"إنفيديا" تفقد 600 مليار دولار من قيمتها في أكبر خسارة يومية في تاريخ الأسهم الأميركية
استمع إلى الملخص
- أثارت تقنية ديبسيك مخاوف بشأن المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تهيمن إنفيديا على سوق شرائح مراكز البيانات. ومع ذلك، أوصى محللو كانتور بشراء أسهم إنفيديا.
- تجاوز تطبيق ديبسيك تطبيق تشات جي بي تي في التحميلات، مما يعكس الحماس حوله. وأكد المستثمرون على أهمية المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي.
فقدت شركة إنفيديا ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الاثنين، في أكبر خسارة تسجلها أي شركة في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أن كشفت شركة ديبسيك DeepSeek الصينية الناشئة عن نموذج لغة كبير مفتوح المصدر ومجاني، تقول إنها طورته خلال شهرين فقط، وبأقل من 6 ملايين دولار. وانخفض سعر سهم إنفيديا بنسبة 17% ليغلق عند 118.58 دولارًا، مما جعل هذا اليوم هو الأسوأ بالنسبة للشركة من حيث نسبة الخسارة اليومية منذ 16 مارس/ آذار 2020، في بداية جائحة كوفيد-19. وبعد أن تجاوزت قيمة إنفيديا السوقية قيمة شركة آبل الأسبوع الماضي، لتصبح الشركة الأكثر قيمة في الأسواق الأميركية، أدى انخفاض يوم الاثنين إلى تراجع مؤشر ناسداك الثقيل بالتكنولوجيا بنسبة 3.1%.
وجاءت موجة البيع بسبب مخاوف من أن مختبر الذكاء الاصطناعي الصيني ديبسيك يقدم منافسة متزايدة في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي، بعد أن كان كل الظن أن الشركات الأميركية لا ينافسها أحد في هذا المجال. وتهيمن وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من إنفيديا على سوق شرائح مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، حيث ينفق عمالقة التكنولوجيا مثل ألفابيت وميتا وأمازون مليارات الدولارات على المعالجات لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وأشار محللو شركة كانتور للخدمات المالية في تقرير، يوم الاثنين، إلى أن إصدار تقنية ديبسيك الأخير أثار "قلقًا كبيرًا بشأن تأثير ذلك على الطلب على الحوسبة، وبالتالي مخاوف بشأن ذروة الإنفاق على وحدات معالجة الرسومات". ورغم ذلك، أوصى المحللون بشراء أسهم إنفيديا، وقالوا إنهم يعتقدون أن هذه المخاوف "أبعد ما تكون عن الحقيقة"، وأن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سيؤدي على الأرجح إلى "زيادة الطلب على الحوسبة من قِبل صناعة الذكاء الاصطناعي، وليس العكس".
ولكن بعد الارتفاع الكبير الذي حققته إنفيديا، حيث قفز سهمها بنسبة 239% في عام 2023 و171% في العام الماضي، باتت السوق متوترة بشأن أي احتمال لتراجع الإنفاق. وتراجعت شركة برودكوم، وهي شركة أميركية أخرى كبيرة استفادت من مكاسب ضخمة بسبب الذكاء الاصطناعي، بنسبة 17% يوم الاثنين، مما أدى إلى خسارة في قيمتها السوقية تقدر بأكثر من 200 مليار دولار.
وشهدت أيضاً شركات مراكز البيانات التي تعتمد على وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا في مبيعات أجهزتها عمليات بيع مكثفة، حيث تراجعت أسهم شركات ديل وإتش بي وسوبر ميكروكمبيوتر بنسب لا تقل عن 5.8%. كما انخفضت أسهم أوراكل، التي تعد جزءًا من مبادرة الذكاء الاصطناعي الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، بنسبة 14%.
وبالنسبة لشركة إنفيديا، كانت الخسارة أكثر من ضعف الخسارة البالغة 279 مليار دولار التي شهدتها الشركة في سبتمبر/أيلول، والتي كانت في ذلك الوقت أكبر انخفاض في قيمة سوقية ليوم واحد في التاريخ، متجاوزة خسارة شركة ميتا البالغة 232 مليار دولار في عام 2022. وقبل ذلك، كانت أكبر خسارة سجلتها شركة هي 182 مليار دولار من قبل شركة آبل في عام 2020. ويتجاوز انخفاض إنفيديا يوم الاثنين ضعف القيمة السوقية لشركتي كوكاكولا وتشيفرون، كما يفوق القيمة السوقية لكل من أوراكل ونتفليكس. كما تعرض صافي ثروة الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانغ لضربة كبيرة، حيث تراجع بنحو 21 مليار دولار، وفقًا لقائمة فوربس اللحظية للمليارديرات. وأدى ذلك إلى تراجع هوانغ إلى المركز السابع عشر في قائمة أغنى الأشخاص.
وأثار الحماس المفاجئ حول ديبسيك خلال عطلة نهاية الأسبوع اهتمامًا كبيرًا، مما دفع تطبيقها لتجاوز تطبيق تشات جي بي تي الخاص بشركة أوبن إيه آي، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في الولايات المتحدة على متجر التطبيقات الخاص بشركة آبل. وقد جرى تطوير النموذج الجديد على الرغم من مجموعة من القيود التي جرى فرضها مؤخرًا على تصدير الرقائق الأميركية إلى الصين.
وكتب المستثمر الشهير ديفيد ساكس، الذي جرى اختياره من قِبل ترامب ليكون مسؤول الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية في البيت الأبيض، على منصة X، أن نموذج ديبسيك "يظهر أن سباق الذكاء الاصطناعي سيكون تنافسيًّا للغاية"، وأن ترامب كان محقًّا في إلغاء الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي. وأضاف ساكس: "أنا واثق في الولايات المتحدة، لكن لا يمكننا أن نكون متساهلين".
وحاليًّا، تُعتبر إنفيديا ثالث أكثر الشركات المتداولة قيمةً بعد آبل ومايكروسوفت.