ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد صناعة الألبان في تركيا

ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد صناعة الألبان في تركيا

27 ديسمبر 2021
أسعار الأعلاف تمثل ما بين 65% و70% من تكاليف الثروة الحيوانية (Getty)
+ الخط -

تهدد الزيادات السريعة في أسعار الأعلاف في تركيا صناعة الألبان الحيوية، إذ تسببت هذه الزيادات في ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما دفع مربين إلى التلويح بذبح المواشي والتخلي عن هذه الصناعة.
وبسبب الزيادة في تكلفة إنتاج اللبن الخام، قرر المجلس الوطني للألبان، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفع سعر بيع الحليب الخام بنسبة 46.8% ليصل إلى 4 ليرات و70 قرشا لليتر، مقابل 3 ليرات و20 قرشا لليتر، وذلك اعتبارا من 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وجاء القرار وسط مطالبات اتحاد غرف الزراعة، والاتحاد المركزي لمنتجي الألبان، والاتحاد المركزي لمربي المواشي وغيرهم من المساهمين في صناعة الألبان إلى رفع سعر اللبن الخام إلى 4 ليرات و95 قرشاً لليرت، ما ينذر بزيادة أخرى قريبا لأسعار الألبان.

وأدت زيادة أسعار اللبن الخام إلى ارتفاع أسعار منتجات الألبان ومشتقاتها إلى ما بين 5 ليرات إلى 20 ليرة، حيث ارتفع سعر كيلو الزبدة من 54 ليرة إلى 70 ليرة، بينما ارتفع سعر كيلو القشطة من 45 ليرة إلى 60 ليرة.
كذلك ارتفعت عبوات الحليب في الأسواق، حيث زادت أسعار العبوة التي تحوي ليترا مما يتراوح بين 7.95 ليرات و8.99 ليرات باختلاف الشركات المنتجة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى ما بين 8.5 ليرات و9.79 ليرات للعبوة خلال الشهر الجاري، فضلا عن ارتفاع أسعار الأجبان بنسب تتراوح بين 28% و33%.
وقبل اتخاذ المجلس الوطني للألبان قرار رفع أسعار نهاية الشهر الماضي، كان لدى بعض المنتجين حالة من اليأس بسبب الزيادات الكبيرة في أسعار الأعلاف، ما دفعهم للتفكير في ذبح مواشيهم أو التخلص منها، حيث ذكر نائب رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للألبان، جيهات شيمشك، أن أسعار الأعلاف تمثل ما بين 65% و70% من تكاليف الثروة الحيوانية، مشيرا إلى ارتفاع سعر العبوة التي تزن 50 كيلوغراماً مما يتراوح بين 200 و210 ليرات في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى ما بين 240 و250 ليرة حالياً.
ولفت شيمشك، إلى أنه على الرغم من أن ارتفاع أسعار الألبان التي أثارت حالة من الرضا بين أوساط المنتجين، فإنه بعد هذا القرار تم رفع أسعار الأعلاف مجدداً، فضلا عن ارتفاع أسعار أدوية الحيوانات والخدمات البيطرية بنسبة بلغت 100%، ما يهدد صناعة الألبان ويحد من قدرة المنتجين على الاستمرار.
من جهته قال محمود إسكيوروك، رئيس تعاونية الألبان في مدينة تيرة التابعة لولاية إزمير، "شرعنا بالارتياح إلى حد ما بسبب رفع أسعار الحليب، إلا أننا صدمنا صباح اليوم التالي برفع أسعار الأعلاف".

وأضاف إسكيوروك، أن الزيادات الباهظة في أسعار الأعلاف أغضبت المنتجين ودفعتهم إلى إرسال أبقارهم للذبح بسبب اليأس، مطالبا بضرورة الإسراع في التعامل مع هذه الأزمة من خلال دعم المنتجين.
وشدد على أن ارتفاع تكاليف إنتاج الألبان يسهم في خسارة المنتج وكذلك المستهلك الذي سيكون غير قادر على شراء ما يكفي من الحليب ومنتجات الألبان بالأسعار الموجودة في الأسواق.
بدوره قال سرجان أكشا، صاحب إحدى البقالات في إسطنبول، إنه "مع ارتفاع أسعار الحليب الخام زادت أسعار منتجات الألبان بنسبة تصل إلى 50%، إلا أننا لم نعكس هذه الارتفاعات في الأسعار على المعروض حاليا بشكل كامل حتى الآن، لكي نستطيع إحداث حالة من التوازن بين الأرباح والكمية المباعة"، مضيفا، أنه على الرغم من اتباع هذه السياسة إلا أن إقبال بعض الزبائن على شراء الألبان ومشتقاتها تراجع، كما فضل البعض الآخر الحصول على أعداد أقل من العبوات أو شراء الأصغر حجما من الأجبان والزبادي.
من جانبه، قال المواطن فرقان يلديز، لـ"العربي الجديد"، إنه مع الحديث عن ارتفاع أسعار الألبان في نهاية الشهر الماضي ذهب إلى السوق للحصول على أكبر كمية من الألبان ومشتقاتها، ولكنه لا يعرف كيف سيتعامل مع هذه الارتفاعات الكبيرة، مشيرا إلى أنه في نهاية الأمر لن يستطيع الاستغناء عن منتجات الألبان.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وفي وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفع الحد الأدنى للأجور إلى نحو 4250 ليرة، ليعوض أصحاب الدخل المحدود، وجلب الاستقرار لأسعار السلع وكبح التقلبات في سعر صرف العملة الوطنية في أمد ليس ببعيد.
وبلغ معدل التضخم 21.3% في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فيما توقعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية يوم الخميس الماضي، أن "يرتفع التضخم إلى نحو 25% بل وأكثر في الشهور المقبلة"، مشيرة إلى "خفض آخر محتمل لأسعار الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول الجاري".

المساهمون