اتفاق بين عملاقي الاقتصاد: تركيز على المعادن النادرة وأشباه الموصلات
استمع إلى الملخص
- الاتفاق يتطلب موافقة الرئيسين ترامب وشي جين بينغ، ويهدف إلى حل المخاوف المتعلقة بالمعادن الحرجة، مع تعهد الصين بتسريع شحنات المعادن وتخفيف واشنطن لضوابط التصدير.
- رغم التقدم، لم تُحل قضايا الفائض التجاري واتهامات الإغراق، مع هدنة مؤقتة بشأن الرسوم الجمركية بعد مكالمة بين الرئيسين.
انتهت 20 ساعة من المباحثات ما بين الصين والولايات المتحدة الأميركية في لندن على اتفاق لتمديد الهدنة التجارية بين عملاقي الاقتصاد. النقاشات أسفرت عن اتفاق "إطاري" بشأن قيود التصدير على المعادن النادرة وأشباه الموصلات. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إن الاتفاق مع الصين قد أُبرم وبموجبه ستُزود بكين بلاده بالمواد المغناطيسية والمعادن الأرضية النادرة، بينما ستسمح الولايات المتحدة للطلاب الصينيين بالالتحاق بكلياتها وجامعاتها.
وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال "سنحصل على رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55% والصين ستحصل على 10%. العلاقة ممتازة!". وأضاف ترامب أن الاتفاق رهن الموافقة النهائية منه ومن الرئيس الصيني شي جين بينغ. وأعلن الطرفان استمرار المفاوضات لحل حرب الرسوم الجمركية الأوسع نطاقاً التي أطلقها دونالد ترامب في إبريل/نيسان.
وانتهت المحادثات عند منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت المملكة المتحدة. وأعرب وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، عن تفاؤله بأن المخاوف بشأن المعادن والمغناطيسات الحرجة أو "الأرضية النادرة"، والتي تعد حيوية لمجموعة من الصناعات بما في ذلك السيارات والإلكترونيات والدفاع، ستُحَلّ مع تنفيذ الاتفاق. وقال لوتنيك إن الجانبين قد وضعا إطارًا لتنفيذ توافق جنيف الذي أدى الشهر الماضي إلى خفض الرسوم الجمركية.
وأضاف: "كان علينا أولًا تخليص التجارة من السلبية. والآن، يمكننا المضي قدمًا في سعينا نحو تجارة إيجابية وتنمية التجارة". وأضاف أن الصينيين تعهدوا بتسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة المهمة لشركات السيارات والدفاع الأميركية، في حين ستخفف واشنطن بعض ضوابط التصدير الخاصة بها، مما يشير إلى تحقيق تقدم في اثنتين من أكثر القضايا الشائكة في العلاقات الثنائية وفق "بلومبيرغ".
وقالت كارول كونغ، استراتيجية العملات في بنك الكومنولث الأسترالي لوكالة "رويترز": "على الرغم من أن التفاصيل قليلة، لكن ما دام الجانبان يتحدثان، أعتقد أن الأسواق ستكون سعيدة". وأضافت: "سيظل التوصل إلى اتفاق تجاري شامل بين الجانبين صعبًا للغاية وسيستغرق وقتًا طويلًا. عادةً ما يستغرق التوصل إلى اتفاق شامل كهذا سنوات، لذا أشك في أن يكون الإطار الذي سيتم التوصل إليه في اجتماع لندن شاملًا".
سيُعيد الوفدان الأميركي والصيني هذا المقترح إلى قيادتيهما، وفقًا لكبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنغ قانغ. وصرح للصحافيين في تصريحات مقتضبة قبل منتصف الليل خارج قصر لانكستر هاوس، وهو قصر يعود إلى العصر الجورجي ويقع بالقرب من قصر باكنغهام، وكان مقرًّا لاجتماع هذا الأسبوع، بأن المفاوضات كانت "عميقة وصريحة". في حين أن النبرة الإيجابية من شأنها طمأنة المستثمرين القلقين من انفصال أكبر اقتصادات العالم، إلا أن التفاصيل كانت شحيحة، ولا يزال من الممكن أن يُلغي كبار القادة الاتفاق.
التأثير على الاقتصاد الأميركي
كما لم تُسهم المناقشات في حل قضايا مثل الفائض التجاري الضخم للصين مع الولايات المتحدة، واعتقاد واشنطن بأن بكين تُغرق أسواقها بالبضائع، وفق "بلومبيرغ". وقال نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ إن الصين والولايات المتحدة يجب أن تعززا التوافق وتحافظا على التواصل بعد أن أجرى مسؤولوهما مفاوضات تجارية "صريحة" ومتعمقة في لندن، وفقًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية. ونقل عن خه قوله إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة العمل بشكل مشترك على حماية النتيجة التي تم تحقيقها بشق الأنفس من حوارهما، والدفع نحو علاقات تجارية واقتصادية ثنائية مستقرة وطويلة الأمد.
وفي الشهر الماضي، اتفقت واشنطن وبكين على هدنة مؤقتة بشأن الرسوم الجمركية التجارية، لكن كل دولة اتهمت الأخرى منذ ذلك الحين بخرق الاتفاق. وقالت الولايات المتحدة إن الصين كانت بطيئة في إطلاق صادراتها من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات التي تعد ضرورية لتصنيع كل شيء من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية. وفي الوقت نفسه، فرضت واشنطن قيودًا على وصول الصين إلى السلع الأميركية مثل أشباه الموصلات وغيرها من التقنيات ذات الصلة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي والصيني الأسبوع الماضي وصفها الرئيس الأميركي بأنها "محادثة جيدة للغاية". واعتبارًا من 1 فبراير، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 10% على الواردات من الصين، والتي ارتفعت إلى 20% بحلول 3 مارس، و54% بحلول 2 إبريل، و104% بحلول 8 إبريل، و145% بحلول 9 إبريل. ثم انخفضت إلى 30% في 14 مايو بعد الاتفاق على فترة توقف مدتها 90 يومًا بين البلدين.
فرضت الصين رسومًا جمركية بنسبة 34% فقط على الواردات الأميركية في 3 إبريل، و84% في 9 إبريل، و125% في 11 إبريل. ثم انخفضت إلى 10% في 14 مايو. عندما أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات من عدد من الدول في وقت سابق من هذا العام، كانت الصين الأكثر تضررًا. ردّت بكين بفرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الأميركية، مما أدى إلى فرض زيادات مماثلة بلغت ذروتها عند 145%. وفي مايو/أيار الماضي، أدت المحادثات التي عقدت في سويسرا إلى هدنة مؤقتة وصفها ترامب بأنها "إعادة ضبط كاملة".
وانخفضت الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات الصينية إلى 30%، بينما خفضت بكين الرسوم على الواردات الأمبلاكية إلى 10%، ووعدت برفع الحواجز عن صادرات المعادن الأساسية. ومنحت الجانبين مهلة 90 يومًا لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري. لكن الولايات المتحدة والصين زعمتا منذ ذلك الحين أنهما انتهكتا تعهداتهما غير المتعلقة بالرسوم الجمركية.
وقبيل محادثات هذا الأسبوع، قالت وزارة التجارة الصينية يوم السبت إنها وافقت على بعض الطلبات للحصول على تراخيص لتصدير المعادن النادرة، على الرغم من أنها لم تقدم تفاصيل حول الدول المشاركة. وقال ترامب يوم الجمعة إن شي وافق على استئناف التجارة في المواد الأرضية النادرة.