إنتاج النفط في ليبيا يتجاوز المستهدف لعام 2024 بأكثر من 17 ألف برميل يومياً
استمع إلى الملخص
- تستعد المؤسسة لإطلاق جولة عطاءات للاستكشاف في 2025، تشمل 24 قطعة استكشافية، بهدف جذب الاستثمارات المحلية والدولية وتعزيز الإنتاج الوطني.
- أكد رئيس المؤسسة، فرحات بن قدارة، أن النفط يظل ركيزة الاقتصاد الليبي، رغم التحديات السياسية والاقتصادية، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا بتكلفة 17 مليار دولار.
اختتمت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا عام 2024 بتحقيق إنجازات بارزة، كان أهمها تجاوز معدل إنتاج النفط المستهدف، رغم التحديات الاستثنائية التي تواجهها البلاد. ووفقًا لبيانات المؤسسة، نشرت اليوم الثلاثاء، سجل إنتاج النفط الخام خلال الـ24 ساعة الماضية زيادة بلغت أكثر من 17 ألف برميل يوميًا عن المعدل المطلوب المحدد بمليون و400 ألف برميل يوميًا. وبلغ إجمالي إنتاج النفط الخام مليوناً و417 ألفاً و382 برميلاً يوميًا، فيما وصل إجمالي إنتاج النفط والمكثفات إلى مليون و469 ألفاً و446 برميلاً يوميًا.
وأعرب رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة عن "تقديرهم للجهود الاستثنائية التي بذلها العاملون في القطاع"، مشيدين بأداء الكوادر على منصات الإنتاج والمواقع المكملة. وأكدوا أن "هذا النجاح يعكس التزامهم وحرصهم على تحقيق أهداف القطاع النفطي، رغم التحديات القائمة". وفي خطوة طموحة لتعزيز الاستثمار، كشفت مصادر مسؤولة بالمؤسسة الوطنية للنفط لـ"العربي الجديد" عن استعداد المؤسسة لإطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف لعام 2025. وتستهدف الجولة جذب الشركات المحلية والدولية للاستثمار في قطاع النفط الليبي، ما يعزز الإنتاج الوطني ويرفع مستويات الإيرادات.
وستشمل الجولة 24 قطعة استكشافية تغطي أكثر من 28 ألف كم² في أحواض غنية بالموارد، مثل مرزق وغدامس وسرت ومساحات مسطح برقة. وتستهدف استكشاف الأحواض المغمورة ذات الاحتياطيات الضخمة من النفط والغاز، ما يمهد الطريق لاستثمارات ضخمة في قطاع الطاقة.
ووفقًا للجدول الزمني المعلن، ستنطلق المرحلة الأولى من العروض التعريفية (Roadshows) في الفترة بين 8 و28 يناير 2025، يليها التأهيل من 29 يناير إلى 6 مارس 2025. وستُعلَن الشركات المؤهلة في 12 مارس، مع إتاحة البيانات الفنية في غرفة البيانات من 20 مارس وحتى 8 مايو 2025. وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط أن جولة العطاءات ستعزز الشراكات المحلية والدولية، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الليبي. وأشارت أيضاً إلى أن هذه الجولة هي الأولى منذ عام 2011، ما يجعلها خطوة هامة لاستعادة الاستقرار في القطاع النفطي.
وفي هذا السياق، أكد فرحات بن قدارة، رئيس المؤسسة، أن القطاع النفطي يظل ركيزة الاقتصاد الليبي، حيث يمثل أكثر من 90% من الموازنة العامة. ورغم التحديات السياسية والاقتصادية المستمرة، يبقى النفط المصدر الرئيسي للدخل، مع مساهمته الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي.
وفي سياق متصل، تراجعت الإنتاجية النفطية في ليبيا كثيرًا في أغسطس الماضي، حيث انخفضت إلى 450 ألف برميل يوميًا، بعد قرار حكومة الغرب بإقالة محافظ البنك المركزي. وأوضحت المؤسسة الوطنية للنفط أن الاستثمارات اللازمة لزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا على مدار 3 إلى 5 سنوات تقدر بحوالى 17 مليار دولار، من خلال 45 مشروعًا في مجالات النفط والغاز، بالإضافة إلى برامج صيانة ضخمة عبر المنبع والوسط. ورغم الإغلاقات المتكررة للحقول والموانئ النفطية نتيجة النزاعات السياسية، يواصل القطاع النفطي جهوده لتعزيز الإنتاج وضمان استقرار الاقتصاد الوطني، ما يجدد الآمال في مستقبل أفضل لقطاع الطاقة في ليبيا.