ارتفاع أسعار الفواكه يحرم غالبية السوريين تناولها

ارتفاع أسعار الفواكه يحرم غالبية السوريين تناولها

03 أكتوبر 2020
أسعار جميع السلع والمنتجات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الماضية (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت أسعار الفواكه في الأسواق السورية بأكثر من 30% خلال شهر، لتصل إلى أعلى سعر على الإطلاق، ما حرم نسبة كبيرة من المواطنين شراءها.

يقول الاقتصادي السوري محمود حسين: "قد لا تكون الفاكهة مطلباً يومياً أو حتى أسبوعياً للأطفال والأسر السورية، لكن ارتفاع الأسعار مقابل تواضع الدخول، جعل من الفواكه سلعة كمالية لغالبية السوريين الذين يسعون إلى البقاء على قيد الحياة، بواقع التفقير والغلاء الذي تشهده الأسواق منذ أعوام، وازداد خلال الفترة الأخيرة".

ويضيف حسين، لـ"العربي الجديد"، أنه "فور تردد شائعة زيادة الرواتب والأجور، ارتفعت أسعار جميع السلع والمنتجات، ما زاد من تفقير السوريين الذين لا يزيد متوسط دخل الأسرة شهرياً على 50 ألف ليرة، في حين متوسط الإنفاق أكثر من 450 ألف ليرة".

ويلفت حسين، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "سوء التغذية هي السمة الغالبة على سوريي الداخل، بعد أن أصبحت اللحوم والفواكه خارجة عن حسابات إنفاق الأسرة السورية، بواقع ارتفاع الأسعار وضرورة تحصيل الغذاء الأساسي، خاصة بعد رفع سعر الخبز بالأسواق أو تخفيض الكمية للأسرة بالأفران".

كانت منظمة "أنقذوا الأطفال" قد كشفت أخيراً، في تقرير لها، أنّ أكثر من نصف أطفال سورية لم يتذوقوا الفاكهة منذ 3 أشهر على الأقل، مشيرة إلى أنّ هناك 700 ألف طفل سوري إضافي يواجهون الجوع بسبب الأضرار التي لحقت بالاقتصاد، ليرتفع عدد الأطفال الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في سورية إلى 4.6 ملايين طفل.

وقالت الأمم المتحدة، في مايو/ أيار الماضي، إنّ 8 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سورية، بينما كشفت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية، أكجمال ماجتيموفا، أنّ 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وحذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمية، إليزابيث بايرز، من أزمة غذاء غير مسبوقة في سورية.

وقالت المسؤولة الأممية إنّ 9.3 ملايين شخص في سورية يفتقرون إلى الغذاء الكافي، وأوضحت أنّ عدد من يفتقر إلى المواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع 1.4 مليون شخص خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

زيادة عدد الفقراء
وحول تفاوت أرقام ونسب من يعيش تحت خط الفقر، يوضح الاقتصادي السوري حسين جميل أن ذلك يعود للخلاف بشأن مقياس خط الفقر الذي يتبدل بناءً على الدول والدخل، مشيراً إلى أنّ خط الفقر وفقاً للبنك الدولي يصل إلى 1.90، لكن هذه الأرقام تختلف بسورية التي لا يصل أعلى دخل فيها إلى ستين دولاراً، في حين أن متوسط عدد الأسرة أربعة أشخاص.

ويشير جميل، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ معظم السوريين من دون دخل شهري ثابت، وهذه نقطة قلما تؤخَذ بالحسبان خلال الإحصاءات والدراسات، فالقدرة الشرائية لا يمكن اعتمادها لحالة كما سورية التي تزيد نسبة البطالة فيها على 83%.

ويختم الاقتصادي السوري بالقول إنّ "المنظمات الإنسانية، وحتى أموال المنح، قلما تركز على نوعية الغذاء أو تضمينه الفواكه، فهي فقط تقدم لبعض السوريين، ما يبقيهم على قيد الحياة عبر سلل غذائية غير منتظمة التوزيع، وهذا يطاول المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أكثر من المناطق التابعة لسيطرته، التي يعيش السوريون فيها اليوم أكبر عملية تفقير وتجويع وإذلال".

المساهمون