اتفاق مبدئي بين واشنطن وبكين على إطار لتنفيذ تفاهمات التجارة

11 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13:33 (توقيت القدس)
تراجع التبادل التجاري بين البلدين بسبب الرسوم، ميناء هانغتشو في 31 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توصلت الولايات المتحدة والصين إلى "إطار عام" لحل الخلافات التجارية بعد محادثات في لندن، مع التركيز على الرسوم الجمركية وقيود التصدير وحماية الملكية الفكرية.
- تناولت المحادثات قضايا مثل الصادرات الصينية من المعادن النادرة، حيث تأمل واشنطن في زيادة الشحنات، بينما ترغب الصين في إعادة النظر في قيود التصدير.
- وافقت واشنطن على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة مقابل تخفيض بكين لرسومها، مما يتيح تهدئة مؤقتة، مع توقعات ببيان مشترك وحل دائم.

أعلنت الولايات المتحدة والصين، فجر الأربعاء، أنّ وفديهما التفاوضيين اتّفقا على "إطار عام" لتجاوز خلافاتهما التجارية، تاركين مهمة إقراره لزعيمي البلدين. وأتى الإعلان تتويجاً لمحادثات تجارية أجراها البلدان على مدى يومين في لندن، واستمرت حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء. 

وفي الصين، أعلنت وسائل إعلام رسمية أن الولايات المتحدة والصين توصلتا "من حيث المبدأ" إلى إطار عمل لتنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي، لحل النزاعات التجارية بين البلدين. وقال لي تشينغانغ، نائب وزير التجارة ممثل الصين في الشؤون التجارية الدولية، إن الجانبين اتفقا مبدئياً على إطار لتنفيذ التفاهم الذي حصل بين زعيمي البلدين وفي محادثات جنيف خلال مايو/ أيار الماضي، بحسب ما أوردته وكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا). ولم تتوفر على الفور تفاصيل إضافية، بما في ذلك الخطط المتعلقة بجولة محادثات جديدة محتملة.

وأكد المفاوض الصيني أن المحادثات في لندن "كانت في غاية المهنية والعقلانية وعميقة وصريحة". وقال الممثل التجاري للبيت الأبيض جيمسون غرير، الذي أبدى "إيجابية" رغم العلاقة التي وُصفت بأنها "معقدة" مع الصين: "نتقدم بأسرع ما يمكن". بدوره، رأى وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أنّ "الفكرة هي أن نعود ونتحدث مع الرئيس (دونالد) ترامب، ونتأكد من موافقته. سيعود الصينيون ويتحدثون مع الرئيس شي (جينبينغ) للتأكد من موافقته". 

وأضاف "إذا تمّ ذلك، فسنطبّق هذا الإطار العام الذي عملنا عليه بجدّ خلال اليومين الماضيين". كما أعرب الوزير الأميركي عن ثقته في أنّ قضية الصادرات الصينية من المعادن النادرة - التي تعتبرها واشنطن محدودة للغاية - "ستُحلّ من خلال تطبيق هذا الإطار العام". وتشكّل المعادن النادرة الصينية إحدى المسائل الرئيسية في المفاوضات، إذ تأمل الولايات المتحدة في عودة الوتيرة السابقة لشحنات هذه المعادن الاستراتيجية التي باتت أدنى بكثير "مما تعتبره الشركات مثالياً"، وفق ما أفاد به المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت لمحطة "سي أن بي سي" الاقتصادية.

وهذه المواد الخام أساسية في صناعة البطاريات الكهربائية وتوربينات الرياح وأنظمة الدفاع من صواريخ ورادارات وأقمار اصطناعية. من جانبها، ترغب الصين في أن تعيد الولايات المتحدة النظر في بعض قيود التصدير المفروضة على منتجاتها. وركزت المناقشات، بحسب وكالة بلومبيرغ أمس الثلاثاء، على قضايا شائكة تشمل: الرسوم الجمركية المتبادلة على سلع بقيمة مليارات الدولارات، وقيود التصدير على التكنولوجيا المتقدمة، وحماية الملكية الفكرية للشركات الأميركية العاملة في الصين.

وتدرس واشنطن تخفيف بعض القيود على شركات أشباه الموصلات الصينية، فيما تقدم بكين تنازلات محتملة في مجال الزراعة والسيارات الكهربائية. ولم تصدر أي بيانات رسمية من الجانبَين حتى مساء الثلاثاء. ومن المتوقّع أن يصدر الجانبان بياناً مشتركاً ظهر يوم الأربعاء، بينما يتابع السوقان الآسيوي والأميركي التطورات بقلق. وكانت جولة المحادثات في لندن تهدف إلى تثبيت الهدنة التجارية الهشّة التي توصّل إليها البلدان قبل شهر في جنيف وتمديدها.

كان الاتفاق السابق قد تعرض لهزات بسبب سلسلة من الخلافات التي نشبت في الأسابيع التالية، ما استدعى إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، في محاولة لتهدئة التوترات بعد أن اتهم الرئيس الأميركي بكين بعدم احترام شروط اتفاق خفض التصعيد المبرم في جنيف. ووافقت واشنطن بعد يومين من المفاوضات في جنيف الشهر الماضي، على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة على المنتجات الصينية من 145% إلى 30%، مقابل أن تخفض بكين رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية من 125 إلى 10%، وذلك لمدة 90 يوماً.

وأتاحت هذه التسوية للعاصمتين وضع حد مؤقتاً لتصعيد الرسوم الجمركية الذي باشره ترامب في مطلع نيسان/إبريل وأدى إلى تباطؤ شديد في المبادلات التجارية الثنائية. وقال سكوت لادنر، كبير مسؤولي الاستثمار في هورايزون إنفستمنتس لوكالة رويترز: "التوقع أنهم سيجدون حلاً لهذا الأمر، وأن مستويات الرسوم الجمركية في يوم التحرير (الذي أعلن خلاله ترامب رسوماً جمركية شاملة) لن تظهر أبداً. لا يمكنك أن تصل إلى تقييمات السوق التي وصلنا إليها وأن تقترب مستويات الرسوم الجمركية هذه من الواقع".

(العربي الجديد، وكالات)