ارتفاع أسعار الزيوت النباتية يكبد خزينة الهند مليارات الدولارات

ارتفاع أسعار الزيوت النباتية عالمياً يكبد خزينة الهند مليارات الدولارات

15 يونيو 2021
الهند أكبر مستورد لزيت الطعام في العالم (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون في الهند إن بلدهم، التي تعد أكبر مستورد للزيوت النباتية في العالم، ستضطر إلى إنفاق مليارات الدولارات الإضافية هذا العام لشراء زيت طهي أكثر تكلفة من الخارج، وتدرس خفض الرسوم على تلك الواردات لتخفيف التداعيات الاقتصادية.
ووفقا لتقرير موسع نشره الموقع الإلكتروني (The Economic Times)، فإن الحكومة تدرس خفض الضرائب على واردات الزيوت النباتية، بعد أن وصلت أسعار زيت الطهي إلى مستويات قياسية الشهر الماضي، حيث تسعى إلى جعل تكاليف الغذاء في متناول سكانها الذين يزيد عددهم عن 1.3 مليار نسمة، والحفاظ على ثبات الأسعار.
وقفزت العقود الآجلة لزيت الصويا أكثر من 70٪ هذا العام، بعد أن أدى الجفاف إلى تقلص إمدادات فول الصويا في الولايات المتحدة والبرازيل. 
كما توقعت وزارة الزراعة الأميركية انخفاض مخزونات فول الصويا العالمية إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات، عند 87.9 مليون طن بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.

كما ارتفعت أسعار زيت النخيل، وهو زيت الطعام الأكثر استهلاكًا، بنسبة 18% في عام 2020، بعد أن أدى الإغلاق المرتبط بتداعيات كورونا إلى الحد من إنتاج المزارع في جنوب شرق آسيا، حيث لامست العقود الآجلة القياسية في ماليزيا 4142 رينجت (1007.3 دولارات) للطن في منتصف مارس/آذار الماضي ، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2008.
كذلك أدى ضعف حصاد بذور اللفت وبذور عباد الشمس في أوروبا ومنطقة البحر الأسود إلى تقليص إمدادات زيت الطعام، ما ساعد على دفع أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياتها في 10 سنوات الشهر الماضي.
اهتمام هندي
وبصفتها أكبر مستورد لزيوت الطعام عالميا، حيث تنفق الهند ما متوسطه 8.5 إلى 10 مليارات دولار سنويًا على استيراد الزيوت النباتية، فإن ارتفاع الأسعار الأخير سيؤدي إلى تضخيم فاتورة الواردات المتضخمة، حيث إن الزيت النباتي هو ثالث أكبر عنصر استيراد للهند بعد النفط الخام والذهب.
وارتفعت واردات الهند من الزيوت النباتية إلى 15 مليون طن من 4 ملايين قبل عقدين فقط، وفقًا لتقديرات الصناعة، كما يتوقع أن يصل الرقم إلى 20 مليونًا بحلول عام 2030، مدعومًا بتزايد عدد السكان ذوي الدخل المرتفع.
يواكب ذلك فشل إنتاج البذور الزيتية المحلية لمواجهة الطلب المرتفع، حيث يفضل المزارعون زراعة الحبوب، مثل الأرز والقمح، التي تضمن الحكومة سعرها، لذا بلغ إنتاج الهند منهما ما يقرب من ستة أضعاف إجمالي إنتاج البذور الزيتية في المتوسط.

وأنتجت الهند حوالي 10.65 ملايين طن من زيوت الطعام في 2019-2020، أي أقل من نصف استهلاكها من الزيوت الذي بلغ نحو 24 مليون طن خلال تلك الفترة، وفقًا لتقديرات الحكومة، حيث استوردت الباقي، وهو حوالي 7.2 ملايين طن من زيت النخيل من إندونيسيا وماليزيا، و3.4 ملايين طن من زيت الصويا من البرازيل والأرجنتين، و2.5 مليون طن من زيت عباد الشمس، معظمها من روسيا وأوكرانيا.
من جانبه، طالب قطاع صناعة الزيوت النباتية المحلية الحكومة، التي تحصل حوالي 350 مليار روبية (4.79 مليارات دولار) من الرسوم المفروضة على واردات زيت الطعام، أن تخصص جزءاً منها لتحفيز المزارعين على التحول إلى البذور الزيتية، لكن الحكومة لم تتخذ أي إجراء من هذا القبيل حتى الآن في عام 2021 ، وتعتمد على تعديل معدلات ضريبة الاستيراد لمحاولة السيطرة على الأحجام والأسعار.

المساهمون