل/نيسان تحقيقا في واردات أشباه الموصلات توطئة لفرض رسوم عليها.

وقال محللو آي.إن.جي في مذكرة، اليوم الثلاثاء، إن "السوق تستوعب التطورات المتسارعة في السياسة على صعيد الرسوم الجمركية، وتوازن بينها وبين المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران". وأضافوا "من الواضح أن السوق أكثر تركيزا على الرسوم الجمركية وتأثيرها على الطلب على النفط".

وقال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، يوم الجمعة، إن بلاده قد توقف صادرات النفط الإيرانية في إطار خطة ترامب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي. كما تلقت الأسعار دعما من بيانات أمس، أظهرت ارتفاع واردات الصين من النفط الخام في مارس/آذار بنحو خمسة بالمائة مقارنة بالعام السابق، مع زيادة مشترياتها من النفط الإيراني تحسبا لتشديد العقوبات الأميركية.

وقالت كازاخستان، وهي من أكبر عشرة منتجين للنفط، أمس الاثنين، إن إنتاجها النفطي انخفض ثلاثة بالمائة في الأسبوعين الأولين من إبريل/نيسان عن متوسط ​​مارس/آذار، مؤكدة بذلك تقريرا لوكالة رويترز، على الرغم من أن إنتاجها مع ذلك لا يزال فوق حصتها في أوبك+، التجمع الذي يضم أوبك وحلفاء بقيادة روسيا. 

وتتمتع روسيا، التي تُمثل نحو 10% من إنتاج النفط الخام العالمي، بنفوذ سوقي كبير. فهي مورد رئيسي للهند والصين، وعضو أساسي في تجمع أوبك+ للدول المصدرة للنفط. وأعلنت المفوضية الأوروبية، أمس الاثنين، أنها ستعلن عن استراتيجية أكثر تفصيلا للتخلص تدريجيا من واردات النفط والغاز الروسية الشهر المقبل، وذلك بعد تأجيل الخطة مرتين. وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بالتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027 رداً على غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022، إلا أن المفوضية أرجأت نشر "خريطة الطريق" الخاصة بها لكيفية القيام بذلك. وكان من المقرر في البداية نشر الخطة الشهر الماضي. وأظهر جدول أعمال نشر أمس، أن المفوضية ستنشر خريطة الطريق في السادس من مايو/أيار.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون