إيران تهدّد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.. ما التداعيات المحتملة؟

طهران
avata
صابر غل عنبري
مراسل العربي الجديد في إيران.
14 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 19 يونيو 2025 - 20:58 (توقيت القدس)
مضيق هرمز... ربع تجارة النفط العالمية قد تعطلها إيران
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إيران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز كجزء من استراتيجيتها للرد على التهديدات الإسرائيلية، مما قد يؤثر على الاقتصاد الأميركي وأسعار الطاقة العالمية.
- مضيق هرمز يعد ممرًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث يمر عبره نحو خمس استهلاك العالم من النفط، وإغلاقه قد يؤثر بشكل كبير على حركة التجارة وأسعار النفط.
- تاريخياً، كان المضيق محوراً لصراعات عديدة، وتعمل القوة البحرية الأميركية على حماية الملاحة فيه، بينما تسعى دول مثل قطر للحفاظ على استقرار حركة الملاحة.

في تهديد واضح في خضم المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، أكد القيادي في الحرس الثوري الإيراني البرلماني إسماعيل كوثري عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني اليوم السبت، أن السلطات الإيرانية تضع "إغلاق مضيق هرمز قيد الدراسة"، مضيفاً أن بلاده "ستتخذ أفضل قرار بهذا الشأن بكل حزم". وتابع كوثري، حسب وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة، أن "أيادينا مفتوحة جداً لمعاقبة العدو والرد العسكري هو فقط جزء من ردنا".

تأتي هذه التصريحات بعد تصاعد دعوات من نخبة إيرانية محافظة بضرورة إغلاق المضيق لتداعيات ذلك على الاقتصاد الأميركي في ظل دوره في رفع أسعار الطاقة بشكل كبير. وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران بإغلاق مضيق هرمز، فسبق أن توعدت بذلك أيضاً خلال السنوات الماضية عدة مرات.

وكان قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنغسيري، قد أكد خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني من الخليج أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقف بشكل قاطع أمام كل من يريد اللعب بالنار في المنطقة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الايرانية خلال الأعوام الماضية أعدت نفسها لأنواع التهدیدات، ملوّحاً بورقة مضيق هرمز بشكل غير مباشر، وقال إنه مضیق مهم جداً واستراتیجي یقع في جنوب إیران وهو یخصّ إیران والدول المجاورة.

يذكر أن السفن والقطع البحرية تعبر بشكل يومي من المياه الإيرانية في مضيق هرمز، والتي هي الأكثر عمقاً من مياه الجانب العماني من المضيق. وتخضع هذه المياه لإشراف عسكري وأمني للحرس الثوري الإيراني الذي يوجه أسئلة اعتيادية لهذه السفن قبل عبورها. وخلال عامي 2019 و2020، تعالت أصوات سياسية وعسكرية في إيران طالبت بإغلاق مضيق هرمز بعد تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، التي هددت من جهتها بأنها سترد على الخطوة إن اقدمت عليها طهران.

وأمس، قالت القوة البحرية المشتركة متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة إن حركة الملاحة التجارية مستمرة في المرور عبر مضيق هرمز على الرغم من الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران الجمعة، إلا أن بعض ملاك السفن يرغبون في تجنب المنطقة. وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الحيوي أمام حركة الملاحة البحرية ردا على الضغوط الغربية. ورأى محللون أن أي إغلاق للمضيق يمكن أن يقيد التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية.

وحسب رويترز، قالت القوة البحرية المشتركة في إرشاداتها: "مضيق هرمز لا يزال مفتوحا وحركة المرور التجارية مستمرة دون انقطاع"، مضيفة أن الأحداث التي وقعت خلال اليوم تزيد من احتمال نشوب صراع إقليمي إلى "احتمال كبير". وأظهرت وثائق اطلعت عليها الوكالة أن اليونان وبريطانيا نصحتا سفن الشحن التجاري التابعة لهما بتجنب الإبحار عبر خليج عدن وبتسجيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.

ونقلت رويترز عن رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) قولها إن "هرمز ممر مائي حيوي لا بديل له لتجارة ناقلات النفط وأي عائق أو تهديد لحرية حركة الشحن سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي". وتشير واحدة من الوثائق التي صدرت أمس، إلى أن جمعية الشحن اليونانية حثت أصحاب السفن اليونانيين على إرسال تفاصيل سفنهم التي تبحر عبر مضيق هرمز إلى الوزارة المعنية بالملاحة البحرية، علماً أن أصحاب السفن اليونانيين يمتلكون أكبر أسطول ناقلات نفط في العالم.

معلومات أساسية عن مضيق هرمز

وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة رداً على الضغوط الغربية. وحذر خبراء من أن أي إغلاق للمضيق قد يقيد حركة التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية. وفيما يلي تفاصيل أوردتها رويترز أمس عن هذا المضيق الحيوي:

- يقع المضيق بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالاً وخليج عُمان وبحر العرب جنوباً.

- يبلغ اتساعه 33 كيلومتراً عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.

- يمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات والوقود.

- تصدر السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) معظم نفطها الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا. وتسعى الإمارات والسعودية إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي عبور المضيق. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في يونيو/حزيران 2024، أن نحو 2.6 مليون برميل يومياً من طاقة خطوط الأنابيب الإماراتية والسعودية غير المستغلة قد تكون بديلاً لمضيق هرمز.

- تنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالمياً.

وقد هددت إيران على مدار سنوات بإغلاق المضيق لكنها لم تنفذ تهديدها مطلقاً. ويتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة.

مضيق هرمز في محطاع صراع سابقة

في عام 1973، فرض المنتجون العرب بقيادة السعودية حظراً نفطياً على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل في حربها مع مصر. وكانت الدول الغربية هي المشتري الرئيسي للنفط الخام الذي تنتجه الدول العربية حين ذاك، لكن اليوم، أصبحت آسيا هي المشتري الرئيسي لنفط أوبك، وفقاً لوكالة رويترز.

وزادت الولايات المتحدة إنتاجها من السوائل النفطية أكثر من المثلين في العقدين الماضيين وتحولت من أكبر مستورد للنفط في العالم إلى واحد من أكبر المصدرين. وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، سعى كل جانب إلى تعطيل صادرات الجانب الآخر فيما أطلق عليه "حرب الناقلات".

وفي يوليو/تموز 1988، أسقطت سفينة حربية أميركية طائرة ركاب إيرانية، ما أدى إلى مقتل 290 شخصاً كانوا على متنها. وقالت واشنطن إنه كان حادثاً عرضياً، بينما قالت طهران إنه هجوم متعمد. وفي يناير/كانون الثاني 2012، هددت إيران بإغلاق المضيق رداً على العقوبات الأميركية والأوروبية. وفي مايو/أيار 2019، تعرضت أربع سفن، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، لهجوم قبالة سواحل الإمارات خارج مضيق هرمز.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أطلعت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل على وجود اتصالات مع إيران بهدف إجراء جولة مفاوضات جديدة في الأيام القريبة، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية
الصورة

سياسة

اقترح الطيارون إلقاء ما زاد من الذخائر المحمولة الفائضة معهم على أنحاء مختلفة من قطاع غزة، بذريعة مساعدة القوات البرية في مناورتها شمال غزة وخانيونس
الصورة
صحافيتان فلسطينيتان أمام مستشفى ناصر في خانيونس، 18 يناير 2025 (دعاء الباز/ الأناضول)

منوعات

تستهدف إسرائيل الصحافيات الفلسطينيات في الفضاء الرقمي عبر المراقبة والاعتقال والتحريض فقط لأنّهن يوثّقن ما يجري على الأرض، في ظل غياب آليات لحمايتهن.
الصورة
يحمل طرد مساعدات من "مؤسسة غزة الإنسانية" وسط قطاع غزة، 25 يونيو 2025 (إياد البابا/فرانس برس)

سياسة

تحوّل رجل الاستخبارات الأميركي السابق فيليب رايلي إلى المتحكم بمساعدات غزّة وكل ما يرتبط بها من مجازر يومية.
المساهمون