- يُعتبر معرض Vicenzaoro منصة عالمية للمجوهرات، وتُواجه مشاركة إسرائيل احتجاجات بسبب تمويل الألماس الإسرائيلي للأجهزة الأمنية. تُعد صناعة الألماس قطاعاً رئيسياً لاقتصاد إسرائيل.
- تعرضت تجارة الألماس الإسرائيلية لهزة بعد حرب غزة في أكتوبر 2023، مع انخفاض واردات الألماس الخام بنسبة 50% والصادرات بنسبة 57% في الأشهر الأولى من 2023.
تسير على قدم وساق التحضيرات لتظاهرة حاشدة في مدينة فيتشينزا الإيطالية، غداً السبت، احتجاجاً على مشاركة جناح إسرائيل في معرض Vicenzaoro الدولي للذهب، الذي يُعد من أبرز الفعاليات العالمية في عالم المجوهرات، حيث يجمع بين الحرفيين والمصممين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم في المدينة الواقعة شمال شرقي إيطاليا.
وانطلقت، في هذا السياق، دعوات لمقاطعة المعرض وبيع المجوهرات "الملطخة بالدماء" والتنديد بعمليات الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، والتي اعترفت بها محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، وذلك من خلال تنظيم تظاهرة، غداً السبت، في ساحة كاستيللو بمدينة فيتشينزا في تمام الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي.
هذه الدعوات تمخضت عن جهود لكيانات حزبية ونقابية ومنظمات حقوقية واجتماعية محلية في مدينة فيتشينزا خلال الأسابيع الأخيرة من أجل تظاهرة حاشدة خلال معرض Vicenzaoro، وكان من أبرز تلك الكيانات حزب إعادة التأسيس الشيوعي، والاتحاد النقابي الأساسي، واللجنة التطوعية للدفاع عن المواطنين والجالية الفلسطينية في فيتشينزا والانتفاضة الطلابية في فيتشينزا، ونساء من أجل فلسطين، وفيرونا من أجل فلسطين.
وقد لاقت هذه النداءات استجابة واسعة من كيانات ومنظمات على مستوى إقليم فينيتو (الذي تنتمي إليه فيتشينزا)، والمستوى الوطني، ومنها الجالية الفلسطينية في فينيتو، وحزب إعادة التأسيس الشيوعي في فينيتو والاتحاد النقابي الأساسي في فينيتو، شبكة الشيوعيين، وحزب السلطة للشعب، نحو شبكة وطنية مناهضة للصهيونية والاستعمار من أجل فلسطين، والرابطة الوطنية لنزع السلاح.
وتهدف هذه التظاهرة، بحسب الجهات المنظمة، إلى "تحرير فيتشينزا من تجارة الموت هذه، وتحرير فيتشينزا من القواعد الأميركية ومراكز حلف النيتو والاتحاد الأوروبي، وتحرير إيطاليا من حلف الناتو".
ويُعتبر المعرض منصة رئيسية لعرض أحدث الاتجاهات والابتكارات في صناعة المجوهرات الفاخرة، من خلال تقديم قطع استثنائية من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، كما يوفر فرصة للمشاركين للتواصل مع الخبراء واستكشاف أحدث التقنيات والتوجهات في هذا القطاع المتطور. وتُقام نسخة المعرض هذا العام في الفترة من 17 إلى 21 يناير/ كانون الثاني، بمشاركة إسرائيل، كما جرت العادة كل عام، حيث تعرض مجموعة من منتجاتها من الألماس في الجناح المخصص لها. هذه المشاركة تواجَه كل عام بتظاهرات واحتجاجات رافضة لها، ولكن الألماس الإسرائيلي هذا العام "يقطر دماً".
وتحتل إسرائيل المركز الأول عالمياً في صناعة الألماس، التي تعد من القطاعات الرئيسية لاقتصادها، فهي تضمن عوائد هائلة و"تمول بنسبة 88% الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها الموساد و"جيش الدفاع"، وفقاً لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه. ما يعني أنّ إسرائيل لن تتمكن من ذلك من دون الإيرادات السنوية لصناعة الألماس، التي تقدر بـ28 مليار دولار، بسبب المذابح بحق المدنيين في غزة.
ويشكل الألماس المنتج الرئيسي في صادرات تل أبيب (بنسبة تتجاوز 20% من إجمالي الصادرات الوطنية)، حتى وإن شهد سوق تجارة الألماس تراجعاً كبيراً في عام 2024، سواء في الأسهم أو في الصادرات التي انخفضت بنسبة 6% منذ بداية عام 2024، في حين تراجعت التعاقدات على أحجار الألماس المقطوعة بنسبة 33%، وفقاً لصحيفة "لانتي ديبلوماتيكو" الإلكترونية الإيطالية الصادرة بتاريخ 15 يناير/ كانون الثاني.
وقد تعرّضت تجارة الألماس في إسرائيل إلى هزة قوية بعد اندلاع الحرب في غزة على أثر عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي هذا الإطار، نقل موقع أخبار قناة آي 24 نيوز الإسرائيلية، في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2023، عن أوفير غور، المشرف على تجارة الألماس في وزارة الاقتصاد والصناعة، قوله إنّ "تأثير الحرب على قطاع الألماس الإسرائيلي واضح، تزيد الحرب من الاتجاه السلبي الذي رافق تجارة الألماس العالمية منذ بداية الحرب في أوكرانيا".
وأشار إلى أن "الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2023 سجلت انخفاضاً قياسياً في جميع فئات التجارة الرئيسية، حيث بلغ صافي واردات الألماس الخام إلى إسرائيل ما يقارب 843 مليون دولار، وهو ما يشكّل انخفاضاً بنحو 50% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2022، فيما بلغ صافي تصدير الألماس الخام خلال تلك الفترة ما يقارب 637 مليون دولار مسجلاً انخفاضاً بنسبة 57% تقريباً مقارنة بالأحد عشر شهراً الأولى من عام 2022".