إيران: استمرار "احتجاجات المياه" في أصفهان ومواجهات مع الشرطة

إيران: استمرار "احتجاجات المياه" في أصفهان ومواجهات مع الشرطة

26 نوفمبر 2021
جاءت احتجاجات اليوم الجمعة بعد انتشار واسع للدعوات على الشبكات الافتراضية (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت مدينة أصفهان، وسط إيران، اليوم الجمعة، عودة الاحتجاجات على نقص المياه في المحافظة وذلك بعد حديث السلطات الإيرانية، أمس الجمعة، عن اتفاق مع المزارعين لإنهاء الاحتجاجات وإزالة خيم الاعتصام المقامة منذ نحو 20 يوما. والإعلان عن هذا الاتفاق جاء قبل يوم من احتجاجات دعت إليها مواقع ومنصات اجتماعية. 

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن المزارعين أمهلوا السلطات مدة ثلاثة أشهر لتحقيق مطالبهم. 

غير أن مقاطع مصورة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر إحراق خيم الاعتصام، الليلة الماضية، ليتهم مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي قوات الأمن بالوقوف وراء الحادث، لكن وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة قالت، اليوم الجمعة، إن "أشخاصا" اعتدوا على خيم المزارعين. 

وجاءت احتجاجات اليوم الجمعة بعد انتشار واسع للدعوات على الشبكات الافتراضية منذ أيام للتظاهر بسبب استمرار نقص المياه في محافظة أصفهان، لكن منذ صباح اليوم انتشرت مقاطع مصورة تظهر وجود قوات الأمن وقوات "مكافحة الشغب" على أطراف نهر "زاينده رود" في أصفهان، والذي يتعرض لجفاف وتحول إلى مكان للتجمعات الاحتجاجية خلال الأيام الماضية. 

كما استقرت هذه القوات على الطرق المؤدية إلى النهر وقامت بمنع المعترضين من الوصول إليه، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، وسط رفع بعض المشاركين في الاحتجاجات هتافات ضد الحكومة.  

إلا أن وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية اتهمت الجهات المعارضة لنظام الحكم الإيراني بإطلاق الدعوات للتظاهر اليوم الجمعة بعد إنهاء المزارعين في أصفهان احتجاجاتهم. 

وفي السياق، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية بأن منطقة نهر "زاينده رود" شهدت، صباح اليوم، تجمعا "لأقل من 500 شخص، لكن ملامح معظمهم لا تظهر أنهم مزارعون". 

وأضافت الوكالة أن قوات الأمن الداخلي فرقت المحتجين من خلال استخدام الغاز المسيل للدموع بغية "تأمين الأمن ومنعا لوقوع عنف وتحركات للانتهازيين"، على حد تعبيرها. 

وتابعت "فارس" أن "احتجاجات اليوم كانت مختلفة عن التجمعات الهادئة خلال الأيام الماضية، حيث تخللها إشعال النيران على الطرقات ورمي الأحجار باتجاه الشرطة وحرق المال العام"، وقالت إن المحتجين أضرموا النار في دراجة نارية للشرطة. 

في الأثناء، ذكر مواطنون في أصفهان أنهم تلقوا رسائل نصية عبر جوالاتهم حذرتهم من المشاركة في احتجاجات اليوم مع الإشارة إلى إنهاء التجمعات بعد الاتفاق مع المزارعين. ودعت الرسائل النصية الأصفهانيين إلى عدم التجمع "لعدم استغلال الأمر من قبل وسائل الإعلام الأجنبية والمعادية". 

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية بـ"تدمير خط نقل المياه إلى محافظة يزد، شرقي محافظة أصفهان، فجر اليوم الجمعة"، لتعلن لجنة إدارة الأزمات في يزد عن "أضرار في خطوط نقل المياه إلى محافظة يزد من خلال جرافات". 

وذكرت هذه المصادر أن قطع المياه سبب مشاكل لسكان المحافظة، وسط وعود السلطات بإصلاح الخطوط حتى نهاية اليوم.  

يذكر أن نقل مياه أصفهان إلى يزد يشكل أحد مطالب المحتجين في أصفهان، الذين يرون أن الخطوة فاقمت نقص المياه في المحافظة. 

كما شهدت محافظة جهار محال بختياري، الملاصقة لأصفهان، تجمعات احتجاجية خلال الأيام الماضية بسبب نقص المياه. 

يشار إلى أن نقص المياه أشعل احتجاجات واسعة في محافظة خوزستان خلال يوليو/تموز الماضي، استمرت لأكثر من أسبوع، وطاولت مدنا جارة لمحافظتي أصفهان ولرستان، مخلفة عددا من القتلى والجرحى.  

يتهدد الجفاف إيران منذ عقود جراء تعرضها لتغييرات مناخية ولعوامل بيئية وإنسانية وسياسات مائية خاطئة، تسببت في تراجع هطول الأمطار فيها إلى قرابة 300 ملم سنويا، بينما يصل معدله العالمي إلى 830 ملم، تبعه انخفاض حاد في مخزون المياه الجوفية.

وزاد هذا الجفاف من التصحر في البلاد وجفاف أنهار، فضلا عن هجرة داخلية باتجاه المحافظات الشمالية المطلة على بحر قزوين.  

المساهمون