استمع إلى الملخص
- بلغ حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 1.2 تريليون يورو في 2021، مما يعكس تعافيًا قويًا من جائحة كوفيد-19، وسط توقعات بنشر بيانات جديدة قريبًا.
- يسعى شولتز وماكرون لتعزيز التجارة الحرة ومواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك طموحات الصين التجارية ومواقف ترامب العدائية، عبر اتفاقيات جديدة مع دول أخرى.
يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتز بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس اليوم الأربعاء، في الوقت الذي يحاول فيه الزعماء المحاصرون رسم مسار جديد لأوروبا مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقويض العلاقات عبر الأطلسي، وبحث كيفية التعامل مع "جمارك ترامب" على واردات البضائع الأوروبية. وحافظ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تاريخياً على علاقة تجارية قوية.
وبلغ حجم التجارة البينية بين دول الاتحاد الأوروبي وأميركا أعلى مستوى لها في عام 2021، حيث بلغت 1.2 تريليون يورو، وهو ما يزيد بأكثر من 10% عن مستويات ما قبل الجائحة. ويشير مسار النمو هذا إلى تعافٍ قوي من الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19. ومن المتوقع أن تنشر المفوضية الأوروبية قريباً عن الحجم التجاري بين أميركا والكتلة في العام الماضي 2024.
وعلى الرغم من الاختلافات السياسية العديدة والمواقف الضعيفة بين الزعيمين، سيحاول شولتز وماكرون إظهار القوة وسيدعوان إلى استجابة سريعة، إذا تابعت الولايات المتحدة تهديداتها بفرض رسوم جمركية على الصادرات الأوروبية، وفقًا لأشخاص مطلعين على الخطط لوكالة "بلومبيرغ". وسيتعهدون أيضًا بالتحدث بصوت واحد عند التعامل مع الإدارة الجديدة في واشنطن.
وقد أدت الانتخابات المبكرة الكارثية العام الماضي إلى تهميش ماكرون في البرلمان الفرنسي، ويستعد الناخبون الألمان للتصويت على خروج شولتز من منصبه الشهر المقبل. وهذا يعطي قادة أكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي حيزاً محدوداً للمناورة في مواجهة الولايات المتحدة العدوانية.
ووفق تقرير بلومبيرغ، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي بسبب مجموعة من القضايا، على رأسها الفائض التجاري الأميركي مع الكتلة الأوروبية. وذكرت بلومبيرغ في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي أعد قائمة بالشركات الأميركية لاستهدافها برسوم انتقامية إذا نفذ ترامب تهديداته.
وقال شولتز في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الثلاثاء: "سندافع عن التجارة الحرة كأساس لازدهارنا مع الشركاء الآخرين". وتابع: "أوروبا ملتزمة بالتجارة العالمية الحرة والعادلة، ولسنا وحدنا في هذا الأمر". ولن يكون الاجتماع بين الزعيمين المرة الأولى التي يحاول فيها الثنائي تشكيل جبهة موحدة في مواجهة القوى الأجنبية العدوانية، حتى وسط خلافاتهما.
وقال التقرير، فشل شولتز وماكرون خلال السنوات الثلاث الماضية في بناء علاقة عمل قوية بسبب وجهات نظرهما وأساليبهما المتناقضة. وقد تزامنت هذه الديناميكية الصعبة مع تعامل الاتحاد الأوروبي مع القضايا الملحة، مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، والاقتصاد المتعثر، وارتفاع أسعار الطاقة. لكن أصبحت المخاطر أعلى بكثير الآن في خضم عملية إعادة تشكيل عالمية لديناميكيات القوة.
وبالنسبة لشولتز، لا يمكن للدول الأوروبية تأمين ازدهارها، إلا إذا حافظت على انفتاح معين على اقتصاداتها وسط طموحات الصين التجارية العالمية المتزايدة ومواقف ترامب العدائية. ويريد الزعيم الألماني أن يبرم الاتحاد الأوروبي المزيد من اتفاقيات التجارة الحرة مع دول أميركا الجنوبية وخارجها لمواجهة "جمارك ترامب".