ارتفاع التضخم في تركيا يطرح أسئلة بشأن مسار خفض أسعار الفائدة

03 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 13:52 (توقيت القدس)
محافظ البنك المركزي التركي فاتح كاراهان، أنقرة 9 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفع معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 33.29% في سبتمبر، مع زيادة ملحوظة في أسعار الغذاء والسكن، مما أثار خيبة أمل المحللين بعد تراجع استمر 16 شهرًا.
- خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي إلى 40.5% في سبتمبر، مما أثار قلق المحللين بشأن فقدان المصداقية، مع توقعات بمزيد من الحذر في السياسة النقدية.
- توقعات بارتفاع التضخم إلى أكثر من 30% بنهاية العام، مما قد يدفع البنك المركزي إلى تعديل مسار أسعار الفائدة، مع استهداف معدل تضخم سنوي عند 24%.

سجّلت معدلات التضخم في تركيا ارتفاعا طفيفا في أيلول/سبتمبر لتصل إلى 33.29% على أساس سنوي، مقارنة بـ32.95% في آب/أغسطس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بحسب أرقام رسمية صادرة الجمعة. ويرى محللون أن عودة شبح التضخم وإن كان بمعدل طفيف يعتبر "مخيبا للآمال" بعدما استمر في تراجع لمدة 16 شهرا.

وبحسب معهد الإحصاء التركي (تويك)، ارتفعت الأسعار على أساس شهري بنسبة 3.23% في أيلول/سبتمبر، مع زيادة ملحوظة بلغت 8.6% في أسعار المواد الغذائية و7.85% في تكاليف السكن. وعلى مدى الأشهر الـ12 الأخيرة، ارتفعت أسعار الغذاء 36% والسكن 51% والتعليم 66%.

وقال تيم آش المتخصص في أسواق الدول الناشئة في لندن، إن "الأسعار المعروضة، والأسعار الأساسية، وأسعار الإنتاج جميعها خيّبت الآمال في سبتمبر"، معتبرا أن السبب يعود إلى "الخفض المبكر والجذري"، على حد وصفه، لأسعار الفائدة من جانب المصرف المركزي التركي. وكان المصرف خفّض سعر الفائدة الرئيسي في أيلول/سبتمبر من 43% إلى 40,5%، بعد خفض بمقدار ثلاث نقاط في تموز/يوليو. ورأى آش أن المصرف "فقد جزءا من المصداقية التي أعاد بناءها بمشقة".

من جهته، اعتبر جيسون توفي، المحلل لدى "كابيتال إيكونوميكس" في لندن، أن ارتفاع التضخم "قد يدفع المصرف المركزي إلى مزيد من الحذر"، لكنه توقع رغم ذلك خفضا جديدا للفائدة قبل نهاية العام.

وقد توقع البنك المركزي التركي  هذا الارتفاع نتيجة بدء العام الدراسي، مشيرًا في محضر اجتماعه الأخير إلى أن "خدمات التعليم والنقل شهدت زيادات في الأسعار بسبب رسوم الجامعات الخاصة وأجور حافلات المدارس".

"ويشير تقدير لوكالة بلومبيرغ إلى أن " تضخم قطاع الخدمات التركي لا يزال مرتفعًا بشكل ملحوظ ويتجاوز التوقعات، حتى بعد استبعاد بنود التعليم. إذا استمرت وتيرة ارتفاع الأسعار بهذا الشكل، فقد يتجاوز معدل التضخم 30% بنهاية العام. ومع صدور هذه البيانات، عدّلنا مسار توقعاتنا لأسعار الفائدة بالرفع، لتصل إلى 37.5% بنهاية العام مقارنة بتقدير سابق عند 35%. وإذا اتجه التضخم نحو السيناريو الأسوأ، فمن المرجح أن يفضّل البنك المركزي إجراء خفض أصغر في الاجتماعين المتبقيين".

وكان البنك المركزي قد استأنف في يوليو دورة خفض أسعار الفائدة بخفض 3 نقاط مئوية من 46%. وفي الشهر الماضي، أبطأ وتيرة التخفيضات ليصل بسعر الفائدة الرئيسي إلى 40.5% بعدما أظهرت بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي قوة الاستهلاك، وجاء معدل التضخم في أغسطس أعلى من المتوقع.

وقال محافظ البنك فاتح كارهان لبلومبيرغ الشهر الماضي إن ظروف الطلب تدعم تباطؤ وتيرة ارتفاع الأسعار، مؤكّدًا أن صانعي السياسة سيحرصون على ألا تؤدي العوامل الخارجية إلى تقويض التوقعات. ومن المقرر أن يتحدث كارهان في 7 أكتوبر أمام البرلمان في أنقرة بشأن التضخم وآفاق السياسة النقدية. ويستهدف البنك المركزي معدل تضخم سنوي عند 24% بنهاية العام، رغم أنه يقدّر أن المعدل سيقع على الأرجح بين 25% و29%.

المساهمون